مواطنة مقدسية: "مليحة" فرصة جيدة لتسليط الضوء على معاناة اللاجئين
أثار البوستر الرسمي لمسلسل “مليحة”، المقرر عرضه خلال شهر رمضان المقبل، تفاعلاً واسعًا في الداخل الفلسطيني وأهمية طرح الشركة المتحدة لمسلسل يكشف معاناة اللاجئين الفلسطينيين.
في السياق، قالت سهاد عبداللطيف مواطنة فلسطينية من القدس المحتلة، إن مسلسل "مليحة" قد يكون فرصة جيدة لتسليط الضوء على قضية اللاجئين الفلسطينيين ومعاناتهم المستمرة والتي لا تتوقف وكل محطة جديدة فيه هي أصعب من المحطة السابقة.
أضافت عبد اللطيف، لـ"الدستور"، أنها كانت تفضّل أن يحمل اسم المسلسل اسم من أسماء الفتيات اللاجئات الفلسطينيات اللواتي غالبا ما يحملون أسماء المدن المحتلة والقرى المهاجرة مثل "يافا وبيسان حيفا".
وأشارت عبد اللطيف إلي أن مثل هذا المسلسل يحمل في طياته تسليط الضوء على واحدة من أهم قضايا الشعب الفلسطيني قد يكون سيفا ذو حدين، حيث أن النص والاخراج الجيد سيكون رسالة قوية تصل للأمة العربية والعالم عن مأساة اللاجئ الفلسطيني، واي معلومة غير دقيقة قد تعرض هذه القضية لأزمة لا ينتظرها الشعب الفلسطيني في ظل الويلات التي يتعرض لها ويشهدها، ومهما كانت المعلومات التي جمعت حوله فهي بحاجة إلى تدقيق ومعالجة من قبل الجهات الفلسطينية المختصة ولا سيما دائرة اللاجئين.
وأكدت عبداللطيف أنه من المهم جدا تسليط الضوء على أحداث ليبيا والحالة التي تعيشها المنطقة العربية تحت عنوان الاستعمار الجديد للمنطقة العربية ونهب ثرواتها عبر تطبيق نظرية الفوضى الخلاقة والاستثمار الأرخص بخلق صراعات في المنطقة العربية من داخلها دون تدخل الجيوش الاستعمارية وخسارتها لجنودها وترسانتها العسكرية وأموالها بمعنى حروب عربية بأموال وأدوات عربية وصولا إلى حكومات هشة أجندتها تخدم أهداف الاستعمار الغربي لبلادنا.
نأمل أن يظهر مليحة الأطماع الإسرائيلية في المنطقة بأكملها
أشارت عبداللطيف إلى أنه من المهم أيضا توعية المشاهد العربي وتحذيره من البركان الذي ترقد عليه المنطقة العربية والتي يستهدفها بشكل مباشر الاحتلال الاسرائيلي الذي أعلن ليس خجلا من أطماعه القادمة في مصر ولبنان والسعودية والأردن بعد أن أطلق كماشته على سوريا والعراق أكذوبة "الدولة الإسرائيلية العظمى بين النيل والفرات".
وأعربت عبداللطيف عن أملها في أن يظهر المسلسل الأطماع الإسرائيلية في شق قناة بديلة عن قناة السويس وطمعه في الغاز الموجود على سواحل البحر المتوسط واستراتيجيته في تطوير طريق بري بديل لطريق الحرير يمتد من اليمن السعودية مرورا ببلاد الشام فإفريقيا وصولا إلى أمريكا وأوروبا لضمان وصول البترول والثروات العربية لهم من طرف والعراق بضائعهم بالأسواق العربية من جهة أخرى دون تحكم الصين ومصر وروسيا في الممرات التاريخية بين الشرق والغرب.
وتابعت عبداللطيف "كذلك هناك هدف سامي على هذا المسلسل أن يحمله وهو تصحيح صورة وموقف العرب من القضية الفلسطينية الموقف الحقيقي الذي تلاعبت بها أدوات الاحتلال الإسرائيلي لفسخ العلاقة بين القضية الفلسطينية والعمق العربي ومنها المصري الدولة الجارة والشريكة بالتاريخ، وحجم المؤامرات التي تحركها أمريكا والغرب بأيدي إسرائيلية لتدمير مصر وبعض الدول العربية، ولذلك يجب أن يكون هدف المسلسل إخراط المجتمع العربي بالحالة السياسية الخطيرة التي يتعرض لها أكثر من مجرد قضايا اجتماعية بين لاجئة فلسطينية وجندي مصري على الرغم من أن هذه صورة جميلة لإعادة الاعتبار لوحدة أمتنا العربية، وإزالة العقبات التي ثبتت في السنوات الماضية بوعي أو دون وعي لتقسيم المنطقة وإضعافها".
أكدت أن أهم ما يكون من مسلسل "مليحة" هو إيصال الصوت الحقيقي للشعب المصري تجاه الشعب الفلسطيني الذي يتم تشويهه من قبل كتيبة متخصصة بالموساد الإسرائيلي تدخل بحسابات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي بجنسيات عربية تسب وتلعن وتخون جنسيات عربية أخرى ويتفاعل معها الشباب العربي ويغذي هذه الصراعات دون أن يعلم".
واختتمت عبداللطيف تصريحاتها قائلة:"أخيرًا من المهم أن يصل الموقف المصري الحقيقي من قضية التهجير، والذي أيضا يشوهه المحتل ويسوقه على اعتبار بأنه التزام مصري بأمن اسرائيل، وقد يكون تسليط الضوء على ضعف الإعلام العربي والإعلام العربي الموجه دون ذكر أسماء القنوات وإنما فضح علاقاتها بكيان الاحتلال والقوى الاستعمارية العربية، ومن الجميل أن نسمع أصوت عربية وليس فقط مصرية توضح موقفها من القضية الفلسطينية لإعادة الاعتبار لوحدة الدم العربي".