أخطاء منتخب حسام.. ومكاسب التجربة الكرواتية
بعيدًا عن النواحي الفنية لمنتخب مصر في أولى تجاربه الودية مع العميد حسام حسن، وبعيدًا عن الخسارة أمام كرواتيا 4-2 في نهائي بطولة عاصمة مصر الدولية، إلا أن مصر حققت مكاسب كبيرة من استضافة هذه البطولة التي تعتبر حدثًا رياضيًا استثنائيًا بتنظيمها هذه الدورة، التي اختتمت بنهائي ممتع وقوي ومثير على ملعب استاد مصر، تحفة معمارية جديدة في العاصمة الإدارية.
أثبتت مصر قدرتها على تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى بجدارة، وتميزت الدورة بدقة التنظيم، وتعاون مثالي بين جميع الجهات المعنية، خاصة الشركة المتحدة المنظمة للدورة بنجاح منقطع النظير، ما ساعد في حضور جماهيري كبير، وكان استاد مصر كامل العدد، وحرص المصريون على الحضور بكامل أفراد الأسرة في أمسية رمضانية ممتعة لمساندة منتخبهم الوطني، وكان المشهد حضاريا ومبهرا بحضور نجوم العالم الكبار التي قادت المنتخب الكرواتي.
وأضاف استاد مصر بعدًا جديدًا للحدث، وكان الاستاد تحفة معمارية بتصميمه الفريد من نوعه، وكان نموذجًا مشرفًا للعمارة المصرية الحديثة، ما أضفى أجواءً استثنائية على المباراة النهائية، خاصة مع إبداع وإمتاع النقل التليفزيوني المصري.
واكتملت الصورة بمشاركة نجوم المنتخب الكرواتي كامل العدد، مثل لوكا مودريتش وإيفان بيريسيتش، ما زاد من صعوبة المباراة النهائية علي المنتخب الوطني، خاصة أن كرواتيا من افضل 3 منتخبات عالميا وثاني أوروبا.
أكدت مصر قدرتها على تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى وأنها بلد الأمن والأمان، وكانت زيارة نجوم كرواتيا لسفح الأهرام رسالة مبهرة للعالم كله، نجحت في تسويق مصر كوجهة رياضية حضارية مميزة.
من وجهة نظري أن مصر كتبت تاريخًا جديدًا في مجال التنظيم الرياضي، وتؤكد قدرتها على تنظيم الأحداث الكبرى وتحقيق الإنجازات على جميع المستويات، خاصة أن البعض كان يتوقع فشل البطولة فنيا وتنظيميا وجماهيريا بعد نقلها من الإمارات للقاهرة، وهذا يجعلنا نشيد بالشركة المتحدة التي قبلت التحدي وحققت نجاحا عالميا مبهرا، وأكدت أن مصر دائما تسطيع، وأن هذه الدورة علامة فارقة في مسيرة الرياضة المصرية، وتفتح الباب أمام المزيد من الأحداث الرياضية الكبرى التي ستقام على أرض مصر في المستقبل.
وبعيدا عن النجاح التنظيمي، فإن المنتخب الوطني حقق مكاسب كبيرة، واستطاع حسام حسن أن يحدد أهم الأخطاء والسلبيات من خلال التجربة القوية المفيدة أمام منتخب عالمي قوي، وأرفض انتقادات بعض الجماهير التي تهاجم اختيارات حسام حسن، وتنتقد طريقة أدائه، وتعدد الأخطاء والسلبيات للفريق وتصفه بأنه منتخب حسام.
عفوا إنه منتخب مصر، ومن حق المدرب اختيار ما يشاء من اللاعبين وتجربتهم في المباريات الودية الدولية، وأرفض الحكم علي حسام بعد أول معسكر وبعد أول تجربة ودية، خاصة أن المنتخب تغيب عنه عناصر أساسية قوية في مقدمتهم محمد صلاح وزيزو أحد القوي الهجومية للفريق، والشناوي والونش وحجازي أحد القوي الدفاعية، وبصراحة أن خط الدفاع والوسط يحتاج تدعيما، وأن تجربة رامي ربيعة مع محمد عبدالمنعم ومحمد هاني ومحمد حمدي تحتاج إلى ترميم كبير في الدفاع.
والتمس العذر إلى حسام حسن لأن اللاعب المصري عشوائي ويحتاج إلى شغل فني كبير لتطبيق فكر وخطة المدرب، ولن تظهر بصمات حسام إلا بعد فترة ليست بقصيرة، ولكن عندي ثقة في حسام حسن بأنه مدرب قدير ويستطيع أن يعيد منتخب مصر لانتصاراته وبطولاته وأمجاده مثلما حدث في عهد الجوهري وشحاتة.
وفي النهاية، إنها تجربة مفيدة للمنتخب الوطني، وبداية طيبة مع العميد، ونجاح عظيم في التنظيم مع المتحدة، والقادم أفضل.