مناقشو «الذكاء الاصطناعى فى دراما السينما والتليفزيون»: الإبداع البشرى لن ينتهى
شهدت قاعة «فكر وإبداع» بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، أمس، ندوة لمناقشة كتاب «الذكاء الاصطناعى فى دراما السينما والتليفزيون والمنصات»، من تأليف نسرين عبدالعزيز، أستاذة الإعلام والدراما المساعد بأكاديمية الشروق، والصادر حديثًا عن «دار العربى للنشر والتوزيع».
وناقش المؤلفة كل من: هويدا مصطفى، أستاذة الإعلام والعميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمرو عابدين، رئيس قناة «النيل للدراما».
وأدارت المناقشة الإعلامية هبة حمزة، التى قالت فى إطار تقديمها للندوة، إن الأعمال الخيالية التى تصور التأثير الكبير للذكاء الاصطناعى صارت حقيقة ملموسة، الأمر الذى جعل التخوفات من قضاء الآلة على الفكر البشرى مشكلة واقعية، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعى صار يستخدم فى مختلف المجالات، ومع التطورات الحديثة مثل «شات جى بى تى» تعززت المخاوف من تهديد التطورات التكنولوجية لصناعة الدراما والتليفزيون، وهو ما يركز عليه الكتاب، موضوع المناقشة.
وفى كلمتها، قالت مؤلفة الكتاب نسرين عبدالعزيز إن الدراما هى لسان حال المجتمع، ولها أثر كبير فى وعى الجمهور حسب النهج الذى يسير عليه صناع الدراما، لافتة إلى أنه مع دخول الذكاء الاصطناعى إلى مختلف المجالات يثار السؤال عن إمكانية أن يحل الذكاء الاصطناعى محل صنّاع الدراما، وهى الصناعة القائمة على الشعور البشرى.
وأوضحت أن الذكاء الاصطناعى بدأ يدخل فى كتابة الأعمال الدرامية، وإن كان بشكل محدود حتى الآن، لافتة إلى أنها حرصت على مناقشة حدود التأثير والوجود. وأضافت: «انتهى الكتاب إلى أن الدراما صناعة إبداعية، لذا فلن ينهى الذكاء الاصطناعى الإبداع البشرى»، مبينة أنها فى مناقشتها مع الخبراء توصلت إلى أن العالم يمر بمرحلة وسطية؛ ويحب التوازن بين الإبداع البشرى واستخدام التكنولجيا الحديثة. فيما نوه عمرو عابدين، رئيس قناة «النيل للدراما»، إلى أن الذكاء الاصطناعى يحمل أخطارًا وتهديدات مرعبة، لكنه مع ذلك لن ينهى الدور البشرى، مشيدًا بالكتاب ودوره فى مناقشة هذه القضية المهمة، من خلال المزج بين الدراسة الأكاديمية والممارسات الفعلية وآراء الخبراء. أما الدكتورة هويدا مصطفى، العميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة، فقالت إن الكتاب يطرق منطقة مهمة لا توجد حولها دراسات كافية، منها أن كل تطبيقات الذكاء الاصطناعى تتسارع فى تطورها، منوهة إلى أن الكتاب يعطى فكرة كبيرة عن صناعة الدراما وعلاقتها بالتطبيقات الحديثة.
وأضافت: «ما يميز الكتاب هو الجمع بين الجانبين النظرى والعلمى، فضلًا عن الاهتمام بدراسة مردوده عند الجمهور»، مشيدة بالدراسة المتعمقة التى أجراها الكتاب لمعرفة أثر الذكاء الاصطناعى على صناعة الدراما، مؤكدة أن قيمة الكتاب تكمن فى فتح المجال لدراسة الإشكاليات المهمة والملحة.
واستطردت: «الإشكالية، التى تحتاج إلى مناقشة تتصل بأخلاقيات تنظيم الاتصال الرقمى والقواعد والضوابط اللازمة له، وأظن أن الذكاء الاصطناعى قد يغير المشهد لكنه لن يلغى الإنسان، فبالتأكيد سيؤدى إلى تطوير الصناعة وسيخلق فرصًا بمجالات جديدة، وهو ما يحتاج إلى التأكيد على أخلاقيات الذكاء الاصطناعى وحدود استخداماته».