متخصصون: إسرائيل عرفت قوة مصر والعرب بعد نصر أكتوبر العظيم
استضافت قاعة «فكر وإبداع» فى سادس أيام الدورة الخامسة والخمسين بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، ندوة بعنوان «حرب أكتوبر ١٩٧٣.. كيف حققت مصر الانتصار؟»، بمشاركة كل من الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصرى للفكر للدراسات الاستراتيجية، والدكتورة دلال محمود، أستاذ العلوم السياسية، واللواء مجدى حجازى، رئيس أركان قوات الدفاع الجوى سابقًا، واللواء الدكتور محمد قشقوش، أستاذ الأمن القومى بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا.
وأدار الندوة الكاتب الصحفى محمد مصطفى شردى، الذى أشار إلى أن الاستعداد لحرب أكتوبر لم يكن سهلًا، ولم يكن هناك بديل عن النصر رغم التحديات، موضحًا أن الطيارين المصريين خلال حرب أكتوبر حققوا ما يمكن تسميته بـ«المعجزة»، ونجحوا فى صناعة ملحمة مهدت طريق النصر أمام باقى القوات، مع الاعتماد على طائرات الجيش المصرى التى كانت فى ذلك التوقيت لا تضاهى الطائرات الإسرائيلية الحديثة.
وأشار «شردى» إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان منفتحًا على الحوار مع الآخر، ما مهد الطريق إلى إبرام اتفاقية سلام، مؤكدًا أن هذا الأمر يحتاج إلى كثير من التأمل.
من جهته، قال اللواء الدكتور محمد قشقوش، إن النصر الكبير فى حرب أكتوبر يُقيم على أنه «انتصار عظيم»، نظرًا لقوة العدو وإمكاناته التى كانت أعلى من قدرات مصر آنذاك.
وأوضح أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات أرسى مبدأ مهمًا، وهو أن الأرض المصرية أرض مقدسة لا يمكن التفاوض عليها، مشيرًا إلى أن القادة العرب لو حضروا «مؤتمر مينا هاوس» لما كان هناك أى تقسيم للأراضى الفلسطينية.
فيما أوضح اللواء مجدى حجازى، إلى أن مصر لم تكن لديها إدارة مستقلة بقوات الدفاع الجوى داخل الجيش قبل نكسة ١٩٦٧، بل كانت قوات الدفاع الجوى فى ذلك التوقيت تتبع عدة إدارات أخرى، حتى جاء قرار رئيس الجمهورية عقب النكسة بتشكيل قوات الدفاع الجوى كإدارة مستقلة داخل الجيش، مع توفير المعدات والتسليح المناسب لها.
وقال: «حرب الاستنزاف استمرت فى ظل مناوشات مستمرة مع الجيش الاسرائيلى، وكان لقوات الدفاع الجوى دور مهم فى هذه الحرب، بعدما تم تزويدها بالصواريخ التى كانت بمثابة صدمة للجانب الإسرائيلى لم يكن يتوقعها، لتواصل هذه القوات إسقاط طائرات العدو».
من جانبها، قالت الدكتورة دلال محمود إن المفهوم السائد عند العدو الإسرائيلى عن العرب قبل نصر أكتوبر المجيد، هو أن العرب شعوب سلبية ولا يمكنها مواجهة إسرائيل، لأنها شعوب غير قادرة على التخطيط أو المواجهة، ولا يستطيعون فعل شىء سوى الكلام.
وأضافت: «المفهوم الإسرائيلى عن مصر والعرب تغير تمامًا، بل تحطم، عقب انتصار أكتوبر العظيم، لأن إسرائيل لا تفهم غير لغة القوة وتخشى منها، وهو ما حدث منذ حرب أكتوبر ١٩٧٣، ومنذ ذلك التوقيت وإسرائيل تسعى لتجنب حرب أكتوبر جديدة».