بطولة المفاجآت.. كوت ديفوار عاد لينتقم.. وطريق الفراعنة مفتوح
هل تغيرت خريطة الكرة الإفريقية؟!
هل تراجعت الكرة العربية ونجومها الكبار رياض محرز ومحمد صلاح؟!
أسئلة كثيرة فرضتها بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليًا في كوت ديفوار بعد انتهاء مباريات الدور الأول، والتي شهدت سقوط الكبار وانتفاضة الصغار وفشل محمد صلاح ورياض محرز في خطف الأنظار..
البطولة شهدت مفاجأة كبيرة وكثيرة في مقدمتها خروج بعض المنتخبات الكبيرة المرشحة للفوز بالكأس مثل الجزائر وتونس وغانا..
وأفلتت منتخبات مصر والكاميرون وكوت ديفوار بصعوبة بالغة.. وتأهلت بأقدام الآخرين، وظهر المنتخبات الثلاثة وكأنها الأسد العجوز في هذه البطولة رغم أنها من الفرق المرشحة للفوز بالكأس..
وعلى العكس فرضت منتخبات مغمورة نفسها وسط الكبار وتصدرت مجموعتها وتفوقت على منتخبات عريقة..
نجح الرأس الأخضر وغينيا بيساو وأنجولا في تقديم عروض قوية مقنعة وممتعة وتصدرت مجموعتها بجدارة.
بينما حافظ المغرب والسنغال على هبتهما الكروية وتصدرا مجموعاتهما، ويقدم نيجيريا عروضًا طيبة تدريجيًا من مباراة لأخرى.
يخطئ من يتصور أن بطولة الكان هي بداية الانقلاب الكروي في القارة السمراء، وأن الخريطة تغيرت، ولكن لا ننكر ظهور منتخبات جديدة غير مرشحة قدمت نتائج مبهرة، وسيبقي الكبار في الصورة بعد تغيير جلدهم سريعًا..
ويبقي السؤال.. ما هي أسباب تراجع الكرة العربية واختفاء نجومها؟!
تعالوا نتحدث بهدوء وبدون تعصب أو انحياز..
في البداية لا بد أن نعترف أن الكرة الإفريقية في تطور رهيب.. ولم تعد هناك منتخبات صغيرة وأخرى كبيرة.. ولا بد أن تستوعب المنتخبات الكبيرة التطور الرهيب خاصة بعد حرص كل الدول الإفريقية على وضع خطط مستقبلية لفتح الاحتراف على الكرة الأوروبية.. وبالفعل تغيرت عقلية اللاعب الإفريقي حتى في المنتخبات الصغيرة..
ولا شك أن اختفاء النجوم الكبار أمثال صلاح ومحرز وساديو مانيه في هذه البطولة لفت الأنظار.. ولكن من الواضح أن معظم النجوم الكبار يلعبون لأنفسهم ويخافون من الإصابات، حتى لا يفقدوا مكانتهم مع أنديتهم وتتأثر عقودهم..
ووضح ذلك من طريقة اللعب الفردية من أجل الاستعراض وإثبات الوجود فقط.. ولا يبذلون أقصى جهدهم مثلما يفعلون مع أنديتهم.. ولا بد أن يعيدوا هؤلاء النجوم حساباتهم ويستعيدوا مستواهم ومكانتهم مع منتخباتهم حتى لا يتأثروا وتهبط أسهمهم في بورصة النجوم وتتراجع قيمتهم السوقية خاصة أن البطولة الإفريقية تحظي باهتمام ومتابعة كل الدول الأوروبية.
وأرفض اتهام محمد صلاح ورياض محرز بالتقصير أو الهروب من المباريات، ولكن تأثر أداؤهم بارتفاع الرطوبة والحرارة وحالة الطقس في كوت ديفوار التي أثرت كثيرًا على صلاح ومحرز، وأثرت على كل المنتخبات العربية وكانت أحد أسباب الخروج المبكر لتونس والجزائر والمستوى المتواضع لمنتخب الفراعنة.. وإن كان المغرب أفلت بصعوبة وقدم نتائج طيبة ولكن ليست بمستوى أسود الأطلسي في مونديال قطر..
ولا ننكر حق منتخبات الرأس الأخضر وغينيا بيساو وأنجولا وحتى موريتانيا التي قدمت عروضًا مبهرة، ولكن هذه الدول تجني ثمار التخطيط والتطوير..
ولا بد أن تعيد المنتخبات الكبيرة حساباتها سريعًا وتحديدًا الكاميرون ومصر وكوت ديفوار وغانا وتونس والجزائر الأسود الإفريقية العجوزة من أجل استعادة مكانتها في القارة والمنافسة بقوة وسط المنتخبات الإفريقية الصاعدة بسرعة الصاروخ..
شهدت البطولة رقمًا قياسيًا في إقالة المدربين مبكرًا، حيث تمت إقالة خمسة مدربين مع نهاية الدور الأول في مقدمتهم جمال بلماضي مدرب منتخب الجزائر - والأيرلندي كريس هيوتون مدرب غانا - والبلجيكي توم سينتفت مدرب جامبيا - والجزائري عادل عمروش مدرب منتخب تنزانيا - والفرنسي لويس جاسكيه مدرب كوت ديفوار..
وأتوقع المزيد من الإقالات بعد مباريات دور الـ16 واستمرار مفاجآت البطولة..
ولا شك أن أكبر مفاجآت البطولة هزيمة كوت ديفوار صاحب الأرض والجمهور بالأربعة أمام غينيا بيساو، ولكن أتوقع أن يستوعب لاعبو الأفيال الدرس جيدًا ويقدمون عرضًا قويًا أمام السنغال في دور الـ16 ويحققوا الفوز من أجل مصالحة جمهورهم.. وأتوقع ظهور الأفيال بمستوى أشرس بعد تأهلهم وكأنهم عادوا لينتقموا..
أما منتخب مصر فقد خدمته الظروف وأوقعته القرعة في طريق سهل، ويمكنه الفوز على الكونغو في دور الـ16 والفوز على غينيا في دور الثمانية والتأهل بسهولة للدور قبل النهائي.. ولكن بشرط بذل أقصى جهد..
وأعتقد أن طريق أحفاد الفراعنة مفتوح وسهل للوصول للمربع الذهبي والمنافسة بقوة على الكأس، ولكن المهمة صعبة ولا بد أن يبذل اللاعبون مجهودًا كبيرًا لتحسين صورة المنتخب بعد الأداء المتذبذب في الدور الأول..
وأعتقد أن المنتخب لن يتأثر بغياب محمد صلاح ولا الشناوي ولا إمام عاشور، لأن القائمة المختارة كلهم لاعبون مميزون ولا توجد فروق في المستوى بين الجميع.. ولا بد أن يستوعب فيتوريا ويختار التشكيل الأفضل المنسجم، ويكون قدر المسئولية ويعالج الأخطاء التي ظهرت في مباريات الدور الأول، ويكون مصدر ثقة وقوة للاعبين حتى لا يخسر ولا نقول له انتهى الدرس يا فيتوريا.. وحتى لا نسأله الرحيل ونوفر الـ10 ملايين جنيه راتبه الشهري..
كل التوفيق لمنتخبنا الوطني وأتوقع المزيد من المفاجآت في الأدوار النهائية للبطولة الإفريقية، وأتوقع أن تستعيد كوت ديفوار قوتها وتصل للنهائي.