البنك الدولى: 850 مليونًا لا يحملون بطاقات هوية و220 مليونًا ليس لديهم سجل رقمى لهوياتهم
لا يزال 850 مليون شخص على مستوى العالم لا يحملون بطاقات هوية رسمية، و220 مليونًا آخرين ليس لديهم سجل رقمي لهوياتهم، وفي عام 2021، اعتمد تقريبًا جميع البالغين في البلدان الغنية استخدام المدفوعات الرقمية، مقارنة بنسبة 37% فقط في البلدان منخفضة الدخل ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سجلت أقل معدل لاعتماد هذه المدفوعات، حيث بلغ نحو 6% من السكان. وثلثي السكان البالغين في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ والبلدان مرتفعة الدخل يقومون بالتسوق عبر الإنترنت، في حين أن أقل من 10% من سكان إفريقيا وجنوب آسيا يقومون بذلك، وفقًا لتقرير التقدم في المشهد الرقمي واتجاهاته لعام 2023 الصادر عن مجموعة البنك الدولي.
وتؤكد التقارير أن هناك فجوة رقمية متعددة الأبعاد بين البلدان ومؤسسات الأعمال والأفراد، وهو ما يؤدي بدوره إلى تفاقم الفجوة الإنمائية فلا يمكن للمستشفيات والمدارس والحكومات ومؤسسات الأعمال العمل بفعالية وكفاءة من دون أدوات رقمية، وتتسبب الفجوة الرقمية في عرقلة النمو والحد من الفرص المتاحة للمليارات ممن لا يمكنهم الاتصال بالإنترنت حتى الآن.
اتساع الفجوة في استخدام الإنترنت بين المناطق
في عام 2022، كان أكثر من 90% من السكان في البلدان مرتفعة الدخل يستخدمون الإنترنت، مقارنة بنسبة 26% فقط في البلدان منخفضة الدخل. ومن بين البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، تتمتع منطقة أوروبا وآسيا الوسطى بأعلى نسبة استخدام للإنترنت بنسبة 84%.
وتضاعف عدد مستخدمي الإنترنت في جنوب آسيا من عام 2018 إلى عام 2020، وذلك بفضل الهند التي أتاحت الاتصال بالإنترنت لثلث سكانها منذ عام 2018 عن طريق تشجيع الإلمام بمهارات الإنترنت، وتوفير باقات بيانات رخيصة الثمن. وفي شرق إفريقيا، يمكن لأقل من 30% من السكان استخدام الإنترنت.
الدخل أوجد فجوات بنصيب الفرد بنقل البيانات
أدت جائحة كورونا إلى طفرة عالمية في حركة البيانات، وكانت هذه الطفرة بفعل بث الفيديو عبر الإنترنت والذي شكل ثلثي حركة الإنترنت العالمية.
وفي عام 2022، تجاوز متوسط نصيب الفرد من حركة الاتصالات عريضة النطاق للهواتف المحمولة في البلدان الأكثر ثراءً نظيره في البلدان منخفضة الدخل بأكثر من 20 مرة وحركة الاتصالات عريضة النطاق للهواتف الثابتة بأكثر من 1700 مرة.
وتؤدي الفجوات في ملكية الأجهزة الرقمية، وسرعة الإنترنت، والأسعار والقدرة على تحمل التكاليف، وحركة البيانات بالتبعية، إلى عرقلة التحول الرقمي في بعض البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
قفزت بتنزيلات تطبيقات الأعمال
وقفزت تنزيلات تطبيقات الأعمال والتعليم والصحة والتمويل والتسوق على الفور حين دخلت عمليات الإغلاق بسبب جائحة كورونا حيز التنفيذ، ما يشير إلى زيادة كبيرة في عدد المستخدمين الجدد في جميع أنحاء العالم. وجذبت تطبيقات الأعمال - مثل عقد الاجتماعات والمؤتمرات وإدارة الملفات عن بعد- أكبر عدد من المستخدمين لأول مرة، حيث قفزت التنزيلات بنسبة 60% في غضون ثلاثة أشهر من تفشي الجائحة.
كما أدت الجائحة إلى تسريع وتيرة المدفوعات الرقمية والتسوق عبر الإنترنت على مستوى العالم، ما أحدث تحولًا كبيرًا في قطاعي التمويل والتجارة.
واستمرت هذه التغيرات السلوكية حيث ظل إجمالي الوقت المستغرق في هذه التطبيقات أعلى بـ60% إلى 70% من مستويات ما قبل الجائحة بنهاية عام 2022 وتضاعفت نسبة الشركات التي تستثمر في الحلول الرقمية أربع مرات في شرق آسيا والمحيط الهادئ.
دمج الحلول الرقمية لتبسيط الإجراءات
في حين تواصل الشركات في البلدان مرتفعة الدخل دمج الحلول الرقمية لتبسيط الإجراءات ورفع الكفاءة، كان الكثير من الشركات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل لا تمتلك جهاز كمبيوتر واحدًا أو اتصالًا بالإنترنت في عام 2022، لا سيما منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة.
وفي الفترة من أبريل 2020 إلى ديسمبر 2022، تضاعفت النسبة المئوية للشركات متناهية الصغر (حتى أربعة موظفين) التي تستثمر في الحلول الرقمية من 10% إلى 20%، لكنها بالنسبة للشركات الكبيرة (أكثر من 100 موظف) تضاعفت ثلاث مرات من 20% إلى 60%.
وكانت منطقة شرق آسيا هي الرائدة بين المناطق النامية، حيث تضاعفت نسبة الشركات التي تستثمر في الحلول الرقمية أربع مرات من 13% إلى 54% بين عامي 2020 و2022. وفي مناطق أخرى، قام أقل من 30% من الشركات بنفس الأمر بحلول نهاية عام 2022.
نمو مرتفع في البلدان النامية
وتظهر صادرات خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات نموًا مرتفعًا في البلدان النامية، لكن البلدان مرتفعة الدخل لا تزال تهيمن عليها صادرات خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حسب المنطقة للفترة 2005-2022 وارتفعت الصادرات من خدمات تكنولوجيا المعلومات، التي تشمل كل شيء من تطوير البرمجيات إلى الحوسبة السحابية ومعالجة البيانات، إلى حوالي 7 أضعاف منذ عام 2005.
وفي حين تهيمن البلدان مرتفعة الدخل على هذا المجال، شهدت البلدان النامية في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ أسرع معدلات النمو، حيث زادت قيمة صادراتها بمقدار 17 مرة بين عامي 2005 و2022، وترجع هذه الزيادة في معظمها إلى صادرات الصين. وتُعد الهند هي الأكثر تخصصًا في صادرات خدمات تكنولوجيا المعلومات، التي تساهم بثلث إجمالي صادراتها من الخدمات.
مراكز البيانات والبلدان مرتفعة الدخل
في عام 2022، استحوذت البلدان مرتفعة الدخل على نحو 60% من مراكز تبادل حركة الإنترنت العامة على مستوى العالم وعلى نحو ثلاثة أرباع مراكز البيانات المتصلة، مقارنة بنسبة 2% في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و7% في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء. وهناك نحو 51 بلدًا وإقليمًا، تمثل 5% من سكان العالم، لا يمكنها الوصول إلى مراكز تبادل حركة الإنترنت.
نمو مطرد بمستوى تعقيد نموذج للذكاء الاصطناعي
إن القدرة على إنشاء المحتوى وإدارة التكنولوجيا الذكية التي لا يمكن أحيانًا تمييزها عن تلك التي تم إنشاؤها من قبل البشر قد دفعت قدرات نمو الذكاء الاصطناعي إلى آفاق جديدة. وزادت المُحددات المستخدمة لقياس درجة التعقيد في الذكاء الاصطناعي بشكل كبير من 255 محددًا فقط في عام 1955 إلى 1.6 تريليون محدد في عام 2022.
ومع التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي، فهو لديه القدرة على تسريع وتيرة النمو والكفاءة وإتاحة الفرص للبلدان النامية بما توفره تطبيقاته في قطاعات التعليم والنقل والاستدامة، وفي العديد من القطاعات الأخرى.