كيف يؤثر انفصال ولاية تكساس على أسعار النفط العالمى؟

قضية جديدة جعلت أنظار العالم يتجه إليها حاليًا وسط ما يعج به من قضايا ساخنة واستطاعت أن تثير جدلًا عالميًا واسعًا في وقت قصير، وهي ما قامت به ولاية تكساس من مطالبات للانفصال عن أمريكا، وما يحمل ذلك من تبعات ليس على أمريكا وحدها بل على العالم أجمع.

إذ هددت الولاية بالانفصال عن أمريكا، وذلك بعدما تصاعدت حدة الخلاف بينها وبين الحكومة الفيدرالية إثر قرار المحكمة العليا إزالة الأسلاك الشائكة على الحدود مع المكسيك ومعها، إذ اختلف كل من الحزب الحمهوري "حزب دونالد ترامب" والحزب الفيدرالي "حكومة جو بايدن" على قضية الهجرة إليها.

ولا تتصاعد المخاوف من دعوات الولاية للانفصال من اشتعال حرب أهلية في الولايات المتحدة فقط، بل يتطرق الأمر إلى تأثير هذا الخلاف الداخلي على العالم أجمع باعتبار أمريكا دولة استطاعت أن تحصد لقب "القوى العظمى" في العالم لسنوات طوال، واستطاعت بهيمنتها وقوتها أن تسيطر وتتحكم في العديد من اقتصاديات الدول المجاورة، والقرارات المصيرية حول العالم، فهل اقتربت نهاية إمبراطوريتها، وما تأثير انفصال هذه الولاية تحديدًا إذا وقع عليها وعلى العالم.

أهمية تكساس

وتعتبر ولاية تكساس ثاني أكبر ولاية من حيث المساحة بعد ألاسكا، ويتجاوز عدد سكانها 30 مليون نسمة، لتنضم بذلك إلى ولاية كاليفورنيا باعتبارها الولاية الأخرى الوحيدة التي وصلت إلى الثلاثينات.

كما تعد تكساس مركز الطاقة في الولايات المتحدة ومن أكبر المراكز في العالم، إذ أنها تشتهر بإنتاجها الكبير للنفط والغاز الطبيعي، ويمثل إنتاجها 42% من النفط الخام و27% من إنتاج الغاز الطبيعي على مستوى الولايات المتحدة، كما أنها تقوم بتكرير حوالي ثلث النفط في الولايات المتحدة سنوياً.

 ويتركز في هذه الولاية أيضًا العديد من مراكز الصناعة والتمويل، كما تحوي العديد من المراكز الحضرية الضخمة التي تعزز الحياة الثقافية العالمية، ويعتمد اقتصاد الولاية بشكل كبير على النفط والغاز.

ويحتل اقتصاد تكساس المرتبة التاسعة بين الأكبر في العالم ليعد اقتصادًا عملاقًا متفوقاً في ذلك على العديد من البلدان مثل روسيا وإسبانيا وأستراليا، إذ أنه يساهم بشكل كبير في قوة أمريكا وازدهارها بشكل عام.

وأمام هذا الإنتاج الضخم من الطاقة الذي تتمتع به ولاية تكساس والأهمية الاقتصادية الضخمة، هل سيتأثر العالم حال انفصلت عن الولايات المتحدة الأمريكية.

عميد كلية الاقتصاد: الانفصال غير وارد حاليًا ولكنه حتمي

يوضح الدكتور محمود السعيد، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة لـ"الدستور"، أن انفصال تكساس عن الولايات المتحدة هو أمر غير وارد على المدى القريب، ولكن على المدى البعيد فهو أمر حتمي، مشيرًا إلى أن التاريخ يؤكد أن كل الولايات أو الاتحادات استمرت لفترات مهما قلت أو طالت ثم  انفصلت بعد ذلك، وهو ما يؤكد أن إمبراطورية القطب الواحد ا لتي عاشت بها الولايات المتحدة الأمريكية لن تظل طويلًا.

وتابع السعيد بقوله، إنه في الوقت الحالي فالولايات المتحدة حريصة على الاتحاد فيما بينها، وهذه سياسة اتبعتها منذ بدايتها، وما يحدث هذا ما هو إلا بعض المشاجرات والاختلافات السياسية الطبيعية التي ما تلبث أن تأخذ وقتها وتنتهي.

كما أكد أنه على الوجه الآخر يسعى العالم أن يكسر مفهوم  القطب الواحد للقوى، وهو أمر إيجابي من شأنه أن يحقق المزيد من السياسات العادل خاصة نحو الدول النامية، وذكر أن من بين مظاهر بعض الدول للقضاء على القطب الأوحد للقوى دول "البريكس"التي كان أحد أسباب إنشائها الرئيسية هذا السبب تحديدًا.

أما عن أسعار النفط العالمي ومدى تأثرها حال وقع انفصال تكساس عن الولايات المتحدة أوضح عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية أنه لن يتأثر بشىء، مشيرًا إلى أن الاحتياطي العالمي سيكون نفسه لا يتغير، أما التأثيرات نتيجة ذلك ستكون على مستوى الولايات المتحدة نفسها وليس الدول الأخرى- حسب وصفه.

  دعوات ليست جديدة

جدير بالذكر أنه في تسعينيات القرن الماضي، ادعت مجموعة أطلقت على  نفسها اسم "جمهورية تكساس" أن الولاية لم يتم قبولها بشكل قانوني في الولايات المتحدة، وبالتالي فهي تشكل أمة خاصة بها يمكنها الاستقلال.

وفي عام 1997 دخلت الحركة بقيادة زعيمها ريتشارد ماكلارين في مواجهة مع الشرطة معتقدًا أن الولاية تكساس قد تم ضمها بشكل غير قانوني من قبل الحكومة الفيدرالية. أما في عام 2005، أنشأ دانييل ميلر، وهو مستشار تقني مقيم في هولندا، حركة تدعى تكساس القومية، وذلك بهدف تعزيز الانفصال من خلال وسائل أكثر سلمية.