بمساعدة مصر وقطر.. السلطة الفلسطينية تستعد لتشكيل حكومة تكنوقراط فى موسكو
قال السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة، حسام زملط، إن تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية جديدة سيتم بمساعدة كل من قطر ومصر، وسيتضمن مشاورات مع جميع الفصائل السياسية الفلسطينية– بما في ذلك حماس، في اجتماعات مكثفة في العاصمة الروسية موسكو، حسبما نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
كواليس تشكيل حكومة تكنوقراط للسلطة الفلسطينية بمساعدة حماس
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الخطوة تبدو وكأنها محاولة لإظهار أن الحكومة الفلسطينية المؤقتة التي تم إصلاحها، والتي لها جذور في الحركة الفلسطينية بأكملها، مستعدة لتولي حكم كل من غزة والضفة الغربية بعد وقت قصير من أي وقف لإطلاق النار.
وشدد زملط على أن حماس لن يكون لها أعضاء في حكومة التكنوقراط الجديدة، لكن حقيقة التشاور معها تظهر أن الجهود جارية لمعرفة ما إذا كانت الوحدة الفلسطينية بين حماس وفتح قابلة للتحقيق.
واستقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية وحكومته بشكل جماعي، يوم الإثنين الماضي، مؤكدًا أن محاولاته الأخيرة للإصلاح الداخلي لم تكن واسعة النطاق بما فيه الكفاية.
وأوضحت الصحيفة أن محاولات تشكيل حكومة تكنوقراط هي أولى الخطوات لإنهاء الانقسام بين حركتي حماس وفتح الذي اندلع بعد خروج السلطة الفلسطينية من قطاع غزة عام 2007، وشدد زملط على أن هذه ستكون حكومة تكنوقراط بحتة دون فصائل، قائلًا: "إنها مصممة لتوحيد الفلسطينيين وجغرافيتهم ونظامهم السياسي".
وتابع: "لقد تغير المشهد السياسي. هذا هو الوقت المناسب لسماع شعبنا، وليس وقت الفصائل السياسية. تقع على عاتقنا مسئولية توفير حكومة يمكنها توفير احتياجات شعبها، وتوحيد شعبنا ونظامنا السياسي، وكانت المهام المزدوجة للحكومة هي تقديم الدعم الإنساني والتحضير للانتخابات، فضلًا عن الإصلاحات الاقتصادية".
وأوضحت الصحيفة أنه ومن المقرر أن تبدأ المحادثات حول العلاقات بين الفصائل هذا الأسبوع في العاصمة الروسية موسكو.
وقال زملط إنه يأمل أن تتبع حكومة التكنوقراط انتخابات برلمانية ورئاسية فلسطينية بمجرد شفاء الجراح، ولم يحدد جدولًا زمنيًا محددًا لهذا الطموح، لكنه قال إن الأمر سيكون مسألة أشهر وليس سنوات، ولم تعقد فلسطين انتخابات منذ يناير 2006، وكانت الولايات المتحدة تصر على ضرورة إجراء انتخابات جديدة، كجزء من الحكومة الفلسطينية المعاد تنشيطها، والتي يتنحى فيها الرئيس الحالي محمود عباس جانبًا.
في الوقت الحاضر، تشير استطلاعات الرأي إلى أن حماس وليس فتح، الحزب الذي يرتبط به زملط، هي التي ستفوز، لكن قياس الرأي العام في الوقت الحاضر أمر صعب، وقد يعتمد على كيفية التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وقال زملط إن التقدم قد يعتمد على الدرجة التي يسمح بها اليمينيون في الحكومة الإسرائيلية للحكومة التكنوقراطية بالحكم من خلال عدم حرمانهم من الإيرادات وتقييد الحركة في الضفة الغربية.
وبدا زملط متشككًا في أن حماس والحكومة الإسرائيلية ستوافقان على وقف إطلاق النار وفقًا للجدول الزمني السريع الذي حدده الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ليلة الإثنين.
وقال: "بنيامين نتنياهو يرى حتى الآن أن نهاية هذا العدوان هي نهاية مسيرته السياسية، إنه يتفاخر ويسلط الضوء علينا جميعًا، يتحدث عن اتفاقيات محتملة وهو فقط يكسب الوقت، إنه يعرف كيف يلعب لعبة الخداع والكلمات، ثم يجيد لعبة اللوم، فهناك عناصر في حكومته مهتمة بالتطهير العرقي، ولا يخفون ذلك، لديهم خطة وينتظرون اللحظة المناسبة لتنفيذها".
وأشار إلى أن الطريقة الوحيدة لوقف نتنياهو هي أن تتوقف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن توريد الأسلحة إلى إسرائيل.