وقف إطلاق النار فى غزة.. كيف يعتبر فرصة لتغيير إقليمى فى المنطقة؟
وصلت الحرب بين إسرائيل وحماس إلى انعطافة استراتيجية، إذ من الممكن أن تستمر بصورة حرب استنزاف طويلة الأمد لإضعاف "حماس"، ومن الممكن أن تمثّل قاعدة من أجل إنشاء تغيير إقليمي واسع النطاق في المنطقة.
على الرغم من عدم اكتمال الإنجاز العسكري التكتيكي الإسرائيلي "الذي رسمته في بداية الحرب"، فإن وقف إطلاق النار "الآن قبل غدا" يشكّل فرصة استراتيجية لإسرائيل ولكل الأطراف للتوصل إلى اتفاق إقليمي شامل، فالحديث الآن في الكواليس، عن إمكانية عرض مبادرة إقليمية واسعة النطاق على إسرائيل قريبًا، وهي المبادرة التي أصبحت تدفع بها الولايات المتحدة، ودول الغرب.
مبادرة إقليمية
ستتضمن مبادرة كهذه العناصر التالية: إطلاق سراح الرهائن في مقابل وقف إطلاق النار والإفراج عن أسرى فلسطينيين،والموافقة السعودية على تسوية علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في إطار معاهدة سلام "أو تطبيع"، والموافقة الإسرائيلية على عودة السلطة إلى غزة، بصورة ما، بدلًا من "حماس"، وموافقة أميركية على حلف دفاع أميركي - سعودي يشمل أيضًا الموافقة على مصنع لتخصيب اليورانيوم للأغراض المدنية على الأراضي السعودية، إلى جانب صفقة سلاح ضخمة.
وهذه الخطوة الممكنة تمثّل تهديدًا كبيرًا لإيران؛ إذ إن التحالف الدفاعي السعودي الأميركي وحصول السعودية على سلاح متطور، إلى جانب تحقُق البرنامج النووي السعودي، يُعَدان تهديدًا خطِرًا لإيران.
كما ستقلل خطوة شاملة كهذه من نفوذ الصين في الشرق الأوسط، وتستأنف المبادرة لإقامة محور البنية التحتية الأميركية الممتد من الهند حتى ميناء حيفا.
موقف إسرائيل
أحد الأمور الأكثر حساسية في هذه المبادرة الأمريكية، بالنسبة لإسرائيل، هو عودة السلطة إلى غزة، ومطالبة الإدارة الأمريكية بالتزام إسرائيل حل الدولتين، حتى لو كان مجرد مقترح مبدئي.
وبالنسبة إلى إسرائيل، فإن هذا يمثّل، عمليًا، انتهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وفرصة اقتصادية هائلة، وذلك طبعًا إلى جانب تحقيق جميع أهداف الحرب "يتمثّل الشرط لكل صفقة من هذا النوع في استعادة المختطفين، وإنهاء سيطرة "حماس" على غزة، وإنهاء التهديد العسكري لـ"حماس" بواسطة الجيش الإسرائيلي".
على الرغم من الثمن الباهظ الذي دفعته غزة حتى الآن، إلا أن الجمهور الإسرائيلي لايزال غاضبًا منذ هجوم 7 أكتوبر، بحسب استطلاع القناة 12 الذي نُشر مؤخرًا، والذي يظهِر أن أغلبية الجمهور الإسرائيلي يعارض إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ما دام المختطفون لا يزالون في قبضة "حماس"، بالإضافة إلى المشاعر التي يمكن أن تثيرها صفقة تشمل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من العيار الثقيل، في أوساط كثيرين من الإسرائيليين، وفي الخلاصة، فإن هناك رفضًا مطلقًا ومفهومًا لمنح الفلسطينيين أي نوع من الإنجازات.