إسرائيل تعرقل المساعى الأمريكية لإنشاء دولة فلسطينية بأكبر عملية ضم للأراضى
تسعى حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتطرفة، لعرقلة المساعي الأمريكية لحل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية، من خلال تنفيذ أكبر عملية استيلاء على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية منذ عام 1993، عقب مصادرة 3.8 ميل مربع من الأراضي، وتأتي التحركات الإسرائيلية بعد أن دعت مجموعة مكونة من 17 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس الشيوخ، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى رفض مزاعم إسرائيل بأنها لا تنتهك القانون الدولي.
تحركات إسرائيلية لعرقلة حل الدولتين وإحراج الولايات المتحدة
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن التحركات الإسرائيلية الكبرى لضم الأراضي الفلسطينية بالمخالفة مع القانون الدولي تتزامن مع الجدل المتزايد في واشنطن حول ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة تعليق عمليات نقل الأسلحة إلى حكومة نتنياهو.
وقال "سموتريتش" يوم الجمعة، في إشارة إلى منطقة الضفة الغربية باسمها التوراتي، "في حين أن هناك من يسعى في إسرائيل والعالم إلى تقويض حقنا في منطقة يهودا والسامرة والبلاد بشكل عام، فإننا نعزز الاستيطان من خلال العمل الجاد وبطريقة استراتيجية في جميع أنحاء البلاد".
وأضافت الصحيفة أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، ومع ذلك، استخدمت إسرائيل أوامر الأراضي مثل تلك التي صدرت يوم الجمعة للسيطرة على 16% من الأراضي الخاضعة للسيطرة الفلسطينية في الضفة الغربية، وتشمل المنطقة التي تم الاستيلاء عليها حديثًا قطع أرض في غور الأردن وبين مستوطنتي معاليه أدوميم وكيدار.
وجاء هذا الإعلان في الوقت الذي وصل فيه وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى تل أبيب لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مستقبل الحرب في غزة، وجاء وصول بلينكن بعد اجتماعات في القاهرة مع العديد من القادة العرب، ووسط دعوات من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين للرئيس بايدن لإنشاء إطار عام جريء لحل الدولتين الذي يعترف بـ دولة فلسطينية غير مسلحة.
يقول الخبراء إن أمر الأراضي الذي صدر يوم الجمعة يمثل مشكلة خاصة بالنسبة لاحتمال حل الدولتين.
وقال حمزة زبيدات، الناشط في مجال حقوق الأراضي في مركز معًا للتنمية ومقره رام الله: "إذا صادرت إسرائيل الأراضي المحيطة بالقدس، وصولًا إلى البحر الميت، فلن يكون هناك مستقبل لعاصمة فلسطينية في القدس الشرقية، هذا هو المكان الذي كان من المفترض أن تكون فيه العاصمة الفلسطينية، بحسب المحادثات الأمريكية والأوروبية".
وتابع زبيدات: "إذا ضم الإسرائيليون هذه المنطقة القريبة من معاليه أدوميم، فسيكون ذلك كارثة على الفلسطينيين الذين يعيشون في الجنوب، سيتم قطع الطريق على التجار الفلسطينيين، وخاصة في الجنوب، وسيصبح من المستحيل أن يكون هناك أي أسلوب حياة فلسطيني مستقل".
ويخضع أكثر من 40% من الضفة الغربية لسيطرة المستوطنين الإسرائيليين، وفقًا لمنظمة بتسيلم الحقوقية ومقرها إسرائيل، ويعيش الآن أكثر من نصف مليون يهودي في الضفة الغربية.
وأكدت الصحيفة الأمريكية، أنه ليس لدى الفلسطينيين قدرة تذكر على وقف عمليات نقل الأراضي بعد حرب عام 1967، أصدرت إسرائيل أمرًا عسكريًا بإيقاف عملية تسجيل الأراضي في جميع أنحاء الضفة الغربية، والآن تفتقر الأسر إلى الأوراق اللازمة لإثبات أن لديهم ملكية خاصة لأراضيهم. والسجلات الضريبية، الدليل الآخر الوحيد على حقوق الملكية في الضفة الغربية، لا تقبلها السلطات الإسرائيلية.