لقاء بين جانتس وكامالا هاريس.. هل تخطط الولايات المتحدة لاستبدال نتنياهو؟
أثارت زيارة بيني جانتس عضو مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة اليوم للقاء نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن غضب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فهو المنافس الرئيسي له ويسعى للإطاحة به في ظل إخفاقه في حرب غزة.
وقالت شبكة "CNBC" الأمريكية في تقرير لها اليوم إن زيارة بيني جانتس، المنافس السياسي لنتنياهو وعضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، أثارت الخلافات المتزايدة بين نتنياهو وإدارة الرئيس جو بايدن.
لماذا يخشى نتنياهو من زيارة جانتس إلى الولايات المتحدة؟
وكشفت الشبكة عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبخ جانتس وهو وزير كبير في الحكومة بعد أن توجه إلى واشنطن لإجراء محادثات مع مسئولين أمريكيين دون إذن منه، وذلك وفقا لمسئول إسرائيلي، مما يشير إلى اتساع الشقاق داخل قيادة دولة الاحتلال بعد ما يقرب من خمسة أشهر من حرب غزة.
وتأتي رحلة بيني جانتس، المنافس السياسي الوسطي الذي انضم إلى حكومة نتنياهو ضمن حكومة الحرب بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر2023، في ظل تصاعد الاحتكاك بين الولايات المتحدة ونتنياهو حول كيفية تخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة وما هي خطة ما بعد الحرب لقطاع غزة.
ومن المقرر أن يجتمع جانتس اليوم مع نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، فيما يلتقي غدا الثلاثاء مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وفقًا لحزب الوحدة الوطنية الذي يتزعمه.
وأشارت الشبكة إلى أهمية هذه الزيارة خاصة أنها تتزامن مع مفاوضات القاهرة في مصر حيث تجري محادثات للتوسط في وقف إطلاق النار قبل بدء شهر رمضان المبارك الأسبوع المقبل.
الولايات المتحدة تعد جانتس لخلافة نتنياهو
وأوضحت "CNBC" أن أولويات الولايات المتحدة في المنطقة تعرضت للعرقلة بشكل متزايد من قبل حكومة نتنياهو، التي يهيمن عليها القوميون المتطرفون، فيما يعمل حزب جانتس الأكثر اعتدالًا في بعض الأحيان كثقل موازن لتهور نتنياهو.
وتراجعت شعبية نتنياهو منذ اندلاع حرب غزة حسب معظم استطلاعات الرأي، حيث يحمله العديد من الإسرائيليين مسئولية الفشل في منع عملية طوفان الأقصى التي قادتها حركة حماس، بجانب شنه حربا على غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب، حوالي ثلثيهم من النساء والأطفال، فيما فر نحو 80% من السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، كما أن مئات الآلاف على شفا المجاعة وذلك وفقا للأمم المتحدة.
ويقول الإسرائيليون الذين ينتقدون نتنياهو إن عملية اتخاذ القرار من قبله ملوثة باعتبارات سياسية، وهو ما ينفيه نتنياهو، حيث تتركز الانتقادات بشكل خاص على خطط ما بعد حرب غزة، لأن نتنياهو يريد أن تحتفظ إسرائيل بسيطرة أمنية مفتوحة على غزة، على أن يدير الفلسطينيون الشئون المدنية.
في المقابل تريد الولايات المتحدة أن ترى تقدما في إنشاء دولة فلسطينية، وتتصور قيادة فلسطينية متجددة تدير غزة مع التركيز على إقامة الدولة الفلسطينية في نهاية المطاف، لكن هذه الرؤية يعارضها نتنياهو والمتشددون في حكومته، كذلك شكك مسئول كبير آخر في مجلس الوزراء من حزب جانتس في طريقة التعامل مع الحرب واستراتيجية تحرير المحتجزين.
كما تعرضت حكومة نتنياهو لهز الثقة فهي الحكومة الأكثر تطرفا على الإطلاق في إسرائيل، وذلك بسبب الموعد النهائي الذي أمرت به المحكمة لإصدار مشروع قانون جديد لتوسيع التجنيد العسكري لليهود المتشددين لأنه يتم إعفاء العديد منهم من الخدمة العسكرية حتى يتمكنوا من متابعة الدراسات الدينية فقد قُتل مئات الجنود الإسرائيليين منذ 7 أكتوبر ويتطلع الجيش إلى سد النقص العددي في صفوفه.
ومع هذا ظل جانتس غامضا بشأن وجهة نظره بشأن الدولة الفلسطينية، حيث تظهر استطلاعات الرأي أنه سيحصل على دعم كاف ليصبح رئيسًا للوزراء إذا تم إجراء الانتخابات.
وأوضحت الشبكة الأمريكية أن زيارة جانتس إلى الولايات المتحدة، إذا حققت تقدم بشأن صفقة المحتجزين يمكن أن تعزز دعم جانتس بشكل أكبر، فبالتزامن مع هذه الزيارة تظاهر نحو 10 آلاف إسرائيلي مساء السبت للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة وتزايدت مثل هذه الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة، لكنها تظل أصغر بكثير من مظاهرات العام الماضي ضد خطة الحكومة لإصلاح النظام القضائي.
وقال روفين حزان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس، إنه إذا نمت الخلافات السياسية وانسحب جانتس من الحكومة، فسوف تفتح الأبواب على مصراعيها أمام احتجاجات أوسع من قبل الجمهور الذي كان غير راضٍ عن الحكومة حتى قبل هجوم 7 أكتوبر.