في يومها العالمي| "دكتورة هناء".. رواية إلى كل امرأة شرقية تكتب قصتها
برغم أن الرجل و المرأة، كائنان متكاملان إلا أن العلاقة بينهما منذ آدم وحواء قائمة على الشد والجذب، حيث الصراع لغة للحياة بين الطرفين وكانت مسرحية ترويض الشرسة ثيمة وأيقونة أدبية أستقي منها الأدباء فيما بعد شكسبير جل خطابهم الأدبي لتناول تلك العلاقة.
"دكتورة هناء".. رواية إلى كل إمرأة شرقية تكتب قصتها
وفي روايتها "الدكتورة هناء"، للكاتبة دكتورة ريم بسيوني، يكشف خطاب المرأة الروائي عن الاختلاف الواضح بين وعي البطلة في رواية المرأة الكاتبة والبطلة الأنثى في رواية الرجل الكاتب بدءا من الإستهلال الروائي عن جين أوستن "الرجال تميزوا عنا دائما بقدرتهم علي أن يقصوا قصصهم فالقلم في أيديهم".
وإهداء الرواية إلي كل إمرأة شرقية تكتب قصتها وكل رجل يأكل الحلويات الشرقية وأن كنت بعدما تفرغ من الرواية قد تتخذ موقف تجاه الدكتورة هناء بكل متناقضاتها بخلها سلطويتها وبتها كل الجسور بينها وبين العالم متوحدة تطل علي الآخرين من برجها العالي في إصرارها على تنفيذ الأحكام باستبدادية بعيدا عن روح القوانين ومبدأ الرحمة فوق العدل.
الدكتورة هناء، امرأة وصلت للأربعين بلا زواج وتعمل أستاذة بقسم اللغة الإنجليزية كان ما يؤرقها عذريتها التي أصرت أن تتخلص منها في عيد مولدها بواسطة تلميذها “خالد” دون أن تسأله إن كان سيقبل ما تمنحه أم لا عبر سلطوية ترى أن الرجل يمارسها على المرأة دون استئذانها تحت دعاوي مختلفة.
“هناء”، امرأة أسيرة عدة مفاهيم جاهزة ومعلبة تحكم حياتها وعلاقاتها بالآخرين فلا ترى في أختها “ليلي” سوى امرأة مترهلة متخاذلة عن حقوقها أمام أخيهما وزوجته التي سرقت مصاغ أمهم وهي علي فراش الموت. لم تحاول التواصل معها كأختين ينتميان لنفس الرحم وحاولت التخلص من وجودها في بيتها سريعا دون أن تربت ظهر هزيمتها وخزلانها حتي من أولادها أكتفت فقط بإلقاء التهم عليها وكأن المفترض أن تكون كل النساء نسخة من الدكتورة هناء وربما موقفها ذاك ينزع أي تعاطف معها أو شفقة نحوها حينما تفقد رحمها في عملية الإجهاض التي تعرضت لها ولم تتفهم منطق خالد المعتاد للحياة والنظام وقدر الفساد في المجتمع الذى قد يكون مفيدا لتعويض الفقراء عن بعض ما يفتقدونه فمنع معيد من أسرة رقيقة الحال كخالد من إعطاء الدروس الخصوصية لن يكون الحل الأمثل لإصلاح قسم الدكتورة هناء وابتعاثه فى بعثة لأمريكا تاركا خلفه أما وأختا مع أخ يعينه علي تكوين حياته ولم تعترض على مساعدته لابنة أختها في دروسها بلا مقابل.
وإن كانت الرواية بموقع مؤلفتها كأستاذة جامعية وقفت على المحسوبية والفساد المستشري في الجامعات وكشفت بعضا من كواليسه بحرفية فنية٬ كما تطرقت الرواية لمنطقة مظلمة أخري عن الإدعاء والزيف الديني في منبر الجامعة المفترض فيه أنه بؤرة تنويرية فيكون مفاضلة الأساتذة للدكتورة “مايسة” مثلا أنها محجبة ورعة وتقية لكنها لا تجد غضاضة في منح إحدي البعثات لــ “سلمي السليمي” إبنة الدكتور الشهير الذي أنتخب مديرا لنادي الجزيرة وتراه رجل خدوم علي أتم الاستعداد لخدمة ومساعدة من لديه السلطة والمال وتسهيل حياة الأغنياء وذوي النفوذ بينما تحرم منها “محمد” الطالب الأكثر إستحقاقا لها.
كما أشارت الرواية إلى النفوذ وهالة القداسة والاحترام التي اكتسبتها شقيقة البطلة “ليلي” بعدما ارتدت الحجاب وحازت لقب الحاجة وفي غضون أربعة أشهر تحولت إلى إنسان آخر زهدت في أولادها وأهملتهم حتى وقع إبنها في براثن الإدمان بينما هي تفرغت لإعطاء الدروس الدينية في المسجد مما رفع من شأنها بين الجيران حتى البواب صار أكثر طاعة لها وكأن الدين أصبح سلاح أقوى وأكثر تأثيرا يخيف الرجل ويكبحه.