وزير خارجية مصر الأسبق: الوصول لهدوء الشرق الأوسط يبدأ من وقف إطلاق النار في غزة (خاص)
تشهد منطقة الشرق الأوسط حاليًا حالة من التوتر الشديد منذ شن حركة أنصار الله "الحوثيين" هجمات على إسرائيل في البحر الأحمر يوم 19 أكتوبر من العام الماضي رغبتًا منها في الضغط عليها لوقف حربها ضد قطاع غزة التي راح ضحيتها ما يصل إلى 25 ألف فلسطيني حتى الآن.
وأعلنت الحركة منعها لمرور السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر ومضيق بابا المندب والبحر العربي، كما شنت عدة هجمات على السفن الإسرائيلية و الداعمة لإسرائيل.
وزادت وتيرة الأحداث تصاعدًا عندما تدخلت عدة دول أخرى مثل إيران وأمريكا وبريطانيا في الأحداث التي لا تزال تستمر حتى يومنا هذا ولا نعرف إلى أي مدى ستصل في المستقبل.
فوضى استراتيجية خطرة
في هذا السياق، علق السفير محمد العرابي – وزير خارجية مصر الأسبق – للدستور قائلًا إننا بهذه الفترة في حالة فوضى "استراتيجية" في إقليم الشرق الأوسط بالكامل أي أن كل دولة تحاول الحصول على مكاسب نتيجة الوضع في المنطقة مثل إثيوبيا التي تحاول الحصول على منفذ في البحر الأحمر، والحوثيون الذين يسيطرون على بعض القوافل التجارية التي تعبر من باب المندب، وإسرائيل التي تمارس عدوان ليس لها أي حق شرعي به وغيرهم من الدول الأخرى، فالأمر لا ينحصر على الأوضاع في البحر الأحمر وهو في حد ذاته أمر في "منتهى الخطورة" لأنه جعل المنطقة مثل "برميل بارود" قابل للاشتعال في أي وقت.
وتابع (العرابي) أن هذا الأمر لا يؤثر فقط على مصر واقتصادها بل أنه يؤثر على سلاسل إمداد الغذاء والتجارة الدولية وأسعار النفط والعديد من الأشياء الأخرى وهو في حد ذاته سيحقق خسائر اقتصادية كبيرة للكثير من الدول بما في ذلك مصر.
الحل في وقف إطلاق النار الدائم
وأشار (العرابي) إلى أنه يجب أن يكون هناك وقفة مع هذا الأمر كما يجب أن يتم وقف إطلاق النار في غزة حتى تتوقف جميع الذرائع التي تُستعمل للرد على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. لذلك، فالوصول إلى هدوء منطقة الشرق الأوسط يبدأ بوقف إطلاق النار "الدائم" في غزة على الفور.
وأوضح وزير خارجية مصر الأسبق أنه يتوقع في المستقبل زيادة تصميم بعض الدول الكبرى مثل أمريكا وإنجلترا على إضعاف قدرات الحوثيين في المنطقة ومن غير الواضح ما سيصلوا إليه تحديدًا لأنه من الواضح أن الحوثيين وحماس وغيرها من الجماعات المسلحة لديهم استعدادات قوية ويستطيعون تحمل ضربات من حين لآخر. لكنني أؤكد أن الحل يكمن في وقف إطلاق نار سريع في غزة.
وأكد (العرابي) للدستور أنه لا يتوقع أن يصل الأمر إلى حرب عالمية ثالثة أو حرب شرق أوسطية لأن الحروب المفتوحة أو الشامل لا تتواجد الأن في القواميس السياسية أو الاستراتيجية، فجميع ما يحدث الآن حروبًا بالوكالة أو قواعد اشتباك محكومة لكنها لها تأثير كبير للغاية على الأوضاع الاقتصادية والسياسية للبلاد.