يزن كفارنة يتحول لرمز المجاعة فى غزة.. وتحذيرات من وفاة الآلاف جراء الجوع
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الصبي يزن كفارنة البالغ من العمر 10 سنوات الذي توفي بسبب الجوع أصبح رمزا للمجاعة في قطاع غزة في ظل الحرب الإسرائيلية على القطاع التي دخلت شهرها السادس.
وأوضحت "نيويورك تايمز"، في تقرير لها أنه تم تداول الصورة المروعة ليزن كفارنة، وهو مجرد هيكل عظمي، على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت بمثابة تحذير واضح حول الوضع الغذائي المتردي في القطاع.
يزن كفارنة يصبح رمز المجاعة في غزة
وتحت عنوان " الصبي ذو العشر سنوات يصبح رمز المجاعة في غزة"، قالت الصحيفة إن جمجمة وجه يزن كفارنة الصبي الغزاوي، وعظامه وجلده الشاحب بارز بقوة حتى ظهرت جميع عظامه إلى أن توفي بسبب الجوع.
وسرعان ما جعلت صور يزن كفارنة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي رمزا للجوع في غزة.
وحذرت جماعات الإغاثة من أن الوفيات الناجمة عن أسباب مرتبطة بسوء التغذية بدأت في الانتشار وسط سكان غزة الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة، فبعد مرور خمسة أشهر على العدوان الإسرائيلي على غزة وحصارها، أصبح مئات الآلاف من الفلسطينيين على وشك المجاعة، حسبما يقول مسئولون في الأمم المتحدة، فلم تصل أي مساعدات تقريبًا إلى شمال غزة منذ أسابيع، بعد أن علقت وكالات الأمم المتحدة الكبرى عملياتها، بسبب القيود الإسرائيلية على القوافل وسوء حالة الطرق التي تضررت جراء الحرب.
وأكدت الصحيفة أن ما لا يقل عن 20 طفلا فلسطينيا لقو حتفهم بسبب سوء التغذية والجفاف، وفقا لمسئولي وزارة الصحة في غزة الذين أكدوا أن يزن كان يحتاج إلى أدوية كانت تعاني من نقص حاد في غزة، كما أن العديد من الذين ماتوا عانوا أيضًا من ظروف صحية عرضت حياتهم للخطر مثل يزن.
وقالت هيذر ستوبو، خبيرة سوء التغذية في منظمة العمل ضد الجوع، وهي مجموعة إغاثة: "في كثير من الأحيان يعاني الطفل من سوء التغذية الشديد، ثم يمرض، وهذا هو سبب الوفاة، فهم لم يكونوا ليموتوا لو لم يعانوا من سوء التغذية".
سوء التغذية يهدد بوفاة الآلاف في غزة
وحذرت الدكتورة ستوبو من أن سوء التغذية لدى الأمهات الحوامل ونقص الحليب الصناعي من الممكن أن يؤدي بسهولة إلى وفاة الرضع، وهم الأكثر عرضة لسوء التغذية الشديد.
كذلك أكدت مجموعة إغاثة "أكشن إيد"، أن طبيبا في مستشفى العودة في شمال غزة قال إن الأمهات اللاتي يعانين من سوء التغذية يلدن أطفالا ميتين.
وقالت "نيويورك تايمز" إن والدا يزن ناضلا لعدة أشهر لرعاية ابنهما، الذي كان يعاني من صعوبة في البلع ويحتاج إلى نظام غذائي معين وعالي التغذية وأمام القصف الإسرائيلي وصعوبة الحصول على الغذاء المناسب لحالته لم يكن بوسع والديه فعل أي شيء سوى مشاهدة انهيار صحة نجلهم حتى وافته المنية.
وأوضحت الصحيفة أن الحصول على ما يكفي من الطعام بمثابة صراع بالنسبة للكثيرين في قطاع غزة المحاصر قبل الحرب، وزاد الأمر سوءا بعد الحرب.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن ما يقدر بنحو 1.2 مليون من سكان غزة يحتاجون إلى مساعدات غذائية، وإن نحو 0.8 بالمائة من الأطفال دون سن الخامسة في غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، وبعد خمسة أشهر من الحرب، يبدو أن هذه النسبة ارتفعت بشكل أكبر.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية في فبراير الماضي أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين في شمال غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، بالإضافة إلى ما يقرب من 5 بالمائة في الجنوب.
وقالت أديل خضر، مديرة الشرق الأوسط في اليونيسف وكالة الأمم المتحدة للطفولة: هذا الأسبوع إن هذه الوفيات المأساوية والمروعة هي من صنع الإنسان، ويمكن التنبؤ بها ويمكن منعها بالكامل.