زوجات الرسول .. السيدة عائشة بنت أبي بكر
وُلِدت السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- في مكة المكرمة بعد البعثة بأربع أو خمس سنوات، وهي أصغر من السيدة فاطمة بثماني سنوات
- عُرف عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّها كانت كثيرة اللّعب والحركة في طفولتها، وعندما بلغت سن السادسة خطبها الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- من أبيها أبي بكر الصديق، وتزوجها في التاسعة من عمرها وكانت تمتلك -رضي الله عنها- أصحاباً وأرجوحة تلعب بها، وبعد زواجها بالنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- استمرت باللعب لفترة من الزمن، وكان -عليه الصَّلاة والسَّلام- يُقدّر صغر سنّها فكان يأتي بصاحباتها ليلعبن منها
- كانت عائشة -رضي الله عنها- تُكنّى بأم عبدالله نسبة لابن أختها عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه
- لم يتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بكرًا غيرها، زوجه إياها أبوها أبو بكر الصديق، وأصدقها الرسول صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم.
كيف تزوج الرسول السيدة عائشة؟
توفيت السيدة خديجة بنت خويلد قبل الهجرة بثلاث سنوات، وحزِن رسول الله عليها حُزناً شديداً، فأتت إليهِ خولة بنت حكيم، وعرضت عليه الزواج من بكر أو ثيب، فسألها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من البكر ومن الثيب، فأخبرتهُ أنَّ البكر هي عائشة ابنة أخيهِ وحبيبهُ أبو بكر الصديق، والثّيب هي سودة بنت زمعة، فأخبرها بأن تذهب لِبنت أبي بكر وتخطبها.
- وبعد سنتين من وفاة السيدة خديجة -رضي الله عنها- تزوج الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بأمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وكان ذلك بأمر من الله -تعالى-،؛فقد ثبت أنّ الرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- قد رأى السيدة عائشة -رضي الله عنها- في المنام مرتين؛ ومنها أنّ ملكاً يقدّم لهُ شيئاً في لفة حرير، فسألهُ عنه فأخبرهُ بأنَّها زوجتك عائشة -رضي الله عنها.
علاقة الرسول بالسيدة عائشة
- أحب الرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- السيدة عائشة حُباً شديدًا؛ وقد كان من عادات المُحبين قديماً ترقيق اسم المحبوب؛ ولذا كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- ينادي السيدة عائشة يا عائش أو يا عويش.
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (يا رسولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ أحبُّ إليكَ قالَ: عائشةُ، قيلَ مِنَ الرِّجالِ قالَ: أبوها).
- ومن الأقوال التي تدل على حب الرسول للسيدة عائشة أنه قال للسيدة عائشة – صلى الله عليه وسلم –: "ما أبالي الموت منذ علمت أنك زوجتي في الجنة"
- في إحدى المرات شكت بعض نساء النبي للسيدة فاطمة الزهراء من حب الرسول للسيدة عائشة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للسيدة فاطمة "أي بنية أتحبين ما أحب؟" قالت بلى قال:"فأحبي هذه" وأشار إلى عائشة بنت أبي بكر
غيرة السيدة عائشة
- كانت السيدة عائشة رغم حب رسول الله الشديد لها شديدة الغيرة عليه ، روى انس بن مالك رضي الله عنه كان الرسول صلى الله عليه و سلم في بيت عائشة،كان لديه بعض الضيوف دعاهم إلى تناول الطعام فسمعت زينب بنت جحش بذلك،فأرسلت مع خادمتها صحفة فيها ثريد عليه ضلع شاة و هو الطعام الذي تعرف أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يفضله على سائر الأطعمة الأخرى، و ما كادت عائشة ترى الصحفة في يد الخادمة حتى ضربتها بيدها فوقعت الصحفة على الأرض،و تناثر منها ما كان بها من طعام و انفلقت الصحفة و دخلت عائشة تبكي في غرفتها.أما الرسول الكريم الحليم صلى الله عليه و سلم فابتسم و قال لمدعويه 'غارت أمكم...غارت أمكم...'
- وبلغت الغيرة بالسيدة عائشة. انها لم تقتصر علي الزوجات بل كانت شديدة الغيرة
من السيدة خديجة رغم أنها ليست موجودة علي قيد الحياة. ولكنه صلي الله عليه
وسلم كان يذكرها كثيراً. ويثني عليها وعلي مواقفها معه بل انه كان إذا ذبح شاة أرسل لصديقاتها وعندما كانت السيدة عائشة تعترض كان يقول إن بر صديقاتها بر لها
وهي تستحق هذا.. وكانت عائشة تقول عنها. انها ما كانت إلا امرأة عجوز. وتؤكد له
أن الله أبدله بها من هي خير منها. فقال صلي الله عليه وسلم: والله ما أبدلني خيراً منها.. فقد آمنت بي حين كذبني الناس. وأعطتني مالها حين حرمني الناس. ورزقت منهاالولد وحرمته من غيرها..فشعرت السيدة عائشة أن النبى قد غضب فقالت له: إستغفر لى يا رسول الله فقال : إستغفرى لخديجة حتى أستغفر لك
- ومرة أخري انه في إحدي الغزوات أجريت القرعة بينهن لاختيار من تصاحبه فجاءت علي عائشة وحفصة.. وذات ليلة دفعت الغيرة عائشة لتعرف ما يتلطف به الرسول مع
الأخريات. فاستبدلت بعيرها ببعير حفصة وجاء الرسول إلي بعير عائشة فوجد عليه
حفصة فراحت عائشة تقترب وتتسمع لتعرف ما سعت إليه. وأدرك الرسول هذا. وأراد أن يلقي عليها درساً. فتظاهر انه لم يدرك ما فعلته عائشة ودخل خيمة حفصة وبات فيهاوظلت الغيرة تنهشها حتي انها مشت حافية عارية القدمين علي أعشاب الصحراء وهي تتمني كما قالت بعد ذلك أن يخرج إليها عقرب لتلدغها..!!
موت الرسول عليه الصلاة والسلام في بيت السيدة عائشة
- في السنة الحادية عشرة للهجرة بدأت علامات المرض والتعب على الرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام-، فطلب الرسول -صلى الله عليه وسلم- من زوجاتهِ أنّ يسمحن لهُ أن يبقى أيام مرضهِ في بيت السيدة عائشة -رضي الله عنها- فسمحن له وتقول -رضي الله عنها- إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- طلب حينها السواك منها، وكان قاسياً عليه فقامت بتليينه له ووضعتهُ بعد ذلك في فمهُ،. وقد توفيَّ عليه الصلاة والسلام في حِجرها ودُفِن في بيتها، وقد كان عمر السيدة عائشة -رضي الله عنها- ثمانية عشر عاماً عندما توفيّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-.
مكانة السيدة عائشة
- امتلكت السيدة عائشة -رضي الله عنها- مكانةً رفعية؛ وخاصة في رواية الحديث، وكانت -رضي الله عنها- سريعة الفهم والذكاء، والبديهة، ولم يقتصر علمها على الكلمات والعبارات؛ فقد ذكر أبو موسى الأشعري أنّه قال: (ما أشكل علينا أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- حديث قط، فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً).
- وفاة السيدة عائشة توفيت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في المدينة المنورة، ليلة الثلاثاء في السابع عشر من شهر رمضان، في السنة الثامنة والخمسين للهجرة؛أي أنَّها عاشت بعد وفاة الرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- خمسين عاماً، وأوصت أنّ تُدفن ليلًا، وصلّى عليها أبو هريرة -رضي الله عنهُ-، ودفنت في البقيع، وكان ذلك زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان