ما بعد الحرب.. ما خطة السيطرة العسكرية الأمنية لإسرائيل على غزة؟
في الأسابيع الأخيرة، عقد "كابينت الحرب" الإسرائيلي سلسلة من المداولات حول موضوع صيغة السيطرة العسكرية – الأمنية في قطاع غزة بعد الحرب.
النقاش الذي يجري في هذا الشأن يهدف إلى بلورة موقف إسرائيلي رسمي يشكل لاحقا أساسا توجيهيا لعمل الجيش الإسرائيلي، ويسمح له بالاستعداد، والتخطيط لما سيقوم به من اعمال عسكرية في قطاع غزة فيما بعد الحرب.
سيطرة أمنية
المستوى العسكري في إسرائيل يشدد على ضرورة وجود سيطرة عسكرية – أمنية مطلقة في كل أراضي القطاع فيما بعد الحرب، سيطرة تجد تعبيرها في قدرة قوات الجيش الإسرائيلي على الوصول إلى كل نقطة والعمل بهدف إحباط العمليات، تنفيذ اعتقالات ومنع الأعمال المعادية، والأهم من كل هذا هو عدم عودة حماس ومنع أي هجمات مستقبلية مثل هجوم 7 أكتوبر.
تواجد قوات الجيش الإسرائيلي في القطاع سيكون لفترة محددة لا يمكن في هذه المرحلة تحديدها بجدول زمني محدد، والعقيدة هنا أن إسرائيل لن تشتتري الأمن مرة أخرى عن طريق مبعوثين، أو أموال "قطرية" يتم تحويلها إلى القطاع، ولكن الرؤية التي تحرك تل أبيب هي أن الأمن سيتحقق بواسطة القوة العسكرية.
القضاء على الحماس
لتحقيق الرؤية السابقة، فإن تصفية حماس بالقوة العسكرية والسياسية وسيطرة للجيش الإسرائيلي هي وحدها من تحقق تلك الأهداف الأمنية والتي تتلخص في القضاء على قدرات حماس العسكرية.
كما أن القضاء على قدرات حماس السلطوية والسياسية، يقع أيضًا ضمن تلك الأهداف، فمن المفترض أن الحكم العسكري – المدني الذي سيعمل في القطاع في نهاية الحرب أن يتولى مهمة ذات أهمية عليا – التركيز على تفكيك جهاز "الدعوة" في حماس.
والحديث يدور عن كل ما يتعلق بالبنية التحتية الدينية والمدنية المتفرعة التي أقامتها حماس في العقود الأخيرة وقبلها المجمع الإسلامي.
ومن خلال تلك الرؤية يمكن النظر في مسألة نقل صلاحيات السيطرة والإدارة في قطاع غزة في نهاية الحرب إلى سلطة فلسطينية متجددة.
حكم عسكري مدني
كما يبدو فإن إسرائيل تستعد الآن لتجهيز نوعًا من الحكم العسكري المدني كجسم سيطرة موحد في قطاع غزة فيما بعد الحرب.
هذا الحكم سيكون مسئولا عن تخويل صلاحيات إدارة الحياة اليومية للسكان الفلسطينيين إلى جهات محلية كالمخاتير، وجهاء العشائر، موظفي الحكم البلدي، رؤساء الجمعيات وما شابه، وسيكون على إسرائيل أن تتأكد أن تلك الجهات ليست متماهية مع حماس بأي شكل من الأشكال.
من ناحية أخرى، فإن واشنطن تريد إقامة حكومة تكنوقراط فلسطينية، ومنْح السلطة موطئ قدم في القطاع، بالإضافة إلى ترك وظيفة معينة لـ"حماس" من وراء الكواليس. وبسبب رفض نتنياهو دعم أي دولة فلسطينية، فإن الإدارة تبحث بدائل، يتم بحسبها الحديث مع الحكومة الإسرائيلية الحالية عن رؤية مستقبلية، لا حل فوري وعملي.