الخوف من الائتلاف المتطرف.. كلمة السر وراء خطاب نتنياهو المتشدد بشأن الهدنة
كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يعمل على تشديد خطابه العلني بشأن الخطوط الحمراء التي وضعها بخصوص صفقة المحتجزين والهدنة المحتملة بهدف دفع "حماس" إلى وقف المفاوضات، الأمر الذي سيسمح لإسرائيل بمواصلة الحرب في غزة بينما يلقي اللوم في انهيار المحادثات على "حماس".
سر خطابات نتنياهو المتشددة
وقال مسئول إسرائيلي إن نتنياهو كرر في الأيام الأخيرة أن صفقة المحتجزين لن تؤدي إلى نهاية الحرب في غزة أو حتى خروج القوات الإسرائيلية أو إطلاق سراح الآلاف من الفلسطينيين، حيث تأتي خطابات نتنياهو المتشددة في ظل الضغط المكثف من الحلفاء السياسيين في اليمين المتطرف.
وتصر "حماس" على أن أي اتفاق ينهي الحرب وألا يتم التفاوض عليه تحت إطلاق النار.
وحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتمع يوم الأربعاء مع 26 ممثلا عن 18 عائلة في القدس لا يزال أقاربهم محتجزين في غزة.
وقال نتنياهو للعائلات: "إننا نبذل قصارى جهدنا لتحرير المحتجزين"، مضيفًا أنه كلما كانت هذه الجهود علنية أصبحت بعيدة، وكلما كان الأمر أكثر سرية زادت فرص نجاحها".
تفاصيل الاقتراح الجديد لصفقة تبادل المحتجزين
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، إن هناك اقتراحا قويا لصفقة المحتجزين الثانية والتي من شأنها أن تسمح بتوقف أطول بكثير للحرب بين إسرائيل وحماس عما حدث خلال الاتفاق الأول في نوفمبر.
وقالت أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك: "أمام حماس الآن خيار يتعين عليها اتخاذه، يمكنها أن تستمر في حفر الأنفاق، والتخطيط لهجومها المقبل، أو يمكن لحماس إلقاء أسلحتها وقبول الاقتراح المطروح على الطاولة لإطلاق سراح كل المحتجزين".
وقالت جرينفيلد: "الاقتراح المطروح على الطاولة قوي ومقنع، مضيفة إنه يتصور هدنة إنسانية أطول بكثير مما رأيناه في نوفمبر، وسيسمح بإخراج المحتجزين وإيصال المزيد من الغذاء والمياه والأدوية المنقذة للحياة إلى غزة".
وتابعت: "هذه مفاوضات حساسة للغاية، لذا لن أخوض في كل التفاصيل هنا، لكن يمكننا أن نتفق جميعا على أن هذا من شأنه أن يغير الوضع على الأرض، ومن شأنه أن يقرب الأطراف من وقف الأعمال العدائية الذي نرغب فيه جميعا.
وكانت القاهرة والدوحة قد نجحتا في ساطة قادت للتوصل إلى اتفاق في نوفمبر أدى إلى توقف الحرب لمدة أسبوع، مقابل إطلاق سراح 105 من المحتجزين الـ 253 الذين احتجزهم حماس خلال هجوم 7 أكتوبر الذي قادته حماس.
هدنة من ثلاث مراحل
وقال مسؤول كبير من حماس لرويترز إن اقتراح وقف إطلاق النار في غزة يتضمن هدنة من ثلاث مراحل، تطلق خلالها حماس سراح المدنيين المتبقين من بين المحتجزين الذين تم أسرهم في 7 أكتوبر، ثم الجنود، وأخيرًا جثث المحتجزين القتلى، ومن المتوقع أيضًا أن تطلق إسرائيل سراح السجناء الأمنيين الفلسطينيين المسجونين، كما فعلت في الصفقة الأولى، ولكن هذه المرة، من المتوقع أن تكون الأعداد أكبر وأن تشمل آخرين ملطخة أيديهم بالدماء.
وكانت إسرائيل حذرة بشأن الوضع، على عكس الرسائل المتفائلة الصادرة عن واشنطن، وعملت الولايات المتحدة جنبًا إلى جنب مع قطر ومصر للتوصل إلى اتفاق ستة من الأسرى المتبقين يحملون الجنسية الإسرائيلية الأمريكية المزدوجة.