تنذر بكارثة صحية.. ماذا يحدث بعد تراكم الجثث فى قطاع غزة دون دفن؟
تتراكم الجثث في كل مكان داخل قطاع غزة المحاصر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، إذ فاضت بها المقابر ولم يعد لدى ذويها قدرة على الوصول إلى المقابر، حتى بُنيت مقابر جماعية، وآخرون دُفنوا في الشوارع دون حرمة للميت أو معرفة ذويهم أماكن دفنهم لزيارتهم بعد انتهاء الحرب.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، وتمارس إسرائيل جرائم شتى في أنحاء القطاع، بداية من قصف المدنيين والمستشفيات مرورًا بمنع وصول الأهالي إلى مقابرهم لدفن ذويهم، ما ينذر بكارثة صحية نتيجة تراكم وتحلل الجثث في الشوارع، ربما تؤدي إلى انتشار أمراض وأوبئة تصيب أهالي غزة وتضاعف معاناتهم.
تحلل الجثث فى الركام
واتساقًا مع ذلك، قال رائد النمس، مسئول الإعلام بالهلال الأحمر الفلسطيني، إن 60 مركزًا طبيًا جديدًا خرجت عن العمل جراء العدوان الإسرائيلي، واستهداف المبانى الطبية، فضلًا عن القصف المباشر لسيارات الإسعاف والطواقم الطبية.
وأضاف "النمس" أن موجات النزوح المتعددة فى القطاع تزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية فى غزة، وأن انتشار الأوبئة والأمراض المعدية أصبح خطرا حقيقيا يهدد الأطفال وكل النازحين فى القطاع، خاصة مع انعدام المستلزمات الطبية والمياه النظيفة.
وأكد مسئول الإعلام بالهلال الأحمر الفلسطيني انتشار عدد من الأوبئة بسبب اكتظاظ النازحين بمنطقة واحدة، وتحلل عدد من الجثث المدفونة تحت الركام.
فما الأمراض التى يمكن أن تنتشر نتيجة عدم قدرة الأهالى على دفن ذويهم؟ وما هى البدائل التى يعتمدون عليها؟
كيف تنتشر الأمراض عبر الجثث المتحللة؟
يقول سليم عويس، مسئول الإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لـ«الدستور»، إن تراكم الجثث يؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية، موضحًا أن المؤسسة سجلت 360 ألف حالة مريض بمرض معدٍ منذ بداية الحرب وحتى 12 ديسمبر الماضي.
ويشرح أن المؤسسة لديها توقعات بأن خريطة الأمراض المعدية منتشرة ومتفاقمة أكثر من ذلك، مضيفًا: «ليس كل من يُصاب بمرض معدٍ يستطيع التبليغ أو تسجيل نفسه في المستشفى بسبب حالة الاضطراب، لذلك هناك توقعات بأن العدد الفعلي يفوق ذلك».
وفي 18 نوفمبر الماضي حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن كارثة صحية تلوح في قطاع غزة، حيث لا تزال الجثث متناثرة في الشوارع وتحت أنقاض المباني التي دمرها العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى خطورة انتشار أمراض مثل الكوليرا واضطرابات الجهاز المناعي في كافة أنحاء القطاع.
فيما يؤكد الدكتور مروان الهمص، مدير مستشفى أبويوسف النجار، أنهم سجلوا 325 ألفًا و179 حالة مرض معدٍ منذ 7 أكتوبر الماضي في بداية الحرب وحتى 18 ديسمبر الماضي، كان أغلبها بسبب التكدس في المخيمات وانتشار الجثث المتراكمة.
ويوضح لـ«الدستور» أن الأمر ينذر بكارثة صحية، خاصة مع هطول المطر على تلك الجثث، حيث يختلط التحلل الخاص بها بالمياه ويشربها أهالي غزة، لا سيما سكان المخيمات، ما يصيبهم بأمراض مثل الإسهال والنزلات المعوية للأطفال.
ووثّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان العثور على 5 أطفال رضّع موتى وبحالة تحلل في حضانة مستشفى النصر، بعد أن تُركوا لمصيرهم منذ 3 أسابيع وقال: «قد يرتقي ذلك إلى جريمة إعدام مروعة وجريمة ضد الإنسانية»، ودعا المرصد لتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في الحادثة.