رضوى محمد صقر تكتب: عن حُرية النقد أتحدث!
قرأتُ مؤخرًا كتابًا مهمًا وشائقًا للأستاذ الدكتور/ زكي نجيب محمود بعنوان "عن الحرية أتحدث"، وهو كتاب يوضح رؤية الكاتب بشأن قضية الحُرية، والموقف من إحداث التوازن بين الحفاظ على الموروثات العقائدية والمجتمعية، والأخذ بأسباب وأساليب العلم الحديث، والحفاظ على الهُوية بمختلف أبعادها.
تزداد أهمية ذلك الكتاب مع الحديث الدائم في الأوساط الفكرية والسياسية والمجتمعية حول الأبعاد المختلفة للحُرية، ومنها حُرية التعبير، وحُرية الرأي، وما يُهمنا هنا هو حُرية النقد؛ فلكل فرد الحُرية في انتقاد المجريات والأحداث والقرارات المختلفة على الصعيد المحلي والدولي، كلٌ وفقًا لما يُهمه ويشغله ويؤثر عليه من تلك القضايا.
ولكن عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة في رأيي المتواضع أنه لا خلاف على أن ذلك النقد لا بد له أن يكون نابعًا من إدراكٍ واعٍ للقضية التي يتم انتقادها من مختلف الجوانب، أي أن نُدرك القضية بمظاهرها المختلفة، وأن نكون واعين بأسبابها، وجذورها، والبدائل المختلفة لحلها، مع تحديد البديل الذي يصلح لحالة مجتمعنا وواقعنا المُعاش.
ويتحقق ذلك الإدراك والوعي من خلال التوعية الإعلامية المُحايدة، ودراسات ومناقشات وربما مناظرات المختصين في التعامل مع تلك القضايا، وحبذا أن تقوم عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة بالبحث بشكل شخصي في تلك القضية كي تكون على بينةٍ من أمرك، وبالتالي تكون قد مارست حُريتك، ولكن بطريقة مسئولة وبنّاءة.