فى الذكرى الـ35 لعودة طابا.. مصر لا تفرط فى شبر من أراضيها
أحيا برنامج “ صباح الخير يا مصر" المذاع على القناة الأولى، الذكرى الـ35 لعودة طابا، في تقرير بعنوان “مصر لا تفرط في شبر من أراضيها”.
وبدأت مشكلة طابا قديما وبالتحديد مطلع القرن الماضي بين مصر وسلطة الاحتلال البريطاني كطرف أول، والدولة العثمانية كطرف ثانٍ في يناير عام 1906، بعد أن أرسلت تركيا قوة لاحتلالها مخالفة بذلك ما جاء بفرمانى 1841 و1892 الخاصين بولاية مصر والحدود الدولية الشرقية لها والممتدة من رفح شمالا على ساحل البحر المتوسط إلى رأس خليج العقبة جنوبا، شاملة قلاع العقبة وطابا والمويلح.
وتدخلت بريطانيا سياسيا لمنع تكريس الأمر الواقع على الحدود، وذلك حفاظا على مصالحها في مصر أو لمجرد احتمال تهديد قناة السويس، ذلك الشريان الحيوي الذي يصلها بمستعمراتها في الهند وجنوب شرقي آسيا. وازدادت المشكلة تعقيدا، فتعددت أزمة طابا وامتدت إلى منطقة رفح في أقصى الشمال، حيث قامت الدولة العثمانية أيضا بقوة من جنودها باحتلال مدينة رفح وإزالة أعمدة الحدود الدولية بها.
ترسيم الحدود
بعد فشل الجهود السياسية قامت بريطانيا بتقديم إنذار نهائي إلى الباب العالي في تركيا أوضحت فيه أنها ستضطر للجوء إلى القوة المسلحة ما لم يتم إخلاء طابا ورفح وعودة القوات التركية بهما إلى ما وراء الحدود، الأمر الذي دفع بالسلطة العثمانية بها إلى الرضوخ لهذه المطالب الشرعية.
وقامت بتعيين لجنة مشتركة مع الجانبين المصري والبريطاني لإعادة ترسيم الحدود إلى ما كانت عليه مع تدقيقها طبقا لمقتضى القواعد الطبوغرافية لتحديد نقاط الحدود الطبيعية بدءا من رفح، ثم تتجه اللجان جنوبا بشرق على خط مستقيم تقريبا إلى نقطة حدود على خليج العقبة تبعد ثلاثة أميال من العقبة.
كامب ديفيد
وكانت بداية الخلاف بين مصر وإسرائيل أواخر عام 1981، حين رفض الإسرائيليون الانسحاب من طابا استكمالا لتنفيذ معاهدة كامب ديفيد التي أبرمها الجانبان بالولايات المتحدة عام 1978، وتحججت تل أبيب بأن هناك خلافا بشأن بضع علامات على الحدود خصوصا العلامة 91، وهي علامة الحدود الأخيرة على الشريط الحدودي في طابا حيث ادعت إسرائيل أنها تتبع لها.
وبعد توقيع معاهدة السلام قررت إسرائيل توسيع الأقاليم التي تحيط بميناء إيلات، وشرعت في إقامة فندق سياحي في وادي طابا دون إبلاغ مصر، ومن هنا بدأ خلاف حول الحدود خاصة عند علامة الحدود رقم 91 بمنطقة طابا.