أيمن سلامة: قرار محكمة العدل يعد بمثابة إدانة أولية بارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية
أشاد الدكتور أيمن سلامة، خبير القانون الدولي، بقرار محكمة العدل الدولية المتقدم الذى صدر أمس الجمعة عن المحكمة فى لاهاي بإجماع شبه كاسح، قائلًا إن القاضية الخاصة فى المحكمة الإسرائيلية انحازت لآراء أغلبية المحكمة فى عدد من الأوامر الخاصة بالتدابير التحفظية ضد دولتها إسرائيل، وكذلك رئيسة المحكمة الأمريكية الجنسية انحازت أيضًا لأغلبية قضاة المحكمة فى هذا القرار التاريخي غير المسبوق وفى زمن مسبوق وفى فترة زمنية قصيرة جدا بالنظر فى صعوبة إثبات القصد الخاص بارتكاب الجرائم الدولية كل وهى جريمة الإبادة الجماعية.
وأضاف سلامة فى تصريح لـ"الدستور"، أن محكمة العدل الدولية رفضت جميع المزاعم والدفوع الإسرائيلية وفى الصدارة منها الدفع الإسرائيلي بعدم اختصاص المحكمة القضائي بالنظر والفصل فى دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، مشيرًا إلى أن رفضت أيضًا المزاعم والأباطيل الإسرائيلية بأن إسرائيل لم ترتكب جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين ولكن كانت تدافع عن نفسها بموجب مسئوليتها فى حماية الإسرائيليين.
وضعت إسرائيل والدول التي تساعدها فى مأزق حرج
وأشار إلى أنه يمكن الزعم بأن قرار محكمة العدل الدولية القضائي، أمس، أنها مختصة ولائيًا بالنظر وقبول دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، فضلًا عن التدابير الاحترازية العديدة التى فرضتها أمس، وهى صدرت فى شكل أمر قضائي ملزم لإسرائيل، موضحة أنه يمكن الزعم أيضًا بأن ما صدر عن المحكمة يعد بمثابة إدانة أولية بارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية.
وتابع: وبالرغم أننا مازلنا فى المرحلة الأولية من النظر فى الدعوى لكن يمكن القول إن المحكمة فى نهاية المطاف وبعد أن تقوم جنوب إفريقيا بتثبيت وتعضييد وتوثيق أدلة دامغة أخري، فضلًا عن الأدلة المعقولة الكافية التى استندت عليها المحكمة أمس الجمعة، ويمكن الزعم بأنه فى نهاية المطاف ستقوم المحكمة بإصدار قرارها القضائي النهائي البات بأن إسرائيل ارتكبت جريمة الإبادة الجماعية.
وأكد خبير القانون الدولي، أن محكمة العدل الدولية، وهى جهاز قضائي محايد وليس جهازًا سياسيًا تغلب عليه المصالح السياسية للدول، وضعت إسرائيل وكل الدول المتآمرة معها، والتى تساعدها وتشترك معها فى جريمة الإبادة الجماعية فى مأزق حرج أمام الرأي العام العالمى والمجتمع الدولي بأسره.