شيخ الأزهر يوضح الفرق بين اسم الله الأكبر والكبير
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن اسم أكبر من أسماء الله الحسنى، واقترن دائمًا بـ الله أكبر، وهناك اختلاف بين العلماء هل اسم أكبر يعني كبير، أم لها معنى آخر، مشيرًا إلى أن هناك فريقًا قال أكبر بمعنى كبير، وفريقًا آخر قال أكبر بمعنى أعظم من كل عظيم، وهذا المعنى يغاير معنى كبير.
ولفت، خلال الحلقة التاسعة عشرة ببرنامج "الإمام الطيب"، إلى أن الفريق الذي قال إن أكبر تختلف عن كبير، قال إن أكبر على وزن أفعل تفضيل، وهي صيغة لو جاء اللفظ عليها تدل على أن أمرين اشتركا في صفة وزاد أحدهما في الصفة على الآخر، ولو طبقت القاعدة فهذا يعني أن الله سبحانه وتعالى بوصفه أكبر أفضل منه بوصفه كبيرًا، وهذا لا يمكن لأن الله سبحانه وتعالى منزه عن النقائص.
وأردف: "الذين قالوا إن أكبر بمعنى كبير تمامًا، ويساويه في المعنى كأنهما مترادفان، سئلوا لماذا لا نقول في الصلاة الله كبير في الصلاة، فردوا بالحديث الشريف صلوا كما رأيتموني أصلي، ولم ينقل أن النبي فتح الصلاة بالله كبير، أو الله أعظم".
ولفت إلى أن الفريق الذي قال إن أكبر بمعنى أعظم العظماء، قالوا إن أفعل التفضيل لغويًا لا يدل على المفاضلة بإطلاقه، وهناك أمثلة يعمل فيها أفعل التفضيل، لكن كثيرًا ما يرد أفعل التفضيل ليس للمفاضلة، وإنما لصفة واحدة، واحتجوا بقول الله تعالى "هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه"، وقالوا لا يمكن تفهم أهون على أنها أسهل، وكأن الله سبحانه تعالى كان بداية الخلق هين عليه، والإعادة أهون، لأن الله لا يجد في الخلق ما هو أصعب من الآخر، وكل شىء على الله سهل لا يستعصي عليه مقدور ولا يستسهل عليه مقدور كلهم على درجة واحدة.
وأردف: هناك مثل آخر في قوله تعالى "وهو أعلم بكم"، فلو فهمناها أن الله عالم بأمور وأعلم بأمور أخرى، فهذا كفر.
وختم: "إذا اعتقد الإنسان أن صيغ أفعل تفضيل تجري بمنطقها اللغوي على صفات الله، هذا الأمر يقوده إلى الكفر، لأنه يستلزم وصف الله بالنقص، لهذا أكبر لا يدل على أنه أكبر من غيره، وإنما أكبر بمعنى أعظم العظماء، وهنا يستقيم المعنى ووصف الله بأكبر وهو معنى مختلف عن كبير.