توثيق إعلامي دولي لدور مصر في إدخال المساعدات الإنسانية لـ"غزة"
إن تصاعد الأحداث أكثر مما هي عليه الآن، وعدم قدرت دول العالم على تحمل كلفة الحروب والصراعات المسلحة والنزاعات، خاصة الدول الغربية- التي ما زالت تسوق قاطرة الشر وتدعم الزيف بكل صدق وإخلاص- سوف يعزز من تفاقم البراكين والأعاصير ويؤجج طوفان الغضب لدي مناهضة الإبادة الجماعية وإطماع الاستعمار ضد أصحاب هذه النزعة البغيضة.
كل هذا، بات من المؤكد أنه فوق طاقة الإدارة الأمريكية، وأكبر من قدرات الرئيس الأمريكي جو بايدن- العمرية والذهنية-، وانعكس هذا العجز في ظل صعوبة الأحداث على مدى قدرة الرئيس الأمريكي في الحفاظ على مستوى التقدير الجيد للأوضاع، لاسيما نفاذ الحلول والبدائل والاختيارات أمامه جعله في مواجهة خاسرة أمام البيت الأبيض، وظهر هذا واضحًا فيما أدلى به من تصريحات خلال مؤتمرات صحفية عدة مؤخرًا، وأيضًا؛ انعكس هذا الآداء غير المتزن لجو بايدن على موقف بعض نواب الكونجرس الأمريكي، والبيت الأبيض.
ويشهد الرأي العام الأمريكي صدعًا، بسبب أداء جوبايدن، مما كان عاملًا أساسيًا في فتح الباب أمام استبيان مسبق عن مدي صلاحية الرجل المسن البالغ من العمر 82 عامًا، في استمراره في منصبه، وبالطبع صلاحية انتخابه لولاية جديدة.
يريد الرئيس الأمريكي التنصل من عواقب استشهاد 22 ألفا و404 شهيد من المدنيين الأبرياء ممن قتلهم جنود جيش الإحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية وباقي المدن الفلسطينية، فذهب بايدن إلي القول بأن مصر هي من امتنعت عن فتح معبر رفح ومنع إدخال المساعدات الإنسانية إلي الفلسطينين، في مشهد غريب وتصريحات عارية تمامًا من الصحة أمام كل دول العالم.
الرد الحاسم
وردت رئاسة جمهورية مصر العربية على تصريحات الرئيس الأمريكي جوبايدن في 8 فبراير2024، بشأن الأوضاع في غزة، وقالت أن مصر تتفق مع موقف أمريكا بشأن التوصل لتهدئة في القطاع، وتؤكد على استمرارية العمل المشترك والتعاون في العمل من أجل وقف إطلاق النار وإنفاذ الهدن الإنسانية وإدخال المساعدات الإنسانية بالكميات والسرعة اللازمة لإغاثة أهالي القطاع، ورفض التهجير القسري، والتوافق بين البلدين على إرساء السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وحول موقف مصر من إدخال المساعدات الإنسانية جاء في نص بيان رئاسة جمهورية مصر العربية، أن مصر منذ اللحظة الأولى فتحت معبر رفح من جانبها بدون قيود أو شروط، وحشدت مساعدات إنسانية بأحجام كبيرة من مصر وخارجها، واستقبلت العديد من شحنات الإغاثة الإنسانية عبر مطار العريش، وتعاونت مع ممثلي الهلال الأحمر الفلسطيني عبر الهلال الأحمر المصري في تجهيز المساعدات الإنسانية في مصر ونقلها عبر معبر رفح إلي الجانب الفلسطيني.
توثيق إعلامي دولي
وقالت مسئولة الإعلام بالاتحاد الدولي للصليب الأحمر، في حوار سابق لها مع "الدستور" عبر الفيديو كونفرس، إن مصر تعد أكبر المانحين للأزمة الإنسانية في غزة، إذ إنها تبذل الجهود ليل نهار من أجل تيسير وصول المساعدات عبر الهلال الأحمر المصري إلى الهلال الأحمر الفلسطيني، مشيرة إلى حجم الجهود المبذولة من الهلال الأحمر المصري والمتطوعين من المنظمات والجمعيات والشعب المصري في تجهيز قوافل المساعدات والشاحنات تمهيدًا لإيصالها للشعب الفلسطيني في غزة.
وأدلت الصحفية اللبنانية مي الصايغ بشهادتها كعنصر فاعل وسماهم في عملية انفاد المساعدات الإنسانية بأن دور الهلال الأحمر المصري والهلال الأحمر الفلسطيني محوري في تقديم المساعدات لأهل غزة، ولأن العالم يشاهد كيف أن معبر رفح هو شريان الحياة لغزة، ويري الجهود التي يقوم بها الهلال الأحمر المصري في إدارة كل المساعدات وفرزها وتجهيزها ونقلها إلى الجانب الفلسطيني.
الإعلامي الأمريكي يوثق الموقف والدور المصري
وتؤكد منصات أخبارية لمؤسسات إعلامية دولية أمريكية، في تقارير إخبارية خلال تغطية وتوثيق الأوضاع في غزة منذ إندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، أن مصر كانت تبذل كل الجهود منذ اللحظة الأولى في وصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينين عبر معبر رفح، فيما كان حكومة الاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية تعرقل دخول الشحنات بالكميات اللازمة، إلى أن بدأت مرحلة تكدس شحنات المساعدات أمام المعبر-بحسب ما جاء في تقرير منصة PBS NewsHour في 18 أكتوبر 2023، المؤسسة الإخبارية الإعلامية بعنوان: "إسرائيل توافق لمصر بتسليم كميات محدودة من المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع تضاؤل الغذاء والماء".
وفي اليوم نفسه 18 أكتوبر2023، نشرت منصة مجلة فوربس الأمريكية العالمية Forbes تقرير بعنوان:" إسرائيل توافق على مساعدات إنسانية مصرية لغزة بعد ضغوط من بايدن"، تأكيدًا على ما جاء في بيان رئاسة الجمهورية عن أن مصر فتحت معبر رفح لتقديم المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينين منذ اللحظة الأولى من اندلاع الحرب في غزة.
الحقائق تدعمها الوثائق
وهذا ما يؤكد أيضًا، ما جاء في بيان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، الذي نشره عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك"، يقول: “أن مصر كان لها مواقف ثابت ولم ولن يتغير بشأن إدخال المساعداالإنسانية وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين، وأن مصر ضغطت بشدة على جميع الأطراف المعنية لإنفاذ دخول هذه المساعدات إلى القطاع، إلا أن استمرار قصف الجانب الفلسطيني من المعبر من قبل إسرائيل، الذي تكرر أربع مرات، حال دون إدخال المساعدات، وأنه بمجرد انتهاء قصف الجانب الآخر من المعبر قامت مصر بإعادة تأهيله على الفور، وإجراء التعديلات الفنية اللازمة، بما يسمح بإدخال أكبر قدر من المساعدات لإغاثة أهالي القطاع”.