"هل قمت بتوزيع العيديات على الغلابة؟".. آخر أيام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب
كتب محمود لطفي المحامي مستشار جمعية المؤلفين والملحنين والذي كان مقربا من الموسيقار محمد عبد الوهاب رئيس الجمعية عن مواقف في حياة عبد الوهاب، ونشرت على صفحات مجلة الكواكب، ومنها مواقف في آخر أيام حياة الموسيقار الكبير.
يقول لطفي:" كنت أنتظر ان يخرج من سريره صباحا، وكان موعده ثابتا دائما في العاشرة، والنصف، يخرج من حجرة النوم على الرغم من انه مستيقظ منذ صلاة الفجر، وكان يجلس في سريره يستمع إلى الإذاعات ويتابع ما يذاع في الصباح من أخبار سياسية ثم في الحادية عشرة أتلقى مكالمته والتي كانت سياحة في الفن، وكل ما يشغل باله، من أمور ونتبادل الآراء.
يكمل:" في الشهر الأخير لم يكن منتظما في اتصالاته الهاتفية، إلى أن عرفت أنه يذهب لطبيب الأسنان، ثم أجرى جراحة في اللثة، وآلمته هذه الجراحة كما يقول، وفي الأيام الأخيرة من رمضان المعظم هاتفني وقال انان على أبواب عيد واعلم ان هناك توزيع لحقوق الأداء العلني ويجب ان نسعى لان يكون التوزيع قبل العيد.
وأكمل:" كانت هناك مشكلة لكنني أبلغته ان الله وفقني بعد ان فتحت دوائر تليفونية بيني وبين باريس واستطعت ان اتسلم كشوف التوزيعات قبل العيد وأذكر أنني عندما الغته هذا تليفونيا أحسست وكأنه طفل صغير قد تلقى هدية يحبها فامتلأ سعادة وقال أرجو أن تظل الجمعية تعمل حتى يوم وقفة العيد لتتمكن من الصرف لأكبر عدد ممكن من الأعضاء.
وواصل:" وتم له ما أراد وكان يتصل كل عشر دقائق ليعرف كم عدد الأعضاء الذين يقبلون للصرف فأبلغته انه عدد قليل، فراح يتواصل بنفسه مع الأعضاء ليحضروا لتسلم ما لهم، وبلغت جملة ما صرفت 35 ألف جنيه وكلمت الموسيقار يوم العيد وألغبته وهنأته فتمنى عيدا سعيدا دائما وسألني عن توزيع العيديات التي أرسلها لي فقلت له نعم قمت بتوزيع "البركة" وكان هذا مما يوزعه في الخفاء على الناس، وبعدها انقطعت اتصالاته فكنت انا اتواصل معه للاطمئنان عليه وبعدها بفترة كنت اتصل ولا يجيب، ثم كان قطع الارسال الإذاعي والتليفزيوني الذي نقل إلينا الفاجعة وقلت عبارته الشهيرة" لا اله الا الله.. إن الحياة قبض ريح"