سلاح ونمط جديد للاحتلال..سياسية فلسطينية تكشف لـ"الدستور" تفاصيل اغتصاب السيدات بمجمع الشفاء
قالت الدكتورة تمارا حداد الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، ما زالت الانتهاكات الجسيمة بحق أبناء قطاع غزة مستمرة فاقت الخطوط الحمراء وتخطت الوضع الطبيعي الذي وصل لإبادة جماعية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحروب السابقة واللاحقة، إن الاحتلال يمعن في جرائمه المتوالية بحق القطاع والذي يهدف بها أخذ الأرض بدون شعب من خلال التطهير العرقي الممنهج بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي حرق الأرض وانتهك العرض وآخر جرائمه وهي اغتصاب النساء والفتيات والاعتداءات اللاإنسانية بحق النساء في قطاع غزة.
وأوضحت حداد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك شهادات وقصص واقعية روتها عدد من النساء اللواتي اغتصبن قسرا وأمام أعين أفراد أسرتهن وأمام أولادهن وأقاربهن دون اعتبار أي حرمة وخصوصية لهذا الانتهاك اللاأخلاقي.
وأضافت حداد أن قضية الاغتصاب من أصعب أنواع العنف وأصعب انتهاك يحدث من قبل الاحتلال قد يكون سرقة الأرض أهون من انتهاك خصوصية إمرأة أو فتاة، مشيرا إلى أن استخدام الاغتصاب من قبل الاحتلال ما هو إلا هدف لسحق كرامة المرأة الفلسطينية وسحق نضال المرأة نحو الحرية والحياة أمام مجرم منفلت من العقاب.
وأكدت حداد أن أداة الاغتصاب ضرب من ضروب المعاملة المهينة لترهيب الشعب الفلسطيني الذي يرفض القمع القائم على العنصرية الفاشية.
وأوضحت حددا أن لغة الاغتصاب سلاح للاحتلال ونمط جديد لم يسبق أن سمعنا عنه خلال فترة تواجد الاحتلال قد تكون قصص فريدة أمام ما نسمعه من روايات نسوة لا يردن البوح عن أسمائهن خشية العار والفضيحة وخشية تذكر الحادثة المؤلمة والتي جعلت نفسيتهن محبطة ويردن الهجرة من القطاع دون العودة إليه حتى تنسى الآلام التي تم وضعها في موقف مؤلم وقاسي بحقهن وحق المشاعر الإنسانية، ناهيك عن إجبار بعض النسوة خلع حجابهن ولباسهن بشكل قصري الأمر الذي يجعل حالتهن النفسية ضمن الصدمات الجسدية والنفسية بسبب العنف الجنسي المتعمد أمام مجتمع دولي غائب وقانون الغاب فاق عدالة القانون الانساني.
وأوضحت حداد أنه لأول مرة بشكل ممنهج تنتشر ثقافة مؤسسة احتلالية تحتجز النساء وينكلن بهن حتى باتت ظاهرة اغتصاب النساء أمرا مقلقا ترسل مؤشرات على فوضى الحرب في القطاع إذ يصنف الاغتصاب كإحدى عناصر الإبادة الجماعية حسب أدبيات الأمم المتحدة حيث تستعمل أداة العنف الجنسي لإذلال الآخر، إذ يتم يستخدم مسألة الاغتصاب كعنصر حاسم من عناصر تغذية حالة الانتقام التي باتت لغة الاحتلال تمعن في قتل المدنيين.
وشددت حداد على أن آثار لغة العنف الجنسي أشد وطأة من القصف الجوي وسياسة التجويع الممنهجة فآثارها متلازمة حتى الموت ناهيك عن الآثار الجسدية قد تسبب الأمر تمزقات في الأعضاء التناسلية وكدمات ناهيك إذا كان الجندي مريض بمرض تناسلي أو قد تحمل، ناهيك عن الأثر النفسي والإحباط والخوف الارتباك التوتر والبكاء ناهيك شعور العار أو الذنب ناهيك عن مشاكل النوم.
وأضافت حداد أن الاغتصاب حالة نمطية يعبر عن العدوانية والحاجة إلى بسط السيطرة والتحكم من قبل الاحتلال قد يكون سبب أكثر من الرغبة الجنسية.
وتابعت حداد "إحدى النساء اللواتي قد اغتصبن وخرجن من القطاع ولا تريد الرجوع أشارت أن من الصدمة التي لازمتها حتى اللحظة تأتيها فترة من الفترات تكاد تصرخ وثم تبكي ثم تصمت لا تدري ماذا تعمل كيف ولماذا واكتفت بهكذا حديث دون التطرق لأكثر من ذلك نظرا لحساسية الموقف؟".
العنف الجسدي يحتاج لوقفة دولية إقليمية حقوقي لوقف حد لمرتكبي تلك الجرائم
وتابعت حداد "في الحروب والصراعات تبرز ممارسات الاغتصاب والعنف الجنسي كسلاح، والنساء ضحيتها وهو أسلوب ضغط آخر على المقاومة الفلسطينية للتنازل وتسليم السلاح والرهائن دون مكتسبات سياسية وعودة النازحين إلى الشمال لأنهم لن يعودوا فالشمال بات محتلا جزء منه تحول لمنطقة أمنية عازلة أمام تغيير جوهري في القطاع جغرافيا لبدء تحويله كما الضفة الغربية أما وقف إطلاق النار فلا مجال الحديث به أمام تعنت اليمين المتطرف نحو تحقيق الأهداف الأمنية والعسكرية في قطاع غزة وتعزيز السيطرة الأمنية الشاملة على القطاع دون التفكر بمن سيحكم اليوم التالي الذي بات بعيد المدى قد يمتد ست اشهر اخرى مع استمرار فكرة التهجير الطوعي والقسري وترسيخ نظرية مليون فرد في القطاع وإخراج البقية من خلال القصف والتجويع واتباع لغة العنف كالعنف الجنسي الذي بات أسلوب أكثر وطأة للهروب من القطاع.
واختتمت حداد تصريحاتها قائلة "إن العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات يحتاج وقفة دولية إقليمية حقوقية لوقف حد لمرتكبي الجريمة الذي خلقوا استراتيجية حرب جديدة تدعو لتحرك الجميع أمام أمر بالغ الخطورة يمس كرامة إنسان نحو تهجير متعمد بطرق جديدة وأسلوب حربي جديد".