"مكسرات لميس".. تتلمذ على يده واختلف معه فكريًا قصة الإمامين "الشافعي ومالك"
تستكمل الدكتورة لميس جابر، اليوم الثلاثاء، تفاصيل حديثها عن الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ، ثالث الأئمة الأربعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه.
تتلمذه على يد الإمام مالك
وقالت الدكتورة لميس جابر خلال حلقة اليوم من برنامج “مكسرات لميس”، على الراديو 9090، في حديثها عن الإمام الشافعي، ورأيه في مذهب الإمام مالك، الثابت أن “الإمام الشافعى” تتلمذ على يد الإمام مالك، حيث يقال إن الشافعي طلب العلم بمكة على من كان فيها من الفقهاء والمحدثين، فتفقّه.
لكن همّته في طلب العلم لم تقف عند هذا الحد، فقد وصل إليه خبر إمام المدينة مالك -رضي الله عنه-، وكان ذلك في وقت انتشار اسم الإمام مالك في الآفاق، فَسَمَت همّة الإمام الشافعي إلى الهجرة إلى يثرب في طلب العلم.
الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم
وقال الإمام الشافعي: مالك بن أنس معلمي، وعنه أخذت العلم، وإذا ذكر العلماء فمالك النجم، وما أحد آمن علي من مالك بن أنس، وكان يقول: إذا جاءك الحديث من مالك فشد به يديك، كان مالك بن أنس إذا شك في الحديث طرحه كله.
ولكن اختلف الإمامان “مالك والشافعي” رضى الله تعالى عنهما فالإمام مالك يقول: إن الرزق بلا سبب بل لمجرد التوكل الصحيح على الله سبحانه يُرزق الإنسان مستندًا للحديث الشريف (لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا).
خلافهما في الرأي
أما الإمام الشافعى رحمه الله تعالى، فيخالفه فى ذلك، إذ يقول: لولا غدوها ورواحها ما رزقت، أي إنّه لا بد من السعي.فأراد الإمام الشافعي أن يثبت لأستاذه الإمام مالك صحة قوله، فخرج من عنده مهمومًا يفكر، فوجد رجلًا عجوزًا يحمل كيسًا من البلح وهو ثقيل فقال له: أحمله عنك يا عمّاه، وحمله عنه، فلمّا وصل إلى بيت الرجل، أعطاه الرجل بضع تمرات استحسانًا منه لما فعله معه، هنا ثارت نفس الإمام الشافعي وقال: الآن أثبت ما أقول، فلولا أنّي حملته عنه ما أعطاني وأسرع إلى أستاذه الإمام مالك ومعه التمرات ووضعها بين يديه وحكى له ما جرى، وهنا تبسّم الإمام مالك وأخذ تمرة ووضعها في فَيِهْ وقال له: وأنت سُقت إليّ رزقي دونما تعب مني.