عائشة نصار فى "استديو الحشاشين" توضح سبب تسمية الطائفة الأكثر رعبًا بهذا اللقب
استكملت الكاتبة الروائية عائشة نصار خلال حلقاتها التي تعرض على قناة ON بعنوان "استديو الحشاشين" الحديث عن الطائفة الأكثر رعبًا في القرن الحادي عشر والتحليل لحقائق تلك الطائفة التاريخية، وكشف عن علاقتها بما تقوم به الجماعات الإرهابية المعاصرة.
زيد ابن سيحون يصف الحشيش للصباح: “نبات السحر عايز تروح الجنة تروح”
لفتت عائشة إلى أنه لا يمكن بعد تطور الأحداث في حلقات المسلسل إلى الآن التغافل عن علاقة شيخ الجبل حسن الصباح وجماعته بنبات القنب الهندي أو مخدر الحشيش، وعرضت من خلال الأحداث مشهد الفنان أحمد عيد "زيد ابن سيحون"، وهو يصف لحسن الصباح "كريم عبدالعزيز" هذا النبات قائلًا "نبات السحر نبات العالم التاني.. يأكل منه الحصان ييمشي بك أيام وليال بلا تعب، أما إنت لو تحرقه وتشم دخانه تطير مع الدخان وتحلم زي ما أنت عايز..عايز تروح الجنة تروح".
نصار: تسميتهم نسبة للحشيش تعود للرحالة الإيطالي ماركو بولي
أوضحت نصار عقب ذلك، أنه فيما يخص تسمية جماعة الحشاشين بهذا الاسم نسبة إلى تناولهم نبات الحشيش فهي تعد رواية تاريخية منسوبة إلى الرحالة الإيطالي ماركو بولي، الذي أوضح فيه أن حسن الصباح قد لجأ من أجل تحقيق السيطرة الكاملة على جماعته إلى استخدام نبات الحشيش، إذ كان يضع الدافع الانتحاري في جماعته تحت تأثير ذلك المخدر، ويجهز لأتباعه مكانًا يشبه الجنة يحتوي على كل الملذات والمتع الأشبه بالحورعين وهم تحت هذا التأثير، ثم يفيقهم مرة أخرى ليروا الإمام.
ولفتت إلى أنه وتحت ذلك التأثير الخرافي يمنح حسن الصباح الوعد لهم بالرجوع إلى الجنة مرة أخرى، ولكن شرط عقد الصفقة لتنفيذ عملية الاغتيال المطلوبة منهم، وهو ما تضمنه على سبيل أحد مشاهد حسن الصباح إذ يقول لأحد أتباعه: "ضمنا لك تروحها وضمنا لك ترجع لها".
وتابعت أن الانتحاري من أتباع الصباح يذهب حينئذ تحت تأثير المخدر بثبات انفعالي دون خوف أو تردد أو أو شعور بالألم، مرجعة ذلك إلى شهرة العناصر الانتحارية المختارة من قبل حسن الصباح بعدم الهروب أبدًا من مكان الاغتيال، وإنما إقدامهم على التخلص من حياتهم أملًا في الحصول على الجنة كما وعدهم الصباح "صاحب مفتاح الجنة" كما زعم وزعموا.
في كل الأحوال، تكمل عائشة، أنه وعلى الرغم من اختلافات الروايات التاريخية في تناول طائفة الحشاشين للحشيش لتنفيذ عملية الاغتيالات، موضحة أنها هي الفرضية التي ترجحها أولًا طبيعة المنطقة التي وجدت بها الطائفة وتوافر نبات القنب الهندي فيها، وسواء اعتمد الصباح على الحشيش في التأثير على أتباعه أم لا فإننا بالنهاية أمام الرمزية وحالة التغييب الكاملة المتحققة بالفعل مثلما نرى من تصرفات وسلوكيات عناصر هذه الجماعة، وهنا ما يحقق معنى الحشيش حتى ولو لم يكن عقارا أو مخدرا ماديا ملموسا، فهو دلالة على مطلق التخدير المادي المعنوي الذي نراه وعلى الحالة التي تصل بها تلك الجماعة أتباعها إلى مطلق التخديروالاستسلام والتغييب الكامل.
وأشارت إلى أنها تلك هي الآلية التي وصلت "سعد" في أحداث المسلسل وغيره من الانتحاريين من تنفيذ مهام الاغتيالات المخولة إليهم على أمل الدخول إلى الجنة التي صنعها لهم حسن الصباح على الأرض أو التي وعدهم بها في الجنة.
وأكدت الروائية أنه بذلك يعد الصباح بالقطع هو الملهم الأسبق الذي سار على خطواته كل القادة الرمزيين في تاريخ الإرهاب والجماعات الدينية المسلحة وصولًا إلى الحركات الإرهابية المعاصرة مثل الإخوان والقاعدة وداعش وما تفرع عنهم من تنظيمات تفرخ انتحاريين على طريق صاحب مفتاح الجنة أيًا كان اسمه لكن في كل الأحوال.
علاقة الجماعات الإرهابية المعاصرة بالمخدرات
تكشف عائشة مستكملة حديثها عن علاقة جماعات الإرهاب والإسلام السياسي بالمخدرات وعلى رأسها مخدر الحشيش سواء بالاتجار أو التعاطي خاصة قبيل تنفيذ العمليات الإرهابية.
وتابعت أنه قد يتفاجأ البعض من أن زراعة الحشيش وتهريبه والاتجار فيه كانت أهم مصادر التمويل للجماعات الدينية الإرهابية في سيناء التي كانت تواجهها الدولة المصرية دون أي مراعاة لأي ضوابط شرعية أو مراعاة لأي أحكام فقهية.
طالبان والحشيش في أفغانستان
ولفتت نصار إلى أن علاقة التنظيمات التي رفعت السلاح مقترنة براية الإسلام في العالم مع الحشيش والمخدرات هي علاقة وثيقة الصلة بالأساس خاصة في المنطقة الجغرافية القريبة من بلاد فارس، حيث ظهر حسن الصباح ومن معه، لافتة إلى أن حركة طالبان وهي أول تنظيم إرهابي يجمع بين النشاط الفكري والإسلامي المسلح والاتجار في المخدرات اعتبرت أن زراعة القنب أو الحشيش أحد مصادر الدخل لها في أفغانستان.
داعش والحشيش في العراق وسوريا
وأضافت أنه قد تلاها تنظيم داعش ليأتي على خط المنافسة معها فيصبح من أقوى الجهات المنتجة للمخدرات في كل من العراق وسوريا، مشيرة إلى أنه وحسب التقديرات فقد وصلت حجم المخدرات التي كانت تديرها داعش واتخذت من مدينة مايناوا على الحدود التركية مركزًا لها الحد الذي أصبح معه أنها المورد الرئيسي لحوالي نصف حصة أوروبا من الهيروين الأفغاني، مؤكدة أنه قد عمل أفراد التنظيم على تسويقه عبر الأراضي التركية وبيعه من الدول الإفريقية إلى الغرب وسط فتوى بجواز بيع السم للكافر.
وأكدت عائشة خلال حديثها أيضًا أنه مثلما فرض تنظيم داعش الضرائب على زراعة المواد المخدرة وحرص على زراعته في الأماكن التي يسيطر عليها فقد أباح لمقاتليه تعاطي الحشيش والكوكايين في تنفيذ عملياتهم الإرهابية، بل ليس الحشيش فقط ولكنه اعتمد على أقراص الكبتاجون وهي أقراص رخيصة الثمن كمخدر رسمي لأعضاء جماعته وأطلق عليه مخدر الجهاديين.
الكبتاجون مخدر الجهاديين الرسمي
وتابعت أنه قد شهد تنظيم داعش مصانع كاملة لتصنيع الكبتاجون من خلال كيميائي التنظيم، وذلك لكونه عقارا يزيد من قدرات عناصر التنظيم ويمنحه النشوة والقوة والمواجهة وعدم الخوف خاصة، قبل تنفيذ عملياتهم الانتحارية ويقلل شعورهم بالجوع ويمنع شعوره بالألم وهذا ما يفسر وحشية هؤلاء المقاتلين في فيديوهات القتل والحرق والذبح وجز الرءوس التي نراها وينشروها.
تنظيم القاعدة والأفيون في أفغانستان
كذلك أوضحت أن تنظيم القاعدة قد أباح زراعة الأفيون والاتجار به أثناء وجوده في أفغانستان إضافة إلى أنه في الوقت الحالي يتردد فروعه في اعتماد الأفيون واتجار المخدرات وتهريبها كأحد مصادر تمويل التنظيم.
كما لفتت الكاتبة الروائية إلى أن جماعة أنصار الشريعة التونسية والمجمموعة السلفية التابعة لتنظيم القاعدة في تونس، وفي بلاد المغرب، وفي ليبيا، تورطوا في عمليات تهريب واسعة للمخدرات خاصة الكوكايين، فضلًا عن ظهور زعيم القاعدة في شمال إفريقيا الجزائري مختار بن مختار أو مستر مارلبورو زعيم وهو زعيم تنظيم المرابطون وأحد أعمدة تهريب السجائر السلاح من النيجر إلى دول الشمال الإفريقي، إذ كان لا يتهاون أيضا في فرض الضرائب على المخدرات في مناطق نفوذه.
وأكدت عائشة نصار في نهاية حديثها، أن ما سبق يعني أنه سواء كان حشيش حسن الصباح حقيقة تاريخية أو لا فإن علاقة إرهابي أمس واليوم من الجماعات والتنظيمات الإرهابية المعاصرة بالمخدرات هي حقيقة مطلقة لا يمكن التشكيك فيها أو الجدل حولها.