صورة الغزو.. ماذا سيحدث إذا بدأت إسرائيل العملية البرية فى رفح؟
كلما تعثرت مفاوضات وقفت إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، فإن مسألة اجتياح إسرائيل البري لرفح ستصبح أقرب من أي وقت مضي. فإذا قررت إسرائيل حقًا بدء العملية البرية في رفح مثلما يظهر من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كيف ستكون صورة الغزو؟ وماذا سيحدث خلال الأسابيع المقبلة في قطاع غزة؟.
صورة الغزو
من المحتمل أن يكون اجتياح إسرائيل لمدينة رفح في قطاع غزة مشابها تمامًا لمعركة خان يونس وسط القطاع؛ حيث سيقوم الجيش الإسرائيلي بتقسيم رفح إلى قطاعات متعددة، وسيتنقل الجيش الإسرائيلي من قطاع إلى قطاع، وينقل السكان في جولات، ويشن غارات جوية، ويتحرك بقوات برية فوق الأرض، ثم يبدأ في مهاجمة شبكة أنفاق حماس تحت الأرض.
العملية البرية الإسرائيلية في رفح ستكون مختلفة عن شمال غزة، حيث لم تدخل في الشمال أعداد كبيرة من القوات الأنفاق في معظم الأوقات، بل دخلت قوات هندسية صغيرة لاستكشافها وتفجيرها، لكن من المتوقع أن تلك الأعداد تزداد في رفح.
وبينما استغرقت سيطرة الجيش الإسرائيلي على خان يونس حوالي تسعة أسابيع. يفمكن أن يستغرق رفح وقتًا مماثلًا أو أطول، اعتمادًا على ما إذا كان الجيش الإسرائيلي سيستغرق عدة أسابيع لإجلاء المدنيين أو ما إذا كان من الممكن القيام بذلك في أيام أو أسبوع، كما يعتقد بعض مسؤولي الجيش الإسرائيلي.
كما تشير مصادر الجيش الإسرائيلي إلى أن المدنيين هذه المرة سيحتاجون فقط إلى ترك الخيام المؤقتة والقليل من الممتلكات، بينما في شمال غزة، كان لا بد من إقناعهم بمغادرة منازلهم وممتلكاتهم.
ومن ناحية أخرى، فإن عمليات الإخلاء المتعددة والتي تركز عليها الجيش الإسرائيلي الهدف منها هو إظهار للعالم أن الجيش الإسرائيلي يدفع المدنيين إلى ترك مواقع القتال، وأنه يسهل ممرات الإخلاء الآمنة.
الدفع نحو صفقة
حتى لو لم يقوم الجيش الإسرائيلي بتفكيك كتائب حماس الأربع في رفح خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر، فإن جزءًا من المشكلة في هذه المرحلة لا يتعلق بالعثور على جميع الرهائن، بقدر ما يتعلق بعدم وجود رغبة سياسية للمخاطرة بحياة الرهائن لتحقيق الهدف، وهو تفكيك الكتائب والقضاء على قدرة حماس.
وهذا يعني أن حماس قد تستأنف المفاوضات من نقطة مماثلة خلال شهرين أو ثلاثة أشهر مع قدر أقل من الصبر على إسرائيل من جانب الغرب.
بينما الاستراتيجية الإسرائيلية الآن أن العملية البرية الإسرائيلية في رفح، ومهاجة أنفاق حماس، والقضاء على آخر منطقة كبيرة لاختباء قادة حماس في غزة، سيؤدي في النهاية إلى دفع حماس إلى إبرام صفقة أكثر منطقية يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تقبلها، تضمن شرط: طرد قيادة حماس إلى قطر مقابل إطلاق سراح الرهائن.