صور الأقمار الصناعية تكشف كارثة كبرى.. ماذا فعلت إسرائيل بأراضى غزة؟
كشفت خرائط وصور الأقمار الصناعية حجم الدمار الهائل الذي تسببت فيه إسرائيل بعد أكثر من 100 يوم من حربها الوحشية على قطاع غزة ، والتي تضمنت كارثة كبرى بسبب تجريف الشواطئ والأراضي الزراعية والمزارع والمنازل، ليتحول القطاع إلى أرض جرداء، من أجل إنشاء مواقع محصنة للمركبات العسكرية أثناء تقدمها عبر القطاع، وفقًا لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
دمار واسع النطاق واحتلال إسرائيلي لقطاع غزة
وتابعت الصحيفة أنه بالرغم من الانسحاب الإسرائيلي الجزئي لقواته من غزة وتقليص العمليات في شمال القطاع، تظهر صور الأقمار الصناعية استمرار تطهير الأراضي والتقدم العسكري في جنوب ووسط غزة، وقد تكرر هذا النمط من تطهير مناطق واسعة وبناء مواقع محصنة مئات المرات في جميع أنحاء قطاع غزة.
وأضافت أنه في كثير من الأحيان، تحتل القوات الإسرائيلية هذه المواقع المحصنة، الموضحة على الخريطة، لبضعة أيام فقط قبل أن تتعمق في الجيب، كما تعرضت مناطق واسعة محيطة بالتحصينات لأضرار جسيمة، حيث دمرت الأراضي الزراعية والطرق في كثير من الأحيان بسبب حركة المركبات الثقيلة.
وتابعت أن القدرات العسكرية الإسرائيلية تتفوق بكثير على قدرات حماس، بالدبابات والذخائر الموجهة والطائرات المقاتلة الحديثة، لكن القتال في منطقة مبنية لا يزال ينطوي على مخاطر كبيرة. هناك العديد من المواقع التي يمكن لمقاتلي حماس أن يختبئوا فيها وينصبوا كمائن للقوات الإسرائيلية، بما في ذلك شبكة الأنفاق الواسعة أسفل غزة.
ويقول خبراء عسكريون إن القوات الإسرائيلية تبني مواقع محصنة للحماية من مخاطر هجمات المشاة والأسلحة المضادة للدبابات التي تستخدمها حماس، خاصة في الليل، عندما يكون هناك عدد أقل من القوات في الدوريات.
وقال مارك ف. كانسيان، خبير استراتيجي سابق في مجال الأسلحة في البيت الأبيض ويعمل الآن مستشارًا بارزًا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "يمكن للقوات أن تنتقل إلى المباني لأغراض الأمن، لكن المركبات موجودة في الخارج، حيث يقوم الإسرائيليون ببناء هذه السواتر للحماية من هجمات مقاتلي حماس المفاجئة".
وتابع: "مع تقدم القوات، فإنها غالبًا ما تقوم ببناء تحصينات جديدة كل ليلة، لا يريد الإسرائيليون سحب مركباتهم كل ليلة وربما يخسرون الأراضي".
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تتبع نمطًا مماثلًا في عملياتها حول خان يونس، أكبر مدينة في جنوب غزة، والتي كانت المحور الرئيسي للعمليات الإسرائيلية منذ أوائل ديسمبر الماضي، والتي تتزامن مع أوامر الإخلاء من وسط وشمال غزة وخان يونس، لتتسبب في نزوح جماعي إلى مساحات صغيرة للغاية من الأراضي، ليحاصر الاحتلال الإسرائيلي مئات الآلاف من الفلسطينيين في مدينة رفح الحدودية مع مصر.