مدير كرسي "الألكسو" في خدمة الطفولة: الرائد يعقوب الشاروني سيظل خالدا في تاريخ أدب اﻷﻃﻔﺎل
قال الروائي وكاتب أدب الطفل ومدير كرسي "الألكسو" في خدمة الطفولة، إيهاب القسطاوي، إن رائد أدب الطفل يعقوب الشاروني شخصية معرض الطفل في الدورة ال 55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، سيظل خالدا في تاريخ أدب اﻷﻃﻔﺎل باﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮبي، وهو صاحب مشروع ثقافي متكامل لم يقتصر عائده على الساحة الثقافية فحسب، بل امتد تأثيره على نواحى المجتمع بأسره لعقود طويلة، بما شمل التعليم والإبداع، فضلا عن المنجز الإبداعي الموجه للأطفال.
وأضاف الروائي والكاتب إيهاب القسطاوي، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن من السمات البارزة التي كانت تميز الأديب يعقوب الشاروني، التواضع حيث كان سمة ملازمة له، إلى جانب عفويته وبساطته، فتلك السمات كانت كفيلة بأن يكون محل تقدير من الجميع وهو صاحب عمل إبداعي جاد.
وأشار إلى أن من أهم المؤلفات التي يعتز بها ومحفورة في ذاكرته منذ الطفولة من أدب الرائد الأيقونة يعقوب الشاروني، قصة "مُفاجأة الحفل الأخير" ضمن سلسلة المكتبة الخضراء، قائلا" كان ينتابني إحساس قوي بأننى أحمل العالم بأسره بين طيات يدي، حين تبدأ رحلتى للعالم السحري، فأجوب شوارع وأزقة وحارات الحكايات، ممتطيا صهوة جواد الخيال الجامح، حاملا قنديل الحلم، الذي مازال ينير دروبي حتى الآن".
وعن لقاءاته بالرائد يعقوب الشاروني، قال” بالفعل قد التقيت به في مركز توثيق وبحوث أدب الطفل، ودار بيننا حديث ودي للغاية، وكنت مندهشا من مدى اطلاعه الواسع على كل ما يخص أدب الطفل، لدرجة أنه قال لي إنه يتابع مقالي الأسبوعي فى جريدة الأخبار، ولا أنسى ابتسامته عندما قال لي مداعبا: حتى فى مقالاتك يظهر أسلوبك القصصي، وقد أثنى على إحدى كتبي؛ ما شجعنى كثيرا".
وحول رسالته لكتاب العالم العربي الذي يرغبون الدخول في مجال أدب الطفل، لاسيما ما يتمتع به أدب الشاروني من أسلوب فذ، قال الروائي وكاتب أدب الطفل إيهاب القسطاوي" إن كاتب الأطفال، إذا كان لا يملك، ما يملكه من يكتب لهم من صدق وعفوية وبراءة، لن يقنعهم".
وبشأن فن المسرح، والتأكيد على رأي الأستاذ الشاروني أن المسرح وسيلة للتغيير، قال القسطاوي"يعد المسرح من أهم الوسائط الثقافية في تربية الأطفال والناشئة، لما يحويه داخل طياته من معان وقيم وأنماط جمالية، تعمل كلها على بلورة شخصيته".
وأضاف" يعد الكاتب الكبير يعقوب الشاروني، صاحب مشروع ثقافي متكامل لم يقتصر عائده على الساحة الثقافية فحسب، بل امتد تأثيره على نواحى المجتمع بأسره لعقود طويلة، بما شمل التعليم والإبداع، فضلا عن المنجز الإبداعي الموجه للأطفال".
وتابع" أرى أن مهمتنا ليست تقديم محتوى مفيدا للأطفال فحسب، بل احترام عقولهم أيضا، لقد حان الوقت لولادة هوية جديدة، تركز على اهتمامات وتطلعات الأطفال اليوم، وتعبر عنهم، وتقدم لهم مادة تربوية جريئة وعصرية في طرحها".
اتسام أديب الأطفال باتساع الأفق ورحابة التفكير والموسوعية
وأكد ضرورة اتسام أديب الأطفال باتساع الأفق ورحابة التفكير والموسوعية، مضيفا" أنه من المفترض أن يسفر أدب الأطفال عن تكوين شخصية مستقلة مسؤولة ناضجة مبدعة، ومهمة الكاتب الأساسية هي خلق جيل واع، لذا يتعين على المتخصص في أدب الطفل أن يتسم بالإبداع، ويلم بأساليب مخاطبة الطفل".
وشدد على أن الخيال الذي يقدم في قصص الأطفال لابد أن يشتمل على القيم والسلوكيات الإيجابية، ويحث على التأمل في المستقبل والابتكار.
وحول تعليقه على مقولة الأديب يعقوب الشاروني "أنا أجمع 500 معلومة كي أكتب للطفل قصة بها 50 معلومة"، قال القسطاوي "إذا أراد الكاتب أن يكتب جيدا عليه أن يقرأ جيدا، فالقراءة وعي".
وأكد أهمية تضمين فنون أدب الطفل (قصة/شعر/ …) في المناهج التعليمية من الروضة حتى الصف الثالث الثانوي، مشيرا إلى توظيف أدب اﻷﻃﻔﺎل في تنمية قدرات الطلاب على الفهم لأن أدب اﻷﻃﻔﺎل يعد ركيزة أساسية في تعزيز ﺑﻨﺎء اﻟﻄﻔﻞ ﺑﻨﺎءا ﺟﻴﺪا، ﺳﻠﻴﻤﺎ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻣﻦ الجوانب المختلفة: اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ، اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ، اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ".