نيقولا معوض: «الحشاشين» مسلسل عالمى.. ويجب أن يفخر به كل مصرى
قال الفنان اللبنانى نيقولا معوض إن تقديم شخصية «عمر الخيام» كان أحد أهم أحلامه الفنية لسنوات طويلة، إلى أن تحقق أخيرًا من خلال مسلسل «الحشاشين»، الذى وصفه بأنه مسلسل «عالمى» يجب أن يفخر به كل الشعب المصرى.
ووصف «معوض»، فى حواره التالى مع «الدستور»، الجدل الدائر حول استخدام اللهجة العامية المصرية فى المسلسل بأنه فى غير محله، لأن العامية المصرية الأنسب للعمل، لكونها الأقرب للشباب وللجمهورين المصرى والعربى.
وكشف عن أن إلقاء بعض «رباعيات الخيام» باللغتين العربية الفصحى وبالفارسية فى بعض المشاهد لم يمثل له أى مشكلة، نظرًا لدراسته المسرحية، مشيدًا بالتعاون مع الفنانين كريم عبدالعزيز وفتحى عبدالوهاب، اللذين وصفهما بأنهما من أعظم الشخصيات فى تاريخ الفن المصرى والعربى، وكذلك بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى غيرت من صناعة الدراما خلال السنوات القليلة الماضية.
■ بداية.. كيف استقبلت ردود أفعال الجمهور على أدائك شخصية «عمر الخيام» فى مسلسل «الحشاشين»؟
- سعيد جدًا بردود أفعال الجمهور على الشخصية منذ عرض أولى حلقات المسلسل، لأنها فاجأتنى، خاصة أننى عادة ما أنتظر عدة حلقات قبل قياس أفعال الجمهور، لكن التفاعل مع المسلسل كان سريعًا بعد حلقات قليلة، ليصبح حديث الشارع، وهو ما أبهرنى وفاق توقعاتى.
أحببت الصورة التى رسمها الجمهور لشخصية «عمر الخيام»، خاصة أنى كنت أحلم وأتمنى تجسيد هذه الشخصية منذ وقت طويل فى أى عمل فنى، لأنها شخصية مليئة بالتفاصيل المختلفة والثرية، التى تجذب أى فنان، فهو عالم رياضيات وشاعر، ولديه عقل وحكمة وإحساس صادق.
شعرت بسعادة كبيرة لأننى استطعت تقديم كل هذه التفاصيل بدقة للجمهور، لأنى أحب الشخصية وتعايشت معها، خاصة أن بها تقلبات كثيرة، وذات انفعالات مختلفة، لرجل يحتكم لقلبه وعقله، وهو ما جذبنى إليها دائمًا.
■ هل استعنت بالكتب والمراجع أثناء التحضير للعمل؟
- بالتأكيد، استعنت ببعض المراجع لدراسة شخصية «عمر الخيام»، فهى كما قلت شخصية ثرية جدًا ومعروفة، ويوجد تفاصيل كثيرة عنها فى كتب التاريخ، لكن فى نفس الوقت كان نص الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال وافيًا وكافيًا لأى فنان، لأنه عمل عليه لفترة طويلة جدًا، استمرت أكثر من ١٢ عامًا، واستعان فيه بنحو ٥٠ مرجعًا تاريخيًا.
الكاتب عبدالرحيم كمال يكتب سيناريو محكمًا جدًا، يهتم فيه بأدق التفاصيل، لذا لا يحتاج للممثل للبحث عن معلومة أو تفصيلة خاصة بالشخصية، ومن يقرأ السيناريو الخاص بالعمل يرى أنه يتحدث عن كل الشخصيات بشرح وافٍ ومبسط.
■ ما أكثر الصعوبات التى واجهتك أثناء تصوير المسلسل؟
- التصوير فى أكثر من «لوكيشن» بكل من كازاخستان ومالطا ومصر كان مرهقًا بالطبع، لكنه فى نفس الوقت كان ممتعًا بالنسبة لى، واستمتعت بكل مشهد قدمته فى العمل.
■ ألم تواجه صعوبات خاصة بكيفية إلقاء الشعر فى العمل؟
- لا، لم أجد أى صعوبة فى إلقاء الشعر باللغة العربية الفصحى، لأنى سبق أن قدمت مسرحًا بالفصحى فى لبنان، وأنا خريج مسرح بالأساس، وعملت فى المسرح الأكاديمى، وقدمت مسرحيات بهذه اللغة، كما أنى من عشاقها وأحب التمثيل بها، وأجد نفسى فى الأعمال المقدمة بها. لذا لم تمثل الفصحى عائقًا بالنسبة لى، وأعتقد أن الجمهور لاحظ طريقة حديثى بها باللكنة المصرية، وهو ما أسعدنى، لأنى حرصت على ضبط اللكنة، لأن كل بلد يتحدث الفصحى بلكنته الخاصة.
■ تحدثت فى بعض المشاهد بالفارسية.. فكيف تدربت على ذلك؟
- الدكتور أحمد لاشين، المشرف العام على اللغة واللهجات فى المسلسل، دربنى عليها وعلى ضبط مخارج الألفاظ، خاصة أثناء إلقاء الرباعيات، التى لم تكن مهمة سهلة، واحتاجت لتحضيرات كثيرة للوقوف على تفاصيلها، خاصة أن الكاتب عبدالرحيم كمال جهز حوالى ٢٥ رباعية لتقديمها فى المسلسل، من ترجمات قديمة لعمر الخيام، وكان لا بد من إعادة صياغتها والتدرب عليها، لإلقائها داخل العمل الفنى، ضمن الأحداث التى تحمل تفاصيل تاريخية مهمة ومؤثرة.
■ ما رأيك فى الجدل الدائر حول استخدام العامية فى المسلسل؟
- مسلسل «الحشاشين» عمل درامى مبنى على التاريخ، لكنه ليس وثائقيًَا، وأنا مع تقديمه بالعامية لا الفصحى، وأرى أن الجدل حول هذا الأمر ليس فى محله، لأن اللهجة المصرية هى الأقرب إلى كل الشعوب العربية، وهى مفهومة بشكل كبير لدى جميع البلدان العربية، ولو كان العمل بالفصحى لانصرف عنه كثير من الجمهور، سواء فى مصر أو خارجها، خاصة الشباب.
لذا، فأنا أؤيد بشدة تقديم هذا العمل، الذى اجتمعت فيه كل عناصر النجاح واستخدمت فيه أحدث التقنيات ليخرج بمستوى عالمى بالعامية المصرية، لأنه مسلسل مصرى خالص، ويجب أن يكون أى عمل يتم إنتاجه فى بلد معين بلهجة هذا البلد، فلا يوجد بلد فى العالم يصور عملًا فنيًا بلغة بلد تانية أو بلكنة أخرى.
أعتقد أنه على الشعب المصرى أن يكون فخورًا بوجود عمل بضخامة مسلسل «الحشاشين» تم تقديمه باللهجة المصرية الأقرب والأسرع فهمًا وانتشارًا فى العالم العربى.
■ كيف كانت كواليس التعاون مع نجوم بحجم كريم عبدالعزيز وفتحى عبدالوهاب وأحمد عيد؟
- كريم عبدالعزيز وفتحى عبدالوهاب من أعظم الشخصيات فى تاريخ الفن المصرى والعربى، وجمعتنى بهما «كيميا خاصة» على الصعيدين الفنى والشخصى، وأنا فخور بالتعاون المثمر معهما، رغم أنه التعاون الأول بيننا.
فخور بأنى وقفت أمام قامتين بحجم «كريم» و«فتحى»، وفريق عمل المسلسل بأكمله، لأنى خرجت بأصدقاء وإخوة، كما أن التعامل معهما أثبت لى أن الفنان الحقيقى هو إنسان فى المقام الأول، سواء أمام الكاميرا أو خلفها، وهو ما استشعرته فيهما.
ومن أكثر ما أعجبنى فى شخصية كريم عبدالعزيز هو أنه يترك المساحة للممثل أمامه للإبداع، ويشجعه ويعطيه ثقة بنفسه، وهو ما يبين مدى تصالحه مع الآخرين وثقته بنفسه، ويشرح إلى أى مدى هو شخصية نظيفة ومحبة للخير للجميع.
أما الفنان أحمد عيد فقد فوجئت به فى شخصية «زيد بن سيحون»، فهو ممثل كوميدى من الدرجة الأولى لكنه أيضًا متمكن فى الأدوار الجادة، الأمر الذى يجعلك تتعجب من قدرته الفائقة على التلون، فهو ممثل قوى ومتمكن، وصنع للشخصية نبرة صوت ولغة جسد خاصة بها.
■ ماذا عن التعاون الأول مع المخرج بيتر ميمى؟
- المخرج بيتر ميمى مبدع ومتمكن من أدواته، وهو من أهم المخرجين حاليًا فى الوطن العربى، ويضيف لأى فنان يتعامل معه، ويترك له مساحة للمناقشة والإضافة، ونادرًا ما يكون هناك مخرجون متعاونون بهذا الشكل، لأن الأغلبية العظمى من المخرجين يرغبون دائمًا فى أن يكون لهم الرأى الأعلى. أما بيتر ميمى فلديه قدر من التوازن فى التعامل مع الممثلين، فضلًا عن رؤيته للأعمال بشكل مختلف من حيث الصورة والسيناريو، ونظرته الخاصة فيمن يتعامل معه من الممثلين.
وعلى الصعيد الإنسانى أصبحنا صديقين جدًا، ورغم أنها المرة الأولى التى أتعاون فيها معه اكتسبت صديقًا غاليًا جدًا، وأصبحت أستشيره فى كثير من الأمور.
■ أخيرًا.. كيف ترى دور الشركة المتحدة فى تقديم الموسم الدرامى الحالى؟
- الشركة المتحدة من الشركات المهمة والمحترفة فى الشرق الأوسط، التى دعمت صناعة الدراما بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وغيرت من شكل الأعمال المقدمة للجمهور، وليست هذه هى المرة الأولى التى أتعاون معها، فقد سبق لى أن شاركت فى ٤ أعمال درامية سابقة.
وأحب أن أؤكد أن العمل مع «المتحدة» مختلف ومريح، وأشكر كل القائمين عليها لاختيارى للمشاركة فى عمل مهم وملحمى مثل مسلسل «الحشاشين»، لأنه عمل للتاريخ، وقدمت الشركة جميع التسهيلات ليخرج فى أفضل صورة ممكنة.