مغامرة أم مؤامرة
أربعة اشهر ونصف الشهر مضت على ما أسمته حركة حماس بانتفاضة الأقصى.. ففي يوم ٧ أكتوبر ٢٣ هجمت خمسة فصائل فلسطينية على (نتيف عشرة)، وهي مستوطنة إسرائيلية تقع في غلاف غزة، وأسفر هذا الهجوم عن مقتل ١٢٠٠ مواطن إسرائيلي وأسر العديد من الإسرائيليين والأجانب من جنسيات مختلفة.
رد الفعل الإسرائيلي الانتقامي كان في منتهي القسوة والإجرام.. فكما حدث في بيروت في عام ٢٠٠٦ من دمار شامل حدث في غزة وبطريقة أعنف، وتم قتل وتشريد عشرات الآلاف من الأبرياء من إخوتنا الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال دون هوادة أو رحمة في حرب إبادة ظالمة، وقف لها العالم- للأسف- صامتًا ومتسمرًا.
من الغباء ألا نتوقع رد الفعل الإسرائيلي، فميزان القوة لصالح إسرائيل بواقع واحد إلى ألف مرة وبمجرد حدوث الهجوم يوم ٧ أكتوبر كتبت أن هذا انتحار وليس شجاعة.. فيومًا بعد يوم يقتل ويهجر ويشرد المئات من إخوتنا الفلسطينيين وتزداد إسرائيل عجرفة واعتزازًا بقوتها.
حماس هي اختصار لجملة "حركة مقاومة إسلامية" جذورها إسلامية، حيث يرتبط مؤسسوها فكريًا بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.. تلك الحركة التي تدور الشبهات حول من أسسها والتساؤلات حول حقيقة أن الغرض منها كان هو القضاء على حركة فتح.
وبالأمس وبمنتهي الصلافة والتبجح هدد الوزير الإسرائيلي بيني جانتس حماس بأنه إذا لم تعد الرهائن إلى منازلهم قبل رمضان المقبل فسوف يستمر القتال في كل مكان، بما في ذلك منطقه رفح بالتنسيق مع أمريكا ومصر؛ لتسهيل إجلاء المدنيين الفلسطينيين؛ لتقليل الخسائر في أرواحهم قدر الإمكان.. وأضاف أن من يقول الخسائر باهظة فهذا صحيح، لكني أقول لحماس أمامك خيار مهم وهو الاستسلام وإطلاق سراح الرهائن كي يستمتع الشعب الفلسطيني المسلم بصيام رمضان!!
إلى هذه الدرجه وصلت الاستهانة بالشعب الفلسطيني، نتيجة لمغامرة أو مؤامرة قد تقضي علي الأخضر واليابس.
الأمل كل الأمل أن يتدخل العقلاء سريعًا لوقف إطلاق النار وتسليم الأسري لأسرهم سالمين وإرغام إسرائيل دوليًا على حل الدولتين.