"بذر عنب" سبب زواج سميحة أيوب من محسن سرحان وندمها أيضًا
لا يعرف كثيرون الجانب الآخر من سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، فالمعروف عنها أنها سيدة قوية، الكل يخشاها، يهابها، لا لأنها أمنا الغولة، لكن لأنها سيدة صارمة، تضع حدودًا دائمًا في علاقاتها مع الآخرين، فتجبر من حولها على احترامها وتقديرها، ذلك التقدير الذي يحمل مهابة وتوقير وإجلال وتفخيم لها.
وعلى عكس هذه الصورة المعروفة عن سميحة أيوب، فإنها امرأة رومانسية، رقيقة، عذبة للغاية، ومهما حاولت أن تصدر الوجه الخشب لمن حولها، فإن فطرتها الجميلة قد غلبتها وهي تكتب مذكراتها التي أصدرتها الهيئة العامة للكتاب.
ثلاث قصص حب في حياة سميحة أيوب داخل مذكراتها، أولها قصة زواجها من الفنان محسن سرحان، فهي تزوجت منه وعمرها 15 سنة، وكان عمره 31 عامًا ولديه طفلان، كانت تعمل معه في فيلم تونسي مصري، لم تستلطفه في البداية بسبب "رخامته"، كان يقول لها: "إنتي بنت مسترجلة.. هتبقى زي أمينة رزق ومفكيش أنوثة"، وكانت ترد عليه وتفحمه، ثم تتجنب الجلوس معه نهائيًا إلا إذا لزم الأمر في إطار العمل أو البروفات.
بحسب مذكراتها، فلم تكن تطيقه نهائيًا، كان لعوبًا، ومشاكسًا، أما كيف وقع الزواج؟، فقد مرضت خلال التصوير، فذهب فريق العمل إلى بيتها، وكان هو أول الحاضرين.
تقول سميحة أيوب في مذكراتها: "جاء محسن سرحان ملهوفًا ملتاعًا.. فقلت لنفسي: "ما هذا.. إنه والله ممثل عظيم.. لماذا كل هذه اللهفة"، اعتقد أنه يمثل ويلاعبها، لكن صدر منه موقفًا، جعلها تقع في غرامه، وهو أنها كانت جالسة على السرير من أثر المرض، وممنوع الأكل عنها، تشرب السوائل وتأكل العنب فقط.
وتحكي سميحة أنها في هذه اللحظة كانت تأكل العنب وترمي البذر من فمها، لكن في أثناء وجود محسن سرحان، خجلت من أن تفعل ذلك، لكنها فوجئت بأنه وضع يده تحت فمها لترمي البذر، وبالفعل أخذه من فمها بيده ثم ألقاه في السلة، فوقعت في حبه وبدأت قصة حب جنونية بينهما.
تزوجت سميحة من محسن سرحان بعد هذا الموقف، وأنجبا محمود، لكن الفنان الراحل دمر حياتها وسجنها في بيتها ومنعها عن التمثيل واستكمال دراستها في معهد الفنون التمثيلية، لدرجة أنه كان يغلق عليها البيت بالمفتاح ويمنع أهلها عن زيارتها أو رؤيتها، فاستحالت الحياة بينهما وطلبت الطلاق منه، واشترط عليها أن تتنازل عن حقوقها بالكامل.
تقول سميحة أيوب في أحد حواراتها: "محسن سرحان كرهني في كل الرجالة في حياتي".
لكن هل كرهتهم فعلا؟، الإجابة لا، تكشف مذكراتها أن الحب الوحيد في حياتها كان زوجها الثاني الفنان محمود مرسي، وهي تصفه في مذكراتها بحب وعشق، وقالت إنها وقعت في حبه من أول يوم وقع نظرها عليه، واعترفت أنها كانت تجري وراءه في كل مكان، تتمنى أن ينظر لها ويكلمها أو حتى يلقي السلام عليها، لكن بطريقة وأخرى تزوجا وأنجبا ابنهما علاء.
ورغم أن محمود مرسي كان نقيضًا لمحسن سرحان، وأعادها إلى عملها وإلى استكمال دراستها في المعهد، وكان عطوفًا على ابنها محمود أكثر من والده، لكن أزمة حدثت بينهما اضطرتهما إلى الطلاق بسبب عنادها وبسبب كبريائه.
تلمس وأنت تقرأ كلمات سميحة أيوب عن محمود مرسي، أنه الحب الوحيد الذي عاشته، وأنه الرجل الوحيد الذي ملأ عينيها، رغم أنه لم يكن الرجل الأخير في حياتها، فلها زوج ثالث وهو المؤلف الكبير سعد الدين وهبة الذي أحبها بجنون.
لكن تشعر وأنت تغوص في مذكراتها، أنها تزوجت سعد الدين وهبة شفقة منها عليه، لأنه كان يحبها بجنون، كان ولهانًا، وكانت تصده كثيرا، لكنه لا يهدأ ولا يتراجع، حتى أن قرار موافقتها على الزواج منه كان في لحظة حماس وانفعال شديدين، بعد أن أخبرتها أمها بأن طليقها محمود مرسي يقول إنها "ماشية مع سعد الدين وهبة ولن يتزوجها"، فعندما علمت سميحة بذلك من فم أمها، رفعت سماعة التليفون وقالت لسعد: "تعالى حالا هنتجوز دلوقت".