كنيسة الروم الأرثوذكس تحتفل بحلول أحد الابن الضال أو الابن الشاطر
تحتفل كنيسة الروم الارثوذكس اليوم بذكرى أحد الابن الضال، أو الابن الشاطر الذي شطر ثروة أبيه، وهو ثاني احاد الصوم الكبير في كنيسة الروم، وشرح قصة الابن الضال الانبا نيقولا انطونيو، مطران طنطا والغربية، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر ووكيلها للشؤون العربية إن في هذا المَثَل الذي قاله المسيح فقد أعطى أب ابنه حصّته من الميراث آملا أن يحافظ ابنه على ما أعطاه له. غير أن الابن ترك بيت أبيه وبدد ثروته.
مع ذلك ظل الأب متطلعًا أن يعود ابنه إلى وعيه ويتذكر بيت أبيه حيث حب أبيه المجاني ويرجع إليه بحريته الشخصية، وليس بإجبار منه حتى تكون عودته صادقة. وقد تحقق له ذلك بعودة ابنه له.
المعنى ليس فقط جسديًا تجاه الأب الجسدي الذي أوجدنا في هذه الحياة.، بل أيضًا هو روحيًا تجاه آبانا الذي في السماوات الذي من محبته للإنسان أعطاه ميراثه الذي هو خليقته، ذلك كما ذُكر في سفر التكوين: "فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم. وباركهم الله وقال لهم: أثمروا واكثروا واملأوا الأرض، وأخضعوها، وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض" .
غير أن الإنسان تمرد على وصية الله له وأراد أن يكون مثل الله، "وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله، فقالت للمرأة: أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة ... بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر".
لكن الله، الذي خلق الإنسان ومن محبته له أعطاه حرية الاختيار، بعودة الإنسان اليه باختياره الشخصي تائبًا يقبله فرحًا برجوعه. ذلك الله كأب حنون للإنسان يريد الكل أن يخلصوا يَقبل الجميع الذين بسبب خطيئتهم ابتعدوا عنه وعادوا إليه باختيارهم الشخصي تائبين بصدق. هذا من محبّة الله اللامتناهية وهو الذي ينتظر عودتنا إليّه. فنحن جميعنا أبناء الله بالتبنّي والتوبة الصادقة الحقيقيّة هي قيامةٌ وحياة.
أجمل ما في هذا المثل القول عن الابن الأصغر "فرجع إلى نفسه"، الرجوع هو نقطة تحوّل وتصويب. فحينما يهدأ الإنسان من الداخل يبدأ يفكّر في حاله ويكتشف أن لا سلام ولا خلاص ولا طمأنينة إلاّ في العودة إلى البيت الأبوّي الحاضن، وخاصة بعد أن يدرك مرارة التغرّب عن الله وحلاوة العودة إليه.
من جهة اخرى، وفي دير القديس سابا البطريركي التاريخ بالإسكندرية خلال القداس الإلهي سام صاحب الغبطة البابا ثيودورس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا، الأسقف المنتخب إيزاك تسابوغلو أسقفًا على أسقفية بوروندي ومقره العاصمة بوجمبورا.
شارك في القداس الإلهي المتروبوليت غفرائيل مطران ليوندوبوليوس (الاسماعيلية)، المتروبوليت نيقوديموس مطران ممفيس (مصر الجديدة)، المتروبوليت سابا مطران النوبة وشمال السودان، المتروبوليت بندليمون مطران بطليموس، المتروبوليت ناركيسوس مطران بيلوسِيُو (بورسعيد)، والمتروبوليت جرمانوس مطران داميتاس (دمياط).
وحضر القداس الإلهي والشرطونية القنصل العام لليونان بالإسكندرية السيد/ يوانيس بيرجاكيس، ومعاون في القداس الإلهي عدد من كهنة الإسكندرية، وحضر العديد من الشعب المؤمن من مدينة الإسكندرية، وفي نهاية القداس الإلهي استقبل البابا ثيودروس والأسقف الجديد المهنئين في قاعة العرش البطريركي بالدير.