ندوة لمناقشة المشروع السردي لـ يحيى حقي.. نقاد: "اعتاد كسر توقعات المتلقي"
شهدت قاعة "الصالون الثقافي" ندوة لمناقشة المشروع السردي للكاتب المصري الراحل يحيى حقي، أدارت الندوة سارة حازم، وألقى كل من أستاذ الأدب العربي خيري دومة، والناقد يسري عبد الله، والروائي والقاص منتصر القفاش كلمة عن الأديب الكبير.
وجوه متعددة
وتحدّث النقاد، عن الوجوه الإبداعية المتعددة لـ يحيى حقي وأوجه تفرده وتميزه، فأشار الناقد خيري دومة إلى أن يحيى حقي اتسم في مشروعه الإبداعي بالبحث عن الهوية المصرية، إذ نجد ثنائية التراث والحداثة حضرة بقوة في عمله، وكثيرًا ما اهتم بمناقشة القسمة القاتلة التي تعاني منها الثقافة المصرية.
وتحدث “دومة” عن السمات المميزة لأسلوب يحيى حقي، مشيرًا إلى أن التفاصيل تحتل جزءًا مركزيًا بأعماله، كما أنه يجمع بين التراجيديا والفكاهة في معظم قصصه، ويجمع أيضًا ما بين البساطة والتركيب، ويعتد بالحديث عن الحياة اليومية جنبًا إلى جنب مع الاعتداد بالشعر.
الكتابات النقدية
من جانبه، تحدث القاص والروائي منتصر القفاش، عن الجانب النقدي عند يحيى حقي، مؤكدًا أن كتاباته النقدية لا تقل أهمية عن الكتابات الروائية والقصصية، وأنها من أهم ما كُتب في فن المقال بالأدب العربي بمختلف المجالات من سينما وشعر ومسرح وأدب.
وقال “القفاش” إن يحيى حقي لا ينطلق في كتاباته النقدية من مقولات نظرية، وإنما من خبرة حقيقية تأتي من مشاهداته وقراءاته، فقد كان يحاول أن يستبصر الخبرة النقدية في كتاباته النقدية، وهذا هو سبب أنها ما زالت حية وتتسم بالحيوية، فضلًا عن أنه يبدو وكأنه يخاطب القارئ مباشرة في مقالاته ويهتم بالحوار معه بأبسط الطرق.
وتطرق إلى رأي “حقي” فيما يتعلق بفن القصة القصيرة، فهو يقول إنها فن المقدمات المحذوفة ويرى أن القصة تبدأ بعد المقدمة سواء حذفنا أو تجاوزنا مرحلة المقدمات، وأنه من الأشياء الجميلة في كتاباته النقدية أنه يعطي أمثلة بما يقصده ليوضح معنى المقدمات المحذوفة وأهمية ألا تشرح القصة أكثر من اللازم، وأن تجعل القارئ يستبطن ويرى ما بين السطور وما هو مكثف في العمل.
مشروع ملهم.
وأشار الناقد يسري عبد الله، إلى أن محور السرد العربي في ندوات معرض القاهرة الدولي للكتاب ذو أهمية كبيرة، والتطرق إلى مشروع يحيى حقي يعد ملهمًا لأجيال عدة، فقد كان الكاتب الراحل غير محتكم لصخب الأيدولوجيا، إذ لم يعتمد على المقولة أكثر من الموقف السردي ولم تكن الكتابة عنده بيانا سياسيا.
وأضاف “عبدالله” أن مشروع الكاتب الراحل ملهم لأنه لم يكن فقط يمزج بين الفصحى والعامية ولكنه كان يكسر أفق التوقع عند المتلقي لكسر إيقاع اللغة الكلاسيكية، وكان يعمد إلى كسر أفق التوقع لدى المتلقي علاوة على اعتماده على بنية المفارقة الساخرة وهي من التقنيات المركزية في أدب يحيى حقي.