مسلسل الحشاشين.. شريف شعبان يشرح الأصول الفكرية لجماعة "حسن الصباح"
صفحة هامة وغامضة في تاريخ العالم الإسلامي خلال العصور الوسطى أحدثت ضجة خلال الأيام الماضية وهي طائفة الحشاشين التي كونها حسن الصباح، خاصة مع عرض المسلسل الذي يحمل نفس الاسم تأليف السيناريست الكبير عبد الرحيم كمال وإخرج بيتر ميمي وبطولة كريم عبد العزيز واحمد عيد وسامي الشيخ، وإنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
وتلك الطائفة عادة ما تلهب خيال الكُتاب والباحثين، لما لها من نوادر مخيفة وسمعة دموية أرّقت مضاجع السلاطين والخلفاء طيلة عقود القرن 11م، والحقيقة ان لهذه الطائفة إصول فكرية، وهو ما سنعرفه في السياق التالي..
الأصول الفكرية لجماعة الحشاشين
يقول الدكتور شريف شعبان خبير الآثار المصرية ومحاضر تاريخ الفنون بكلية الآثار جامعة القاهرة، والأثري بالإدارة المركزية للمعلومات بوزارة السياحة والآثار:" ترجع الأصول الفكرية لطائفة الحشاشين من خلال اتباعهم المذهب الشيعي الإسماعيلي، وهو ثاني أكبر الفرق الشيعية انتشارًا بعد الإثناعشرية نسبة لإسماعيل المبارك بن جعفر الصادق حفيد الإمام الحسين، ويتفق المذهب الإسماعيلي مع عموم المسلمين في وحدانية الله ونبوة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ونزول القرآن بالوحي، إلا أنهم يختلفون في تفسيره بمعان باطنية غير تأويله الظاهر والايمان بالرموز والإشارات ووجود معان خفية في النصوص الدينية لا يصل إليها إلا فئات خاصة.
ويضيف في تصريح خاص لـ"ألدستور:" هذا المذهب ليس بغريب عن مصر خاصة مع وقوعها تحت الخلافة الفاطمية. ففي عهد الفاطميين تبلور المذهب الإسماعيلي في القاهرة واكتسب صفاته المميزة واكتمل بناؤه العقيدي وصياغة أركان الإيمان عندهم لتكون سبعة وهي الولاية، الطهارة، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج، الجهاد، وحسب المذهب الإسماعيلي كان الخليفة الفاطمي الإمام هو الشخص الذي تجتمع له السلطتان الدينية والدنيوية للمرة الأولى منذ خلافة الإمام علي، وهو ما يتسق مع الرؤية الكلية للعقيدة الشيعية.
أركان النظام السياسي
وأول أركان النظام السياسي لتلك الدولة كانت الخلافة، وهي خلافة من نوع جديد غير ما كان مألوفا في الخلافة الراشدة ومن بعدها الأموية في المشرق والمغرب ثم الخلافة العباسية في العراق، ذلك أن الدعوة لآل"على" اتخذت مدى سنين طويلة طابعًا سريًا بعد ما لاقى الشيعة قدرًا من الأذى والقتل والتشريد على أيدي بني أمية ثم بني العباسي، وهذه السرية المطلقة التي أحاطت بالدعوة لآل البيت والإمام على قد أكسبها أحيانا قدرا من الغموض واستخدام الرموز والمصطلحات ذات معان باطنية لا يسهل شرحها أو تفسيرها.