درب الشرفا.. أشهر أسواق لوازم السبوع في وسط الدلتا بالغربية
اشتهرت مدينة طنطا، في محافظة الغربية، بوجود سوق تجاري فريد من نوعه يُعرف بـ"درب الشرفا"، والذي يُعتبر أحد أشهر أسواق لوازم السبوع في منطقة وسط الدلتا، ويعود تاريخ هذا السوق الرائع لمطلع القرن الماضي، وقد ازدهر على مر العقود ليصبح واحدًا من أعرق الأسواق التجارية في المنطقة.
وحسب شهود عيان، بدأ "درب الشرفا" كسوق خاص ببيع العدس والبقوليات والفول، ومع مرور الزمن، تحوّل السوق تدريجيًا ليصبح مركزًا رئيسيًا لبيع لوازم السبوع، فقد مرت حوالي 40 سنة منذ تحوله إلى سوق للوازم السبوع، مع استمرار البقوليات، وأصبحت لوازم السبوع السلعة الرئيسية المتوفرة فيه بشكل دائم، ففي "درب الشرفا"، يمكن للزائرين العثور على كل ما يحتاجونه من حلويات وملابس ومستلزمات وإكسسوارات للمولود الجديد، وكذلك علب السبوع والغربال وجميع أنواع إكسسوارات السبوع وكافة أنواع الحلوى.
ومع ذلك، يختلف طابع السوق حسب المواسم، حيث يتغير محتوى البضائع ويتبدل نوع المنتجات المعروضة، حبث يُعتبر "درب الشرفا" سوقًا موسميًا، حيث يعرض في رمضان تمر ولوازم رمضان، وقبل العيد يتوفر الكعك والبسكويت ومستلزماتهم، وتتميز الأسعار في هذا السوق بأنها من أقل الأسعار المتاحة في المحال العامة والأسواق الأخرى، وتتنوع البضائع المتوفرة فيه وتشكيلتها كاملة.
ويعتبر "درب الشرفا" أحد أشهر أسواق لوازم السبوع في وسط الدلتا، ويجذب العديد من الزائرين من مختلف مناطق البلاد، يقصده الأهالي في طنطا، والزوار من كافة المدن والقري المجاورة، على حد سواء لشراء لوازم السبوع، ويعتبر وجهة مهمة للتجار الذين يتاجرون في هذه المنتجات ويعرضونها في المحلات التجارية المتواجدة بالسوق.
ويروي أحد التجار، السيد محمد علي، تجربته الطويلة في السوق: "أعمل في درب الشرفا منذ أكثر من 50 عامًا، ورأيت كيف تحول من سوق يبيع العدس والبقوليات إلى مركز رئيسي لبيع لوازم السبوع، يعتبر هذا السوق جزءًا لا يتجزأ من تاريخ مدينة طنطا وموروثًا ثقافيًا مهمًا".
بجانب ذلك، يؤكد المستهلكون أهمية "درب الشرفا" لتلبية احتياجاتهم، فتقول السيدة فاطمة حسن، وهي احد المترددات علي السوق: "أذكر أنني كنت أذهب مع والدتي إلى درب الشرفا عندما كنت طفلة، والآن أذهب مع ابنتي. هذا السوق هو المكان الذي نعتمد عليه لشراء كل ما نحتاجه للاحتفال بسبوع اي طفل جديد يحضر للعائلة وهنا في درب الشرفا البضائع متنوعة وجودتها عالية، والأسعار في متناول الجميع".
فيما يُشير السيد أحمد مصطفى، إلى التغيرات التي يشهدها السوق حسب المواسم، قائلًا: في رمضان، يتحول السوق تمامًا ليعرض التمور ولوازم رمضان مثل الياميش الحلوي والعصائر، وقبل العيد، يتوفر الكعك والبسكويت بأنواعه المختلفة، هذا ما يجعل "درب الشرفا" جذابًا للمستهلكين، حيث يمكنهم العثور على كل ما يحتاجونه في مكان واحد".
وتشير سامية المليجي، إلى أن "درب الشرفا" ليس مجرد سوق تجاري بل يعد جزءًا من الهوية الثقافية لسكان طنطا، ويتوافد الزوار من مختلف مناطق البلاد لزيارة هذا السوق الذي يحتفظ بسحره التقليدي.
وتعبر السيدة سارة عبدالرحمن، زائرة متكررة للسوق، عن ارتباطها العاطفي به: "لا يمكنني تخيل الاحتفال بسبوع اي طفل في العائلة دون زيارة درب الشرفا، عندما أدخل السوق، أشعر وكأنني في عالم مختلف، مليء بالألوان والروائح الجميلة".
ويعد "درب الشرفا" في طنطا من الأسواق التجارية القديمة والمزدهرة في منطقة وسط الدلتا، يتميز بتاريخه العريق وتنوع البضائع المتاحة فيه، ويعد وجهة مثالية للزائرين الذين يبحثون عن لوازم السبوع بأسعار مناسبة وتشكيلة واسعة.