الروحانيات تملأ الكنائس الغربية مع اقتراب عيد القيامة.. ورؤساء الكنائس فى القدس يوجهون رسالة للسلام
تتأهب الكنائس الغربية التي تتبع التقويم الغربي، للاحتفال بعيد القيامة المجيد، بعد غد الأحد، إذ يترأس البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، قداس عيد القيامة المجيد في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان.
ومن المقرر أن يترأس البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا بطريرك اللاتين بالقدس، قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة القيامة بالقدس.
لماذا تختلف الكنائس للاحتفال بالعيد
بالتزامن مع احتفالات الكنائس الغربية بعيد القيامة المجيد، كشف الأنبا نيقولا مطران طنطا للروم الأرثوذكس عن أسباب الاختلاف في تاريخ الاحتفال بعيد الفصح المسيحي بين الكنيسة الأرثوذكسية وبين الكنيسة الكاثوليكية.
وقال إنه في يوم الأحد 31 مارس 2024 سوف تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بعيد الفصح والمعروف بعيد القيامة، بينما ستحتفل الكنيسة الأرثوذكسية به في يوم الأحد 5 مايو 2024.
ولفت أنه سبب الاختلاف هو أن الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بعيد الفصح المسيحي حسب القاعدة التي تبناها المجمع المسكوني الأول في نيقية سنة 325م: "أن يكون يوم عيد الفصح (المسيحي) هو الأحد الأول بعد اكتمال القمر في الاعتدال الربيعي21 مارس (شرقي)، على ألا يقع عيد الفصح (المسيحي) مع عيد فصح اليهود” على هذه القاعدة تسير الكنيسة الأرثوذكسية للاحتفال بعيد عيد الفصح المسيحي.
وتابع: هناك عنصران لتعيين الفصح المسيحي: عنصر شمسي وهو 21 مارس، يوم الاعتدال الربيعي وفيه تاريخ عيد القيامة يتحرك بين يومي 22 مارس و25 أبريل لدى الكنائس الغربية التي تعتمد التقويم الغريغوري. وعنصر قمري وهو 14 من الشهر القمري، أبريل وفيه الاعتدال الربيعي، وبالتالي الرابع عشر منه، يدور على مدار السنة الشمسية آخذًا بالرجوع إلى الوراء، لأن السنة الشمسية أطول من القمرية. وفيه تاريخ عيد القيامة يتحرك بين 4 أبريل و8 مايو، لدى الكنيسة الأرثوذكسية التي تعتمد اليولياني الشرقي.
وبذلك لدي الكنيسة الأرثوذكسية، أنه عندما يتم الاعتدال الربيعى الشرقي، ويصبح القمر بدرًا ويكون أسبوع عيد الفصح عند اليهود لم يبدأ بعد، تنتظر الكنيسة الأرثوذكسية ليعود القمر ويصبح بدرًا مرة ثانية، وبالتالى يكون قد مرّ عيد الفصح اليهودي فتحتفل في أول أحد بعده بعيد القيامة حينها. على ذلك لا يُحتفل بعيد الفصح المسيحي قبل الفصح اليهودي، ولا متزامنًا معه في نفس الأسبوع، بل بعده؛ لأن قيامة السيد المسيح حسب الإنجيل المقدس جاءَت عقب فصح اليهود وليس قبله؛ ولأن ذبيحة الفصح اليهودي كانت رمزًا وإشارة لذبيحة المسيح على الصليب.
وتابع: أما الكنيسة الكاثوليكية فتحتفل بعيد الفصح المسيحي في الأحد الأول الواقع مباشرةً بعد اكتمال البدر الذي يلي الاعتدال الربيعي 21 مارس (حسب التقويم الغريغوري الشمسي)، بغض النظر عن موعد الفصح اليهودي، وقيامة يسوع المسيح بعده.
بشرى قيامة المسيح السارة
على صعيد آخر، وجه بطاركة ورؤساء الكنائس بالقدس رسالة عيد القيامة المجيد «نحن، البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، بينما نحتفل بعيدين من الذكرى هذا العام، نجتمع معًا لنعلن للعالم بشرى قيامة المسيح السارة، التي أعلنها الملائكة لأول مرة منذ ألفي عام تقريبًا أن القبر فارغ هنا في مدينة القدس المقدسة».
إن رسالة عيد الفصح المفعمة بالأمل هذه لا تؤكد انتصار المسيح على الخطيئة والموت فحسب، بل تعد أيضًا بالخلاص لأولئك الذين يأتون إلى ربنا بالإيمان بقلوب تائبة. وكما كتب الرسول بولس: «حتى كما اقيم المسيح من الاموات، بمجد الاب، هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة؟ لانه ان كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضا بقيامته» (رومية 6: 4-5).
المعاناة الشديدة بالأرض المقدسة
بإصدارنا إعلان عيد الفصح هذا، ندرك تمامًا المعاناة الشديدة التي تحيط بنا هنا في الأرض المقدسة، وكذلك في أجزاء أخرى كثيرة من العالم. وبالحديث بشكل مباشر عن ظروفنا الخاصة، فإننا نكرر إدانتنا لجميع أعمال العنف في الحرب المدمرة الحالية، وخاصة تلك الموجهة ضد المدنيين الأبرياء، ونكرر دعوتنا إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار.
نجدد نداءنا لوصول المساعدات الإنسانية
وبالتنسيق مع هؤلاء، نجدد نداءنا من أجل سرعة وصول المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح جميع الأسرى؛ وتسهيل عمل الأطباء والطواقم الطبية لرعاية المرضى والجرحى ودون أي عائق، وفتح المفاوضات والعمل الدولي لإنهاء دائرة العنف وتجاوزها. ونعتقد أنه بهذه الطريقة فقط يمكن التوصل إلى حل شامل لسلام عادل ودائم هنا في الأرض التي ضحى فيها ربنا بحياته، وهدم جدار العداء الفاصل، من أجل تقديم الأمل للعالم في المصالحة. (أفسس 2: 14؛ كولوسي 1: 20).
وبينما ننقل رسالة عيد الفصح هذه إلى المسيحيين وغيرهم في جميع أنحاء العالم، فإننا نقدم تحياتنا الخاصة للمؤمنين في غزة الذين حملوا صلبانًا ثقيلة بشكل خاص خلال الأشهر القليلة الماضية. ومن بين هؤلاء أولئك الذين لجأوا إلى كنائس القديس بورفيريوس والعائلة المقدسة، بالإضافة إلى الموظفين والمتطوعين الشجعان في المستشفى الأهلي الذي تديره الكنيسة الأنجليكانية، إلى جانب المرضى الذين يخدمونهم.
ولهم ولكل من ينظر بالإيمان إلى قيامة المسيح، حتى في وسط الظلمة الحاضرة، نؤكد مع القديس بولس هذا الهتاف المفعم بالرجاء: "فإني على يقين أنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء". ولا الأشياء الحاضرة ولا المستقبلة، ولا القوات ولا الارتفاع ولا العمق، ولا أي شيء آخر في كل الخليقة، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله في المسيح يسوع ربنا (رومية 8: 38-39).
بهذه الروح الواثقة، يمكننا، مهما كانت ظروفنا، أن ننضم مع بعضنا البعض في ترديد تحية عيد الفصح القديمة والمبهجة التي لا يزال يتردد صداها عبر العصور: «المسيح قام! (المسيح قائم!) لقد قام بالفعل! هلليلويا!».