هل تتأثر جبهة لبنان بنجاح مفاوضات الهدنة فى غزة؟.. خبير يجيب!
قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد الرز إنه منذ سبعين يوما وإسرائيل تهدد باجتياح بري للبنان، وبتحويل بيروت إلى نموذج مماثل لغزة.
وأضاف الرز في تصريحات لـ"الدستور": منذ اندلاع الحرب وحتى اليوم لم يتوقف مجىء الوفود الأجنبية إلى بيروت، من أمريكية وفرنسية وبريطانية وألمانية، حاملة معها بندا واحدا هو إيقاف المعارك في جبهة جنوب لبنان مع فلسطين المحتلة"، لافتًا إلى أن بعض هذه الوفود جاء بالترغيب للمقاومة بمكاسب سياسية وبعضها جاء بالترهيب.
ارتباك القيادة الإسرائيلية بسبب جبهة لبنان
واعتبر أن هناك ارتباكا لدى القيادة الإسرائيلية حول الموقف في لبنان، وإن كانوا يجمعون على دخول لبنان برا إذا لم تنفع المبادرات السياسية والدبلوماسية، مردفًا: "وهي مقولة ترددت على لسان الإسرائيليين على كل المستويات، وهي مخالفة لنهج الاعتداءات الإسرائيلية السابقة التي لم تكن تعطي فرصة للمساعي السياسية بل كانت تنفذ عدوانها أولا ثم تفتح أبواب التفاوض".
ونوه بأن ما سبق لا يعني استبعاد وقوع عدوان عسكري على لبنان، موضحًا: "لكنه سيكون إذا حصل، مغامرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أو كما قال وزير خارجية لبنان عبد الله بوحبيب، لن يكون العدوان نزهة".
رسائل صواريخ حزب الله اللبناني
تابع الكاتب اللبناني: "وجه حزب الله رسائل ميدانية للكيان الإسرائيلي بصواريخ متقدمة وصلت إلى مدينة حيفا وأخرى أرض جو، وتوعد الحزب بقدرات قتالية غير مسبوقة، وستكون مفاجئة حسبما قال نائبه في البرلمان حسن فضل الله قبل يومين، مشيرًا إلى أن بعض المراقبين وجدوا في رسائل الحزب تهديدا فعليا، وبعضهم الآخر اعتبرها تحسينا لأوراق تفاوض محتمل.
وأكد أن الإدارة الأمريكية حذرت من عملية برية إسرائيلية يمكن أن تحدث مطلع الصيف المقبل، قائلًا: "ويأتي ذلك بينما يبحث بنيامين نتنياهو عن إنجاز يضمن به مستقبله السياسي بعد فشله في تحقيق أي هدف في غزة، وفي مرحلة وصلت فيها سمعة إسرائيل الى الحضيض دوليا وباتت الكيان الأخير في العالم الذي يعتمد سياسة الفصل العنصري".
أردف الرز: "أي عدوان شامل تشنه إسرائيل على لبنان بعد أيام أو أشهر سيكون مربكا لتل أبيب أولا، حيث سيفتح حربا إقليمية أو إلى تعريض الجيش الإسرائيلي لخسائر هي الأولى من نوعها منذ قيام إسرائيل، الأمر الذي سوف ينعكس على مستقبل الكيان نفسه"، مرجحًا أن يبعد وصول المفاوضات إلى هدنة في غزة، والاتفاق على صفقة تبادل إطلاق الأسرى، شبح الحرب عن الجبهة في لبنان، كونها في الأساس جبهة مساندة لغزة.