"المولوية" تختتم فعاليات مركز إبداع قبة الغورى بحفل كامل العدد
اختتم مركز إبداع قبة الغوري فعالياته الرمضانية بحفل كامل العدد لفرقة المولوية بقيادة الفنان عامر التوني، وذلك ضمن أمسيات قطاع صندوق التنمية الثقافية في شهر رمضان الجاري.
شهد الحفل حضورًا جماهيريًا غفيرًا، وتفاعل الجمهور بشكل كبير مع الأداء المميز للفنان عامر التوني وفرقته.
وقدمت فرقة المولوية بقيادة عامر التوني مجموعة من القصائد لكبار شعراء الصوفية، مثل ابن الفارض وابن عربي والسهروردي والحلاج، ومنها: متى يا حبيب القلب، عيني لغير جمالكم لا تنظر، يا مليحًا قد تجلى"، وفي نهاية الحفل، أعرب الفنان عامر التوني عن سعادته بالنجاح الذي حققته الفعاليات الرمضانية بمركز إبداع قبة الغوري.
المولوية المصرية هى فرقة إنشاد صوفي تأسست على يد منشدها ومنظرها الفكرى عامر التونى، والتي حاول من خلالها طرح التراث المولوى المصري على الساحة العالمية؛ ليؤكد للعالم أجمع أن مصر لها خصوصية تراثية بين الأمم، مما يؤكد هويتها الثقافية، وحاول التونى أن يضرب بيدية في الأعماق عبر التاريخ؛ لاستخراج تراث المولوية في مصر فلجأ إلى تلك الحقبة التي كانت تحيا فيها المولوية في مصر منذ دخول الفتح العثمانى حتى ثورة 1952 متتبعًا الآثار الموسيقية من الموشحات والابتهالات والمديح الموروثة عن أكبر المشايخ واستعراض كل الأشكال الاحتفالية للطرق الصوفية في مصر أمثال الطريقة الميرغنية والشاذلية والرفاعية والبيومية وغيرها من الطرق الصوفية، التي تستخدم القوالب الموسيقية الدينية المختلفة، ومن خلال الدراسات البحثية في المعاهد والجامعات والمقالات والكتب التي تناولت المولوية والأشكال الأدائية لها.
كما استعان بالمؤسسات الثقافية التي تهتم بتوثيق وحفظ التراث وساعده في ذلك دراساته العلمية بأكاديمية الفنون بالهرم- القاهرة من جمع خيوط بالية تكون تأريخًا للمولوية في مصر، كما كان للأثر الصوفى بداخلة لنشأته في ريف الصعيد، والذي تنتشر فيه الطرق الصوفية، كل هذا جعله يتسلح بمعرفة حقيقية، استطاع من خلالها أن يكوّن فهما صوفيا، انطلق منه بالنظر إلى تراث المولوية العالمي وصيغ وأشكال تم تقديمها، بداية من تركيا إلى الهند والبوسنة وغيرها من البلدان، التي تعتمد على الفتل المولوى وسيلة للاحتفالية، ولم يكتف بذلك كله، بل راح إلى ما هو أعمق من ذلك تتبع سير الصالحين والأنبياء والرسل منذ بدء الخليقة وجاب في الفلسفات وأشكال التصوف الأولى في الأديان الأخرى حتى وقع على أول متصوف على وجه الأرض؛ فوجد أنه مصري، وكانت المفاجأة حين وجد مكانه بالتحديد في الصعيد، بل من نفس البلد الذي تربى فيه التونى، مدينة ملوى، بمحافظة المنيا، ذلك المتصوف الأول هو تحوت، فراح يدرس في متون تحوت، والمعروفة لدى الغرب بمتون هيرمس أو هيرمتكا أو الهيرمسات، وبعد هذا كله استطاع التونى أن يصدر البيان الفكرى للمولوية المصرية؛ ليكون أول مانيفستو للمولوية في العالم يفسر فيها تصورة للتصوف، ومن ثم الرموز والحركات والإيقاعات.