محمد السعداوي: الحجب والحظر من أكثر العقبات التي تهدد الناشر العربي (حوار)
التقت" الدستور" الناشر محمد السعداوي، صاحب ومؤسس مكتبة بيروت بسلطنة عمان، في حديث حول صناعة النشر وأبرز الصعوبات والعقبات التي يواجهها الناشر العربي، وعن سر صعود المثقف العماني إلى الواجهة، يدور هذا الحوار التالي:
ماذا عن البدايات؟
بداياتي جاءت بالعمل بإحدى الشراكات العمانية التي تعمل على تأسيس المكتبات، ومن هنا كان احتكاكي المباشر بعالم الكتاب والناشرين والكتب، وعملي في مهنة المحاماة جعلني اتحرر من العمل كموظف، فذهبت لإنشاء وتأسيس دار "مكتبة بيروت ".
لماذا اخترت اسم "بيروت" وانت تؤسس لدار نشر مؤسسها مصري؟
جاء اسم بيروت صدفة، رغم أن الاسم عالق بالمشهد الثقافي العربي والمصري، وهناك جملة مفادها "تطبع الكتب في بيروت، وتكتب في مصر وتقرأ في العراق"، لكن ما حدث معنا كان مصادفة فقد تقدمنا بعدد من الأسماء لتسجيل السجل التجاري ورفضت نتيجة التشابه بينها وأسماء دور نشر اخرى، وانتهى الأمر إلى "مكتبة بيروت"، والذي ظل عالقا في أذهان القراء والكتاب من مختلف الوطن العربي.
ماذا عن المشهد الثقافي العماني بصفتك ناشر وكيف ترى حال حركة النشر في عمان؟
الشعب عماني بطبيعة الحال لا يمكن الإشارة اليه إلا بانه شعب مثقف، ومبدع، وتشهد السلطنة أعلى نسبة قراءة في العالم العربي اذا قيست بمثيلاتها في الدول العربية، هم يتوارثوا حب الثقافة والقراءة.
إلى جانب ذلك هم شعب مبدع، وهذا ما تؤكده السنوات الأخيرة من صعود أصوات إبداعية في العديد من المجالات سواء شعر أو رواية أو قصة أو نقد.
ماذا عن أهم وأبرز كتاب مكتبة بيروت؟
قدمنا العديد من الأعمال الإبداعية والتاريخية، فستجد عدد من اعمال الكاتب المصري بشير عبد الصمد، قدمنا العديد من كتابات علماء الأزهر الشريف، ونشرنا موسوعة الأسرة العلوية، وفيها تفاصيل لكل أمراء وأميرات الأسرة العلوية، وقصور وكذلك مقابر الأسرة العلوية، وقد اشاد بالمجموعة أخر ملوك مصر "أحمد فؤاء " سابقا، إلى جانب ذلك إعادة نشر كتب التراث.
ماذا عن أهم الاشكاليات التي تواجهك كناشر في معارض الكتاب؟
تبقى سياسات المنع والحظر واحدة من أهم الاشكاليات التي تواجه الناشر العربي في المعارض، هذه السياسات المرفوضة في عصر الانفتاح على الثقافات، والعولمة، تبدو سياسات قديمة، ومن العقبات التي تقف امام أي ناشر.
من أبرز العقبات التي تواجهنا في الوقت الراهن هي الارتفاع الملحوظ في اسعار الورق، والذي وصل بعدد من الناشرين إلى تقليص اصداراتهم من الكتب، وفي بعض الأحيان إلى ترك بعض الناشرين العمل بمجال النشر.
ماذا عن التسهيلات التي قدمها معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55 لناشرين؟
هناك العديد من التسهيلات التي يمكننا الوقوف عندها، وهي متعلقة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والخمسين كونه واحد من اكبر المعارض الدولية في العالم، وبمقارنة بمعرض فرانكفورت الدولي، فهو الأكثر زخما فهو يتيح الفرصة للناشرين بالتواصل المباشر مع القراء والكتاب، الى جانب التغطية الإعلامية من المؤسسات الرسمية للدولة، والمؤسسات الصحفية المستقلة التي تغطي أحداث المعرض من أول يوم حتى اللحظات الأخيرة في المعرض.
إلي جانب ذلك الندوات والفعاليات التي يقيمها المعرض باستضافة الفنانين والمثقفين من مختلف انحاء العالم العربي، والتي بدورها تستقطب جمهور القراء الذي وصل حتى الآن لما يقرب من 5 مليون زائر.
وعلى مدار الخمس سنوات فائتة يحسب لمعرض القاهرة الدولي للكتاب التنظيم، إلى جانب هذا فالتنوع والفرادة والغزارة فيما يقدم بدء من الفعاليات وصولا الى الاحتفالات اليومية عبر فرق الفنون الشعبية من كل جهات مصر ليكون المعرض الأول في العالم الذي يستقطب جمهور يقترب من الـ5 مليون.