مساعد بايدن: واشنطن لم تعترض على وصف إسرائيل سكان غزة بـ"الحيوانات"
أكد جون فاينر، مساعد الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائب مستشار الأمن القومي، أنه كان ينبغي على إدارة بايدن أن تكون أسرع في إدانة التصريحات العلنية التي أدلى بها بعض المسئولين الإسرائيليين، والتي شبهت سكان غزة بـ"الحيوانات"، مبينًا أن المسئولين لم يفعلوا ذلك لأنهم كانوا يحاولون العمل مع الحكومة الإسرائيلية.
وتحدث فاينر، وهو المسئول الثاني في مجلس الأمن القومي، تحت قيادة جيك سوليفان، عن جهود الحكومة الأمريكية لوقف الحرب في غزة، قائلًا إن بناء علاقة دبلوماسية رسمية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية يعد خطوة حاسمة نحو إنشاء دولة فلسطينية، لكن القيام بذلك يتطلب تضحيات صعبة سياسيًا من كلا البلدين والولايات المتحدة، وذلك وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
وتابع فاينر، خلال اجتماع مغلق عقد يوم الخميس، مع الزعماء السياسيين العرب الأمريكيين في ديربورن بولاية ميشيجان: "سيتعين علينا أن نفعل أشياء لن تحظى بشعبية كبيرة في هذا البلد وفي الكونجرس، وهل ستكون إسرائيل مستعدة للقيام بالأمر الصعب المطلوب منهم، وهي خطوات ذات معنى بالنسبة للفلسطينيين، فيما يتعلق بمسألة الدولتين؟، لا أعرف إذا كان الجواب على ذلك هو نعم، ليس لدي أي ثقة في هذه الحكومة الإسرائيلية الحالية".
وتابع أنه "من منطلق رغبتنا في التركيز نوعًا ما على حل المشكلة وعدم الانخراط في جدال خطابي مع أشخاص نعتبرهم بغيضين إلى حد ما، لم نشِر بشكل كافٍ إلى أننا رفضنا تمامًا، ولم أتفق مع هذه الأنواع من المشاعر".
ووفق "نيويورك تايمز"، لم يوضح مساعد بايدن من هم المسئولون الإسرائيليون الذين كان يشير إليهم، ولكن في الأيام الأولى للصراع، قال يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي: "نحن نقاتل حيوانات بشرية، ونتصرف وفقًا لذلك"، كما واجه بعض المسئولين الإسرائيليين الآخرين انتقادات بسبب اللغة اللإنسانية.
فاينر ينتقد سياسة بايدن تجاه غزة
وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن ملاحظة الندم الأكثر وضوحًا التي أبداها فاينرهي بشأن "البيان الذي صدر باسم بايدن في 14 يناير، بمناسبة مرور 100 يوم على بدء الصراع، وركز البيان على محنة المحتجزين الأمريكيين والإسرائيليين المحتجزين في غزة، ولم يشر إلى الفلسطينيين الذين استشهدوا".
وقال فاينر: "إنها لم تعالج بأي حال من الأحوال الخسائر في أرواح الفلسطينيين خلال الأيام المائة الأولى من الصراع، لا يوجد أي مبرر، لذلك لا ينبغي أن يحدث، وأعتقد أن ذلك لن يحدث مرة أخرى، ولكننا نعلم أن هناك الكثير من الأضرار التي حدثت".
وأصبحت الحرب في غزة جزءًا من سلسلة من المشاكل السياسية التي يواجهها بايدن، الذي ظل داعمًا علنيًا لإسرائيل، وقاوم المطالبات داخل الحزب الديمقراطي بالدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وقالت الصحيفة إن موقف بايدن منذ عملية "طوفان الأقصى" لحماس في 7 أكتوبر، إلى جانب تصريحاته التي تلقي بظلال من الشك على عدد الشهداء من الغارات الجوية الإسرائيلية ووصف الخسائر في الأرواح بأنها "ثمن شن الحرب"، جميعها أثارت غضب الشباب والناخبين السود والجمهوريين والتقدميين الأكثر تعاطفًا مع القضية الفلسطينية.
فاينر يعترف بخطأ واشنطن تجاه حرب غزة
واعترف جون فاينر، مساعد الرئيس بايدن ونائب مستشار الأمن القومي، بوجود أخطاء في رد فعل الإدارة الأمريكية على الحرب في غزة، قائلًا إنه ليس لديه "أي ثقة" في أن الحكومة الإسرائيلية مستعدة لقبول إنهاء الحرب في غزة واتخاذ "خطوات هادفة" نحو إقامة الدولة الفلسطينية.
وقال، حسبما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز"، السبت، حيث أشارت إلى أن مساعد بايدن قدم "بعضًا من أوضح تعبيرات الإدارة عن الندم على ما وصفه بـ(الأخطاء) التي ارتكبتها منذ بداية أعمال العنف"، وتعهد بأنها ستفعل ما هو أفضل.
وتأتي تصريحات فاينر بعد أشهر من التحذيرات العامة والخاصة من إدارة بايدن لإسرائيل لاتخاذ نهج آخر في الصراع الذي أودى بحياة نحو 28 ألف فلسطيني.
وقال فاينر: "نحن ندرك جيدًا أننا ارتكبنا أخطاء في مسار الاستجابة لهذه الأزمة منذ 7 أكتوبر".
وأضاف: "لقد تركنا انطباعًا ضارًا للغاية بناءً على ما كان بمثابة محاسبة عامة غير كافية على الإطلاق لمدى تقدير الرئيس والإدارة والدولة لحياة الفلسطينيين، وقد بدأ ذلك، بصراحة، في وقت مبكر جدًا من الصراع".