دعوة للتسامح.. السفارة الألمانية في القاهرة تستضيف حلقة نقاش حول محاربة الكراهية
أقامت السفارة الألمانية في القاهرة أمس الأحد، حلقة نقاش تحت عنوان (جذور الكراهية – بناء مجتمعات مفتوحة من خلال الثقافة والتعليم)، في مقر إقامة السفير الألماني في القاهرة السيد\ فرانك هارتمان.
استمرت حلقة النقاش حوالي ساعة ونصف ثم تلتها حفل استقبال، فيما شارك في المناقشة كلا من، الروائي والباحث الكبير يوسف زيدان، وسوزان كامل الأستاذة بجامعة العلوم التطبيقية (HTW)، في برلين، والسيدة فردا أتامان، من المفوضة الفيدرالية لمكافحة التمييز في الحكومة الألمانية، والسيدة سيربيل أنور، من المبادرة التعليمية فرحات أنور وأم ضحية هجوم إرهابي ضد المسلمين، والسيد درويش هيزارسي، رئيس مبادرة كروزبرج ضد معاداة السامية.
كما تمت دعوة مجموعة متنوعة من الضيوف، منهم دبلوماسيين من سفارات أجنبية مختلفة، وسياسيين، وفنانين، وإعلاميين، ونشطاء من المجتمع المدني.
السفير الألماني: المعرفة هي مفتاح محاربة الكراهية
بدأ الحدث الثقافي بإلقاء سيادة السفير الألماني فرانك هاتمان كلمة للحاضرين رحب فيها بالحاضرين المشاركين في هذا الحدث الهام الذي يبحث في جذور الكراهية في المجتمعات وكيفية بناء مجمتعات مفتوحة عن طريق الثقافة والتعليم"، وتطرق "هاتمان" إلى الحديث عن الحرب في غزة، وأشار إنه بالرغم من دعم ألمانيا لإسرائيل خلال التاريخ الطويل والمُعقد، والذي لم يبدأ قفط عقب هجوم 7 أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي، إلا أنه لمن الضروري التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، وتحرير المخطوفين، حيث أسفرت الحرب عن مقتل قاربة 27 ألف فلسطيني، وأوضح أن كل الأرواح هي أرواح متساوية".
وأضاف إنه من الضروري إيجاد حلولًا لمستقبل غزة بعد الحرب، ومحاربة الكراهية التي ستزداد خلال الأجيال القادمة"، وشدد على أن الكراهية والعنف يجب محاربتهما وفهمها من منظور المسؤولية الإنسانية.
وأضاف السفير الألماني في القاهرة أن حلقة النقاش اليوم ليست عن الحرب، ولا تقدم حلولًا سياسية، ولكن الحديث عن الكراهية، والعنف، وكيفية وقفهما، واختتم كلمته بأنه يجب أحكام العقل، وإجراء تحقيقات معمقة حول جذور الكراهية لوضع أطر لكيفية التغلب عليها وأضاف أن المعرفة والتعليم هي مفتاح التغلب على الكراهية، وأن التنوع بين البشر ليس تهديدًا بل محفزاَ لبناء مجتمعات متقدمة".
ومن جانبه، علق الروائي والباحث يوسف زيدان، أن الثقافة الألمانية هي نتاج فلسفة محايدة وتراث كبير، وتعتبر الثقافة الألمانية من أكثر الثقافات الأوروبية حيادًا وتميزًا، وأرجع ذلك بسبب أن ألمانيا لم تكن لديها مستعمرات، بينما كانت الثقافات الأوربية الاخرى في بعضها متحيزًا بسبب وجود مستعمرات تابعة لها.
ودارت حلقة النقاش حول أهمية محاربة الكراهية التي ازدادت في الآونة الأخيرة، وضرورة محاربة التمييز بين البشر وفقأ للدين والعرق والجنس والهويات المختلفة، وضرورة بناء مجتمعات متقدمة تؤمن بالتساوي التام بين أفراده مهما اختلفت خلفياتهم الدينية والعرقية والإثنية.