رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مؤسس مشروع «إحياء الموسيقى»: المصرى القديم وظَّف الفن فى عباداته

معرض القاهرة الدولي
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024

قال الدكتور خيرى الملط، أستاذ بكلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان ومؤسس المشروع القومى لإحياء الموسيقى المصرية القديمة، إن المشروع خرج إلى النور عام ٢٠٠٠ بعد ١٢ عامًا من البحث عن الهوية فى جنوب مصر، و«لم يسبقنا فى هذا المجال أحد، سواء من علماء المصريات الأجانب أو المصريين».

وعقدت إدارة معرض القاهرة الدولى للكتاب ندوة فى القاعة الرئيسية بعنوان «الموسيقى والغناء فى مصر القديمة»، أدارها الإعلامى حسام الدين حسين، وشاركت بها نيفين خيرى الملط، طالبة الدكتوراه فى جامعة فراى ببرلين.

وأضاف «الملط»: «تناول المشروع قسمين، الأول أكاديمى يتناول الموسيقى المصرية القديمة علميًا، ويهدف إلى إنشاء أول دبلومة فى الموسيقى المصرية القديمة، وقد تم تمويلها من البنك الدولى بمجرد الإعلان عنها وحظيت بالاهتمام من جهات عدة، والقسم الثانى كان ثقافيًا وجرى تمويله من الاتحاد الأوروبى».

وأوضح «الملط» أن الدبلومة كانت تشمل فصلين دراسيين، يتناولان مواد ثقافية تهدف إلى نشر هذه الثقافة وفهم الهوية القومية الثقافية فى هذا المجال.

وتطرق فى حديثه إلى الأنشطة الموسيقية فى المجتمع المصرى القديم، سواء الدينية أو الدنيوية، وقال: «إن الكهنة هم الذين يتحملون المسئولية الكاملة عن الموسيقى، بداية من وضع المناهج والمقررات للطلاب، حيث كانت كل دار عبادة تحتوى على فصول لتعليم الموسيقى، وكان اهتمام الكهنة يتمثل فى الحفاظ على خصوصية الموسيقى المصرية وتأثيرها ببعض القوميات التى عاشت فى مصر».

وأوضح أن هناك إشارات وتوجيهات خاصة لكل عازف، وأن الموسيقى المصرية تتفوق على موسيقى العالم، وأنه فى أوروبا فى القرون الأولى حتى السابع الميلادى كانت لديهم فقط آلتان أو ثلاث آلات، فى حين كانت الآلات فى مصر فى أوج تطورها، سواء من حيث الصنع والمواد وتطوير الآلة لتصل إلى ٢٢ نغمة.

وأضاف: «كانت الفرق الأجنبية والمصرية تشارك فى المناسبات والاحتفالات القومية، حيث كانت قبائل آسيوية وإفريقية تشارك فى العزف والغناء والرقص، وفى الأعياد والاحتفالات القومية والدينية، يتحرك الأوبريت من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر بآلات العود والفرق الراقصة سنويًا فى شهر الفيضانات».

وعن مظاهر الغناء فى المناسبات الاجتماعية، عرض «الملط» مجموعة من الصور التى تعكس اهتمام المصريين القدماء بالموسيقى فى حياتهم الاجتماعية، مثل صورة لزوج نبيل بصحبة زوجته على السرير، حيث كانت تعزف على الهارب، وتحت السرير يوجد الطعام والشراب.

وأشار إلى إيمان القدماء المصريين بدور الموسيقى فى تحفيز إدرار اللبن، الذى تم تأكيده من خلال الدراسات الحديثة، حيث أظهرت أن الموسيقى تعزز إدرار اللبن بنسبة تتراوح بين ١٥ و٢٥٪.

وعرض صورة لأم ترضع طفلها ويترافق ذلك مع الغناء والعزف على الهارب، كما استعرض صورًا تظهر دور الموسيقى فى مختلف جوانب الحياة، مثل عملية الحصاد وصيد السمك والاسترخاء، وأكد أن المكفوفين كانوا يشكلون عددًا كبيرًا من المنشدين والعازفين فى مصر القديمة.