متى يمرر "الكبار" فى مجلس الأمن مشروع وقف النار فى غزة؟
أثرت الخلافات السياسية بين أعضاء مجلس الأمن الدولي - ولا سيما الخلافات بين أصحاب الفيتو- بالسلب على تمرير أي مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار في غزة، حتى بات الوصول إلى اتفاق وتصويت نهائي في هذا الشأن أمرا شبه مستحيل، حسب ما يرى مطلعون على الأمر.
فيتو روسى صينى ضد المشروع الأمريكى
أخفق مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، أمس الجمعة، في التصويت لصالح مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة في إطار اتفاق بشأن الرهائن بعد أن صوتت روسيا والصين، العضوان الدائمان بالمجلس، ضد القرار الذي اقترحته الولايات المتحدة.
ونال مشروع القرار تأييد 11 دولة من الأعضاء الـ15 للمجلس، بينما رفضته ثلاث دول هي الصين وروسيا والجزائر، وامتنعت غويانا عن التصويت.
فشل مشروع روسى داخل مجلس الأمن
وفي أكتوبر الماضي، فشل مشروع قرار صاغته روسيا في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار لدواعٍ إنسانية في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، في الحصول على الحد الأدنى من الأصوات المطلوبة وعددها تسعة في المجلس المؤلف من 15 عضوا، اليوم الإثنين.
انتظار المشروع الفرنسي
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الجمعة، إن بلاده ستعمل على صياغة قرار جديد بالأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة بعد استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد قرار اقترحته الولايات المتحدة.
وقال ماكرون في ختام اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل"بعد استخدام روسيا والصين حق النقض قبل دقائق قليلة، سنستأنف العمل على مشروع قرار الفرنسي في مجلس الأمن وسنعمل مع شركائنا الأمريكيين والأوروبيين والعرب للتوصل إلى اتفاق".
متى يوافق الكبار على مشروع وقف إطلاق النار؟
في هذا الصدد، اعتبر الدكتور جهاد ملكة، الخبير السياسي الفلسطيني، أن مشروع وقف إطلاق النار من الصعب جدا تمريره داخل مجلس الأمن لأسباب عديدة، من بينها الصراع بين المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والمعسكر الشرقي بقيادة روسيا الاتحادية والصين.
وأضاف ملكة في تصريحات للدستور: "وهذا الصراع لن يسمح بتمرير أي قرار نظرا لتضارب المصالح بين المعسكرين والتنافس على الهيمنة على النظام الدولي ولاسيما في ظل الصعود الروسي والأزمة في أوكرانيا".
الإدارة الأمريكية لا تريد الضغط على إسرائيل
كما لفت المحلل الفلسطيني إلى أن الإدارة الأمريكية في ظل رئاسة جو بايدن والحزب الديمقراطي لا تمتلك الإرادة للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، بسبب اللوبيات اليهودية في أمريكا، وبسبب التنافس الشديد مع الحزب الجمهوري.
وحول المشروع الفرنسي المنتظر داخل مجلس الأمن، قال ملكة:" صحيح أن المشروع الفرنسي مدعوم من الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية، ولكن من الصعب تمريره إذا ما وافقت عليه الولايات المتحدة الأمريكية وأيضا روسيا والصين وهي لنفس الأسباب آنفة الذكر".