تكنولوجيا الأغذية يكشف طريقة التعامل مع مرضى السيلياك
قالت الدكتورة رانيا صالح الباحثة في معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية، إن مرض السيلياك هو أحد الأمراض الناتجة عن اضطراب في المناعة الذاتية، ويحدث عندما يتناول المريض أي نوع من الأطعمة التي تحتوي على بروتين الجلوتين الموجود في القمح أو الشعير أو الحبوب الأخرى.
وأشارت إلى أن ردة الفعل المناعية غير الطبيعية تجاه الجلوتين تسبب تلفًا تدريجيًا في الأمعاء الدقيقة ومضاعفات أخرى مترتبة عن ذلك، مثل حدوث مشكلات في امتصاص المعادن والعناصر الغذائية من الطعام، لذلك يجب أن يكون النظام الغذائي لمرضى السيلياك خاليًا من الجلوتين.
سبب حدوث مرض السيلياك:
وقالت في تقرير لها أن جهاز المناعة مهيأ لحماية الجسم من الأجسام الغريبة الداخلة إليه، لكن في مرض السيلياك الذي يعد أحد أمراض المناعة الذاتية يحدث خطأ في التعرف على الجلوتين مما يسبب هجوم جهاز المناعة على سطح الأمعاء الدقيقة عند تناول المريض أطعمة تحتوي على الجلوتين، وأن هذا الأمر يسبب تلفًا في الزغابات الموجودة على سطح الأمعاء الدقيقة والمسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية مما يجعل المريض يعاني في النهاية من سوء التغذية.
أما بالنسبة لأعراض مرض السيلياك، فأوضحت صالح أن الأعراض عند البالغين تشمل:
- إسهال.
- فقدان في الوزن.
- انتفاخ وغازات.
- ألم في البطن.
- غثيان وتقيؤ.
- إمساك.
وقد يعاني المرضى البالغين من أعراض عامة ليس لها علاقة بالجهاز الهضمي، مثل:
- هشاشة العظام أو تلين العظام.
- فقر الدم.
- طفح جلدي.
- الصداع والتعب.
- مشكلات في الجهاز العصبي.
- ألم في المفاصل.
- قرحة في الفم.
وبالنسبة للأطفال، فإن الأعراض تشمل:
- الغثيان والتقيؤ.
- الإسهال المزمن.
- غازات وانتفاخ في البطن.
- براز لونه شاحب ورائحته كريهة.
- إمساك.
أما الأعراض الناتجة عن سوء امتصاص العناصر الغذائية، فتشمل:
- نمو غير طبيعي عند الرضع.
- تأخر النمو وقصر الطول.
- تلف مينا الأسنان.
- تقلبات في المزاج.
- فقدان الوزن.
-قرحة في الفم.
وحول الأعراض عند الأطفال، قالت: قد تكون الغثيان والتقيؤ، الإسهال المزمن، الغازات والانتفاخ في البطن، براز لونه شاحب ورائحته كريهة، الإمساك. بينما تشمل الأعراض الناتجة عن سوء امتصاص العناصر الغذائية: نمو غير طبيعي عند الرضع، تأخر النمو وقصر الطول، تلف مينا الأسنان، تقلبات في المزاج، وفقدان الوزن.
بالنسبة للتشخيص، يتم عن طريق اطلاع الطبيب على التاريخ المرضي للمريض وعائلته وإجراء بعض الاختبارات مثل فحص الدم للكشف عن وجود أو عدم وجود نوع معين من الأجسام المضادة الشائعة لدى المصابين بمرض السيلياك، وأخذ خزعة من الأمعاء باستخدام المنظار الداخلي.
أما بالنسبة لعلاج مرض السيلياك، فلا يوجد علاج محدد ولكن يمكن الوقاية من المضاعفات التي قد تحدث على المدى الطويل من خلال اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن خالٍ من الجلوتين. ومن الملاحظ أن أعراض المرض قد تتحسن بشكل ملحوظ بعد أيام قليلة من الالتزام بالنظام الغذائي، إلا أن الزغابات المتضررة تحتاج من شهور إلى سنوات للتعافي والشفاء.
تغذية مرضى السيلياك:
وأشارت صالح إلى أنه يجب الالتزام باتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين، مما يعني الابتعاد عن العديد من المنتجات الغذائية. وأشارت إلى أن المنتجات التي تحتوي على الجلوتين تشمل القمح والشعير، مثل المكرونة والبسكويت والخبز والتوست والكيك والمعجنات. أما الأطعمة المناسبة لمرضى السيلياك فتشمل الذرة وبذور الكتان والبطاطا والكينوا والشوفان والأرز. كما يجب تناول البقوليات مثل العدس والحمص والبازلاء والفاصولياء البيضاء، وجميع أنواع الدقيق منها دقيق فول الصويا والحمص والعدس والأرز والكينوا.
وأشارت إلى أنه يمكن الاعتماد على هذه الحبوب في تصنيع المكرونة والخبز وغيرها من الأطعمة المخبوزة (المعجنات)، وتتوفر في العديد من محلات البقالة والسوبرماركت. يمكن لمرضى السيلياك تناول الحليب ومنتجاته، وكذلك تناول مكملات الفيتامينات والمعادن لتعويض النقص الناتج عن المرض، بالإضافة إلى تناول اللحوم الطازجة والدواجن والأسماك، والبيض والبذور والمكسرات، والزبدة والزيوت والدهون الصحية مثل زيت الأفوكادو وزيت السمسم وزيت بذور الكتان وزيتون وزيت الذرة وعباد الشمس، وجميع أنواع الفواكه والخضروات بمختلف أنواعها سواءً طازجة أو مجمدة أو مجففة أو معلبة.