الاختلاف بين الأرثوذكس والبروتستانت في الأمور العقيدية والإيمانية
نشر الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي بمصر، ووكيلها للشؤون العربية، جزء مقتطع من كتاب "سألتني فأجبتك"، للدكتور عدنان طرابلسي، عن أبرز الخلافات اللاهوتية والعقائدية بين الأرثوذكس والبروتستانت.
الفرق بين الكنيستين
البروتستانتية تمثّل جملة من الفرق الكنسية المنشقة عن الكنائس الرسولية (الأرثوذكسية والكاثوليكية)، مع العلم أن بعض البروتستانت لا يرحبون بمناداتهم بهذا الاسم ويفضّلون الآن لقب "الإنجيليين". لكن بما أن لقب "الإنجيليين" هو لقب الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية على حد سواء، لهذا، فاسم "بروتستانت"، أي "معارض، هو الأصح ويشمل كل الذين انشقوا عن الكنيسة الكاثوليكية وعارضوها.
غالبية الفرق البروتستانتية تؤمن بإله واحد في ثلاثة أقانيم؛ وتؤمن بتجسد ابن الله (الأقنوم الثاني)، ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، وبآلامه وصلبه وموته وقيامته، وبالفداء والخلاص.
لكن توجد فروق مهمة أحياناً في بنود هذا الإيمان:
أولاً: لا يوجد في البروتستانتية مفهوماً لاهوتياً واضحاً للثالوث والتجسد والتقنيم والفداء والقداسة والتأله ... إلخ. وأن قبول يسوع المسيح مخلصاً شخصياً يعني الخلاص.
ثانياً: فصلت البروتستانت نفسها (منذ ظهورها بعد انفصالها عن الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر الميلادي) عن الكنيسة الرسولية التي ظهرت يوم العنصرة واستمرت بدون انقطاع حتى يومنا الحالي وإلى الأبد. هذا الانفصال (عن سبق إصرار وتصميم) أدى بالبروتستانتية إلى رفض للتقليد الكنسي. حتى الرفض البروتستانتي للتقليد الكنسي قد تطوّر عبر العصور، فمارتن لوثر مثلاً كان يؤمن ببتولية العذراء وبأنها أم الله على عكس معظم الفرق البروتستانتية اليوم التي ترفض إيمان الكنيسة الرسولية بقداسة مريم العذراء ومكانتها (والدة الإله الكلية القداسة الدائمة البتولية) وشفاعتها مثل الهرطقة النسطورية.
ثالثاً: أدى هذا الانفصال إلى رفض شاملٍ لحياة الكنيسة الرسولية بما في ذلك المجامع المسكونية السبعة والمجامع المحلية وتعاليم الآباء والرسل؛ وإلى رفض للتقليد الكنسي المقدس الذي هو حياة الروح القدس الساكن في قلوب المسيحيين؛ وإلى رفض لحياة الصلاة والنسك التي تطورت عبر العصور ولحياة الرهبنة والنسك؛ وإلى رفضٍ للأسرار الكنسية؛ وإلى رفضٍ للإيمان بقداسة القديسين وبالشركة معهم وبالشفاعة.
لهذا، فأهم ما يجمع الفئات البروتستانتية هو رفض للكنيسة الرسولية (بحياتها وتقليدها) والمناداة بعقيدة "الكتاب المقدس حصراً"، أو "Sola Scriptura"، بحسب هذه العقيدة فإن الإيمان البروتستانتي والممارسة تعتمدان على ما جاء في الكتاب المقدس الذي يمكن لأي إنسان أن يقرأه ويفهمه لأن الكتاب المقدس يفسّر نفسه بنفسه. وبعقيدة "الإيمان حصراً دون الأعمال". متجاهلون أن الرسل علّموا الناس شفوياً أولاً. ثم جاء كتاب العهد الجديد مؤيّداً للتعليم الشفوي. الكنيسة قبلت كتب العهد الجديد القانونية ورفضت الكتب الباطنية (الأبوكريف) لأن الأولى متفقة مع التعليم الشفوي. التعليم الشفوي والعهد الحديد قطعة واحدة لا قطعتان. هذا هو تقليد الكنيسة، وكلمة "تقليد" لدى البروتستانت مرادفة لكلمة "هرطقة" أو "خطيئة" أو "بطلان".
هذا باختصار. لكن لا بد من ذكر بعض التفاصيل الموضحة فيما يلي:
الكنيسة الأرثوذكسية، تؤمن بأن الكنيسة هي جسد المسيح وأن المسيحيين هم أعضاء هذا الجسد ورأسه المسيح. يصير المسيحي مسيحياً أي عضواً في جسد المسيح، أي الكنيسة، بالمعمودية الإلهية.
أما البروتستانتية، فترى أن الكنيسة هي مجموعة المؤمنين بالمسيح وهذا يشمل المؤمنين المعروفين والمجهولين معاً. العضوية في الكنيسة تصير بمجرد إعلان الإنسان لإيمانه الشخصي بالمسيح وقبوله مخلّصاً له. المعمودية هي مجرد رمز للإيمان بالمسيح والصيرورة عضواً في الكنيسة.
وفي سياق اخر، ترأس صاحب الغبطة البابا ثيودروس الثاني بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا القداس الإلهي البطريركي في دير رقاد والدة الإله بكالاماتا في اليونان. بمشاركة من بطريركية الإسكندرية كل من المتروبوليت غفرائيل مطران ليوندوبوليوس (الاسماعيلية)، المتروبوليت جيورجيوس مطران غينيا والمُعْتَمَد البطريركي في اليونان، المتروبوليت ملاتيوس مطران قرطاجة وشمال أفريقيا (تونس)، والأسقف برودروموس أسقف توليارا وجنوب مدغشقر. وكذلك مطارنة من إسبرطة.
بعد القداس الإلهي، خاطب المتروبوليت خريسوستوموس مطران ميسينيا البابا ثيودروس بطريرك الإسكندرية، معربًا عن شكره على قبوله الكريم للدعوة لإنارة الاحتفال بحضوره. كما أعرب عن امتنان وفرح رجال الدين والأراخنة والمؤمنين. كما تمنى للبطريرك مباركة العذراء ليقود الشعوب والأمم إلى نور الإنجيل.
مضيفًا: "إننا نرحب بكم كبابا وبطريرك التقاليد والمحبة، ولكن أيضًا كحامي متواضع للأرثوذكسية والهيلينية في أرض أفريقيا البعيدة، ونرحب بكم في مكان يتميز بالنضال من أجل حرية أمة يسكنها محبو الهيلينيون، التقدميون والمتحررون". وشدد أيضًا على:"أنه في أوقات النزعات الانقسامية المفرطة على أسس عرقية، يقف الباب البطريرك دائمًا كأخ حقيقي يدافع عن وحدة جسد الكنائس وهو الشخص الذي يعرف كيف يحب ويكرم الجميع في أوقات العداء والجحود". وختم كلمته بطلب البركة البطريركية على رعيته.
في رده تحدث البابا اثيودوروس عن الصورة المقدسة للوالدة الإله الكلية القداسة. وأعرب عن تأثره العميق بزيارته إلى ميسينيا بعد 32 عامًا من زيارته الأولى. وطلب من متروبوليت ميسينيا كريسوستوموس وكهنة ميسينيا والأراخنة وشعب ميسينيا أن يصلوا من أجله.
ثم بمنح صاحب الغبطة خريسوستوموس مطران ميسينيا وسام الرسول مرقس. كما قدم له أيضًا إنجلبيون (ميدالية معلقة بسلسة بها أيقونة في المنتصف).
بعد ذلك، قدم رئيس البلدية لغبطته المفتاح الذهبي للمدينة، ونسخة من بالإضافة أيقونة عظمية منقوشة للسيدة العذراء مريم.
تلا ذلك تطواف كبير للأيقونة المقدسة العجائبية للعذراء مريم في الشوارع المركزية للمدينة، شارك فيه آلاف المصلين.