بنيامين نتنياهو فى "المصيدة".. خطة للإطاحة بـ"سفاح غزة"
أثارت دعوة زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، لإجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل التحركات ضد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإطاحة به من منصبه في ظل إخفاقه في حرب غزة.
وبحسب تقرير لمجلة "تايم" الأمريكية، فإن دعوة الزعيم اليهودي الأمريكي تشاك شومر الإسرائيليين للعودة إلى صناديق الاقتراع لانتخاب حكومة جديدة، أكدت أنه ليس موقفًا فرديًا بل موقف يشاركه فيه كثيرون داخل إسرائيل وخارجها، وهو أن وجود بنيامين نتنياهو في السلطة قد انتهى.
تراجع شعبية نتنياهو تسهل الإطاحة به من رئاسة الحكومة
وكشفت المجلة الأمريكية أن شعبية نتنياهو أصبحت متضائلة في الداخل، حيث تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أنه يتخلف عن منافسه الرئيسي، الجنرال المتقاعد في الجيش بيني جانتس، وفي الخارج بات منبوذًا بشكل متزايد مع استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة بعد ما يقرب من نصف عام من حربها الانتقامية لاجتثاث حماس من القطاع.
وتابعت: "لا يبدو أن إسرائيل أقرب إلى تحقيق هدفها النهائي المنشود، وهو ما تقول الحكومة إنه لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إطلاق حملة مثيرة للجدل، وهو الهجوم على مدينة رفح المكتظة بالسكان في أقصى جنوب قطاع غزة".
وقالت إنه بالتزامن مع ذلك تستمر الكارثة الإنسانية التي تتكشف في غزة في التصاعد مع عدم الاستجابة للدعوات العالمية لإسرائيل للسماح بتدفق أكبر للمساعدات إلى القطاع، ولهذا ليس من المستغرب أن يُنظر إلى نتنياهو على نطاق واسع على أنه عقبة رئيسية أمام السلام.
وأكدت "تايم" أنه منذ عودة نتنياهو إلى منصبه في عام 2022 بعد فترة قصيرة في المعارضة، اتبع نتنياهو إلى حد كبير سياسات تهدف إلى الحفاظ على سلطته، وأبرزها الإصلاح القضائي المثير للجدل لحكومته، والذي أثار أشهرًا متتالية من الاحتجاجات الجماهيرية، ولم تكن شعبيته كبيرة في ذلك الوقت، ثم تراجعت أكثر بعد 7 أكتوبر؛ واتهمته أغلبية من الإسرائيليين بالفشل في منع الهجوم.
خطة الإطاحة برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو
والآن يفضل الكثيرون إجراء انتخابات مبكرة لأن الموعد الرسمي للانتخابات سيكون في عام 2026، والتي من المرجح أن تؤدي إلى طرد نتنياهو من السلطة، وفي حين أن هذا سيكون له تأثير عميق على المشهد السياسي الإسرائيلي، الذي هيمن عليه نتنياهو وحزبه الليكود الحاكم طوال الجزء الأكبر من عقدين من الزمن، إلا أن المراقبين الخبراء يحذرون من أنه لن يكون بالضرورة علاجًا سحريًا لأزمة التشدد في إسرائيل وإنهاء حرب غزة.
وكشفت المجلة عن أن إجبار نتنياهو على التنحي قبل الأوان لن يكون بالمهمة السهلة، لذا يجب أن يكون هناك أحد المحفزات العديدة لإجراء انتخابات مبكرة، على رأسها ضرورة انهيار الائتلاف الحاكم الحالي لنتنياهو، أو حجب الثقة عن حكومته في الكنيست، أو اندلاع احتجاجات مدنية جماهيرية كتلك التي شهدناها العام الماضي.
وأوضحت المجلة أن إدارة الحرب، التي تقع مسئوليتها على عاتق حكومة الوحدة الوطنية في البلاد في زمن الحرب، والتي تتألف من نتنياهو وشخصيات معارضة أخرى، بما في ذلك جانتس، إذا أجريت الانتخابات في إسرائيل اليوم، فسيكون حزب الوحدة الوطنية الوسطي الذي يتزعمه جانتس في موقع الصدارة لتشكيل الحكومة المقبلة، لكن إدارة جانتس لن تقدم بالضرورة نهجًا جديدًا للحرب.
بيني جانتس.. بديل نتنياهو في قيادة حكومة الاحتلال
وأوضحت ميراف زونسزين، كبيرة المحللين الإسرائيليين في مجموعة الأزمات الدولية، أن الإسرائيليين يؤيدون المجهود الحربي، ولم يكن هناك أي تراجع عن الطريقة التي تم التعامل بها مع غزة في الحرب، ولهذا لن يغير جانتس شيئًا في إدارة الحرب، لكن جانتس سيغير طريقة التعامل مع الولايات المتحدة على عكس نتنياهو، الذي تشاجر علنًا مع الرئيس جو بايدن حول تعامل حكومته مع الحرب.
وتابعت زونسزين "سيكون جانتس أكثر تعاونًا وأقل عنفًا بكثير، وسيتعامل مع الأمر من منظور عسكري أكثر بكثير، والذي هو أننا بحاجة إلى الولايات المتحدة، ولا يمكننا تعريض إمداداتها من الأسلحة والمساعدات للخطر، ومن المرجح أيضًا أن يعطي الأولوية للتوصل إلى اتفاق لتحرير المحتجزين الإسرائيليين الذين ما زالوا في غزة".
وأوضحت "تايم" أنه عندما يتعلق الأمر بكيفية نجاح علاقة إسرائيل مع الفلسطينيين واحتمالات حل الدولتين في ظل القيادة الجديدة، لكن يكون هناك تغير جذري فحتى قبل السابع من أكتوبر 2023 بدت السياسة الإسرائيلية غير مبالية بالقضية الفلسطينية، مفضلة إدارة الصراع بدلًا من حله بشكل كامل، ققد تباهى نتنياهو بدوره في منع إنشاء دولة فلسطينية، لكن منافسيه لم يفعلوا سوى القليل لمعالجة الصراع عندما أتيحت لهم الفرصة.
وقال نمرود نوفيك، زميل في منتدى السياسة الإسرائيلية والمستشار الكبير السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، إن جانتس حتى لو كان يدعم حل الدولتين، فمن غير المرجح أن يضغط من أجل ذلك في السياق الحالي.
لكن نوفيك قال إن العودة الكاملة إلى الوضع الراهن قبل الحرب أمر غير مرجح، مشيرًا إلى أن العديد من القادة الإسرائيليين استوعبوا العديد من الدروس المستفادة من 7 أكتوبر، وأهمها أن الإسرائيليين يتعين عليهم تغيير مسارهم من إدارة الصراع إلى حل الصراع.