مصر قِبلة القوى الإقليمية والدولية لتسوية الأزمات المختلفة
ذكرت صحيفة "الأهرام" أن مصر لا تدخر جهدًا من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع، بعد مقتل أكثر من 32 ألف فلسطيني وتدمير البنية التحتية بشكل كامل.
وأوضحت الصحيفة- في افتتاحية عددها الصادر اليوم الإثنين بعنوان "مصر ودعم القضية الفلسطينية"- أنه في رؤية القاهرة، فإن استمرار الوضع الحالي نتيجة إصرار إسرائيل على مواصلة عملياتها العسكرية في القطاع، في مخالفة واضحة لقرارات مجلس الأمن الدولي وآخرها القرار رقم 2727، من شأنه أن يفاقم من حدة الأزمة الإنسانية داخل القطاع.
ولفتت إلى أنه من دون شك، فإن ما سوف يزيد من تلك الأزمة هو مضي إسرائيل قدمًا في الإعداد لعملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، رغم كل التحذيرات التي أُطْلِقَت في هذا السياق من جانب دول تدرك العواقب الوخيمة التي يمكن أن تنجم عن ذلك، خاصةً فيما يتعلق بتهديد حياة نحو 1.5 مليون فلسطيني، وقد انعكس ذلك في البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية مصر والأردن وفرنسا، الذي عُقِد أمس الأول السبت في القاهرة.
وبيَّنت صحيفة "الأهرام" أن هذا الاجتماع شكَّل مؤشرًا جديدًا حول اهتمام القوى الإقليمية والدولية بالتشاور مع مصر دائمًا حول سبل الوصول إلى تسوية للأزمات الإقليمية المختلفة، وفي القلب منها القضية الفلسطينية، في ظل الدور البارز الذي تضطلع به مصر كقوة إقليمية رئيسية تضع على قمة أولوياتها العمل على تحقيق الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي ومكافحة الإرهاب، الذي يسعى لاستغلال الأزمات في تعزيز نشاطه وتنفيذ مزيد من الهجمات.
ونوَّهت الصحيفة بأن الدول الثلاث اتفقت على أولويات رئيسية لإنهاء الحرب الحالية، في الصدارة منها العمل على وقف إطلاق النار، حيث تستعد فرنسا لطرح مشروع قرار جديد في هذا الشأن في مجلس الأمن الدولي، ومطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسئولياته لوقف الآلة العسكرية الإسرائيلية، مع الدعوة إلى دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي تقوم بدور مهم في تقديم المساعدات للفلسطينيين، إلى جانب توجيه الانتباه أيضًا نحو اتساع نطاق عمليات الاستيطان التي تقوم بها إسرائيل في الضفة الغربية، وهو ما سوف يؤثر على الجهود التي تُبْذَل في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب، للوصول إلى تسوية للقضية الفلسطينية وفقًا لمبدأ حل الدولتين، الذي مثَّل قاسمًا مشتركًا بين الدول الثلاث.