المتحدة كسبت الرهان
راهنت الشركة المتحدة بنزول مسلسل ضمن السباق الرمضاني، لا يحمل أسماء نجوم كبار، وسط موسم يعج بنجوم الدراما. ففي حدث استثنائي، عاد معه كبار النجوم إلى شاشة رمضان، وعلى رأسهم الفنان الكبير الدكتور يحيى الفخراني في رائعته "عتبات البهجة"، وغيره من النجوم. تقدم لنا المتحدة مسلسل "مسار إجباري" بطولة النجمين الصاعدين عصام عمر وأحمد داش "علي وحسين".
عند متابعتك قبل بداية الموسم الرمضاني وجود هذين النجمين وسط هذه الكوكبة من النجوم، ستجد أنك أمام رهان كبير من المتحدة، وخاصة أن النجمين الصاعدين يشقان طريقهما نحو عالم الفن. قطعًا، كل منهما استطاع أن يثبت جدارته ولديه أعمال مضيئة في مشواره. ولكن، أن يتحملا مسئولية مسلسل في موسم كرمضان، فأجده رهانًا كبيرًا من الشركة المتحدة. وبالفعل، قد فازت برهانها عليهما، فمع اقترابنا من منتصف الشهر الكريم، فقد استطاع "مسار إجباري" أن يأخذ نصيبه وسط كبار النجوم، بل وينافس في أعداد المشاهدات.
"مسار إجباري" أعاد إلينا العديد من المشاعر الطيبة التي ضاعت وسط أعمال درامية غلب عليها النزاع بين الإخوة وغياب الترابط بين الأخوات بنزغ الخلافات والغيرة وغيرها من السلبيات بينهم. ولا أنكر أن هذه النماذج موجودة في المجتمع، ولكن هناك أيضًا علي وحسين، أبطال العمل، موجودان داخل المجتمع المصري. فقد استطاع المسلسل أن يفسر لنا الآية الكريمة (سنشد عضدك بأخيك)، صدق الله العظيم؛ بإظهار مدى الترابط بين الأخوين ووقوفهما جوار بعضهما، رغم أنهما لم تحملهما نفس البطن، إلا أنهما يتشاركان في اسم الأب، وإظهار مدى خوفهما على بعضهما عند الشعور بأن الآخر يتعرض لأزمة أو مشكلة ما. فهذه المشاعر الإيجابية افتقدناها في الدراما المصرية رغم أهميتها وضرورة تسليط الضوء عليها.
واستطاع الممثل الشاب عصام عمر –علي– أن يجسد دور الأخ الأكبر ببراعة شديدة. هذا الأخ الناصح لإخوته، والمعلم لهم، واحتواؤه لأخيه الأصغر، الفنان أحمد داش –حسين– ومحاولة إيقاف تهوره حتى لا يتأذى.
وتم اكتمال شكل الأسرة المصرية بوجود الفنانتين صابرين وبسمة، اللتين جسدتا دور الست إحسان والست نعناعة، أو أم علي وأم حسين. فبالرغم من وجعهما بخيانة زوجهما الراحل، الفنان محمود البزاوي، عمر البرنس، إلا أن هذا الوجع خلق صداقة بينهما. فكل منهما أحبت زوجها بإخلاص وصدق، ولم ترتكب أي منهما أي تقصير في حق هذه العلاقة الزوجية، ولهذا قررا أن يشفيا جراحهما سويًا، وأن يحافظا على الأخوات معًا، وأن يغفرا لزوجهما ويترحما عليه كأي سيدة مصرية أصيلة، المعروفة بطيبتها وقلبها الكبير وحنيتها التي لا تنتهي، وحضنها الكبير الذي يتسع للجميع. وأيضًا كالأسد المفترس أمام من يحاول الاقتراب من أطفالها أو يعكر صفو حياتها.
في النهاية، يمكن القول إن الشركة المتحدة نجحت في رهانها على مسلسل "مسار إجباري"، فقد استطاع العمل أن يحجز مكانه وسط الأعمال الدرامية الكبيرة في الموسم الرمضاني، وذلك بفضل القصة المميزة والأداء الرائع للممثلين الشابين والمخضرمين على حد سواء. إن نجاح هذا المسلسل يؤكد قدرة الشركة على اختيار الأعمال الدرامية ذات المحتوى الهادف والجذاب، ويعزز من مكانتها في صناعة الدراما العربية عمومًا.